موسم درامي آخر غير رمضان فكرة جيدة ولكن كيف يتحمس لها المنتجون والمعلنون والفنانون بل وكل العاملين في الحقل الفني الذين يعتمدون علي هذه الأعمال في كسب عيشهم وهي مصدر أرزاقهم الوحيد. هذا الموسم كان موجودا منذ أن بدأ ارسال التليفزيون حيث كنا نشاهد مسلسلا واحدا جديدا في السابعة مساء وعندما ينتهي يبدأ بعده عرض عمل آخر والآن وبعد أن تطورت الأحوال وانتشرت وزادت القنوات وتحول رمضان إلي سوق عكاظ أو الموسم الدرامي الوحيد سنويا وعلي استحياء عادت الكرة من جديد لنشاهد أعمالا مسلسلة جديدة وجيدة تعرض في غير رمضان وربما يكون أصحابها قد غامروا بعرضها ولكنهم بالكاد درسوا السوق وتيقنوا من نجاح التجربة لادراكهم ان سوق الإعلانات لا يتوقف بعد أن زاد الاستهلاك ولم يعد له موسم ولادراكهم ان المشاهدين الآن لم يعد يحكمه توقيت محدد للمشاهدة أو شهر واحد للمشاهدة وهكذا رأينا مسلسلات مثل "سلسال الدم" و"أسرار" تحقق نجاحات ومشاهدات بل وتنافس المسلسلات التركية التي لاتزال بقاياها تعرض حاليا. وفي هذه السطور نستعرض حكاية وجود موسم درامي آخر في غير رمضان أو العودة إلي الزمن الماضي الجميل. في البداية يقول المخرج الكبير محمد فاضل ان الوضع الطبيعي أن يعرض مسلسل واحد لكل قناة في توقيت مختلف وتتم الدعاية له ويكون متاحا مشاهدته من الجماهير ولكن ما حدث ان المنتجين قد جعلوا من شهر رمضان سوقا تجاريا بعرض الدراما مثل الياميش والمخلل وكل حاجات الأكل أو المظاهر في رمضان وأنا شخصيا أري ان الوضع الطبيعي أن تكون الدراما الجديدة والجيدة تعرض تباعا في كل السنة ويكون متاحا للناس أن تتابعها أما الزحام الذي يحدث في رمضان فشيء سييء لأن هناك أعمالا جيدة ربما لا يكتشفها الناس ولهذا فإن ضجة رمضان شيء صعب وأؤكد ان الأعمال الجديدة التي تذاع في غير رمضان يجب أن تحظي بنفس الدعاية وجلب الإعلانات لها وهو ما يحدث مع مسلسلات رمضان التي بدأ الترويج لها منذ شهر رجب. ويضيف محمد فاضل ان الحل سيكون عند المنتجين في ضرورة اختيار توقيتات أخري غير رمضان لعرض أعمالهم والترويج لها وكذلك فإن النقاد ورغم كثرة أعمال رمضان فانهم حريصون علي تقييم كل هذه الأعمال والتنوع لمشاهدتها ورغم طبيعة رمضان الروحانية ومرة أخري أتمني أن تكون هناك قناعة لدي المنتجين والقنوات باختيار عمل واحد وجيد والترويج له ثم ان حكاية أجور الفنانين في مسلسلات رمضان غالبا ما يكون فيها مبالغة خاصة عندما نذكر أرقاما مثل 35 مليوناً أو 20 مليون وأستطيع أن أقول ان هناك اتفاقا يتم بين المنتج والمخرج بخصوص أجر النجم وذلك في إطار خطة الترويج للعمل الفني ولكنها في تصوري أرقام غير صحيحة. ويقول الفنان القدير عبدالعزيز مخيون انه لا يحبذ عرض كل هذه الأعمال الدرامية المسلسلة في شهر رمضان لأنها لن تفيد المشاهد كما انها لن تفيد العمل الفني نفسه بسبب كثرة هذه الأعمال وتشتت المشاهد في متابعتها واحساسه بأن هناك أعمالا جيدة لا يستطيع أن يشاهدها. قال: انه شخصيا بعد أن أوشك علي الانتهاء من تصوير مسلسله الجديد "الكبريت الأحمر" فوجئ بالشركة المنتجة "رايت ماركتنج" توقف التصوير وتخبره كما تخبر باقي أبطال العمل باستكمال التصوير بعد رمضان. أضاف مع ان السبب في هذا التوقف والتأجيل مادي بحت حيث لم تأخذ هذه الشركة حقوقها من قنوات فضائية كبيرة مثل "mbc" و"النهار" عن أعمال درامية سابقة أنتجتها الشركة وعرضتها هذه القنوات فضلا عن حرص الشركة هذه المرة علي أن تضمن نسبة معقولة للحصول علي مقابل البيع لهذه القنوات. وقال عبدالعزيز مخيون: انه علي المستوي الشخصي سعيد بهذا التأجيل لأن هذا معناه ان الشركة سوف تعرض عملها في موسم غير موسم رمضان. وأوضح أنا طول عمري من أنصار عرض أعمالي في غير رمضان لامكانية المشاهدة بشكل أفضل وقد ظهر هذا جليا في عرض مسلسلين حاليا هما "سلسال الدم" بطولة رياض الخولي وعبلة كامل وكذلك مسلسل "أسرار" بطولة نادية الجندي وأحمد سعيد وحازم سمير وقد تمكن هذان العملان من جذب المشاهدين لمتابعتهما حيث كثرت أعداد المشاهدين وتنوعت الأذواق وهذا العمل "الكبريت الأحمر" من تأليف د.عصام الشماع واخراج خيري بشارة ويشارك في بطولته معي أحمد السعدني وداليا مصطفي وألعب فيه شخصية ساحر يمارس أساليب الخداع علي أطراف كبيرة. وأكد عبدالعزيز مخيون انه من أجل هذا العمل اعتذر عن المشاركة في مسلسلين آخرين عرضا عليه وهما "حق ميت" و"ألف ليلة وليلة". وعن أعماله الأخري يقول عبدالعزيز مخيون: انه سوف يستكمل تصوير فيلمه الجديد "البر الثاني" الذي تصور أحداثه في الصعيد ويلعب فيه شخصية رجل بسيط يعيش مأساة الهجرة غير الشرعية لأبنائه بحثا عن لقمة العيش. وتقول الفنانة سميرة صدقي انها سعيدة أن مسلسلها "الصندوق الأسود" يذاع حاليا علي قناة "النهار" وقد أذيع قبلها مباشرة بقناة "دريم" وقد لقي ردود فعل طيبة وحظي بنسبة مشاهدة عالية وكان يمكن ان يتوه لو عرض ضمن 60 مسلسلا في رمضان مثلا. وقالت ان ما يؤكد كلامي ان مسلسلين تتم إذاعتهما حاليا واستطاعا جذب المشاهدين إليهما وهما مسلسلا "أسرار" للنجم نادية الجندي و"سلسال الدم" للفنانة عبلة كامل والفنان رياض الخولي ويشترك في المسلسلين أحمد سعيد عبدالغني ويلمع فيهما معا وقالت ان مسلسل "الصندوق الأسود" الذي يشترك في بطولته عمل جيد كتبه طارق بركات واخرجه عادل الأعصر وتلعب فيه سميرة صدقي دور أم تامر هجرس وهي شخصية متسلطة ونرجسية وبخيلة وسليطة اللسان وزوجها كان وزيرا وكان في خلاف دائم معها وعندما مات انشأ ابنها شركة للاستيراد والتصدير والمسلسل يلعب بطولته رانيا يوسف وفطين عبدالوهاب ومحسن منصور. تقول سميرة: ان الأعمال الفنية الجيدة تعرض نفسها في أي وقت والمشاهد ذكي ويستطيع ان يفرق بين العمل الجيد والعمل الردئ ومن خلال الريموت كونترول يشاهد كل ما تعرضه الشاشات ويختار ما يريد ولذا فأنا أهنئ أصحاب الأعمال الفنية التي خرجت من خريطة رمضان القادم حيث سيكون متاحاً لها وقت مشاهدة أفضل وتضيف ان لي عمل مسلسل آخر ست كوم بعنوان "بهاريز شعبي" تصوره حاليا وهو عمل كوميدي يشارك فيه عدد من الشباب وهو من اخراج إبراهيم كساب.