في هدوء رحل عن عالمنا منذ أيام الدكتور عبد العظيم وزير محافظ دمياطوالقاهرة الأسبق بعد أن ترك بصمات واضحة في كل الأماكن التي عمل بها.. وكان له تأثير كبير علي الموظفين الذين يعملون تحت رئاسته حيث علمهم كيف يكون العمل بإخلاص لصالح الوطن و المواطن.. ولم تكن هذه الروح الوطنية جديدة عليه بعد توليه مسئولية العمل العام. بل بدأت معه منذ بداية عمله أستاذا بكلية الحقوق بجامعة المنصورة ثم عميدا لها ثم محافظا لدمياط من 99 إلي 2005 ثم القاهرة حتي أحداث يناير 2011. في دمياط ومن خلال قربي منه كان ¢ وزير¢ محافظا مثاليا يعمل في صمت. يصول ويجول في كل أرجاء المحافظة يستمع الي البسطاء ويحل لهم مشكلاتهم. ولذلك أحبه الدمايطة كما أحبوا المرحوم الدكتور أحمد جويلي. وكرموا ¢وزير¢ المحافظ الإنسان بوضع إسمه علي أحد أهم شوارع عاصمة المحافظة بعد أن إستطاع أن يحفر إسمه بحروف من نور في قلوبهم و لم تنقطع صلات الرجل بالشارع الدمياطي منذ أن رحل عنه وحتي بعد أن ترك المنصب. لقد إستطاع ¢وزير¢ الإنسان المهذب والمسئول الجاد والمحافظ الشجاع أن يؤثر في الدمايطة ليس بالكلام المعسول والتصريحات الوردية وإنما بالإنجازات الواضحة التي وصلت في فترة وجيزة إلي كل مدينة وقرية بالمحافظة. يحسب للدكتور وزير رفضه تزوير الإنتخابات خاصة ضد ضياء داود رئيس الحزب الناصري و تصديه بشجاعة للصوص المال العام. حيث خاض معارك كثيرة معهم. وكان شريفا في خصومته لا تختلط عنده الأوراق. يخشي الله في كل أقواله وأفعاله . ولذلك لم يظلم ولم يأخذ أحدا بالشبهات. كان محبا للعطاء رافضا للمجاملات كارها للفساد وكل صور المحسوبية.. وتحضرني واقعة حيث كنت أجلس معه ذات صباح بمكتبه وجاءه شخص قادم من طرف مسئول كبير في الدولة وهو صديق شخصي له. ووجدته يرحب بالضيف وعندما عرف طلبه " تخصيص قطعة أرض في رأس البر" رد المحافظ بهدوء وحزم "ياريت كان عندي أرض تتسع لكل الناس" فأخرج الزائر تليفونه المحمول وأجري مكالمة ثم أعطي التليفون للمحافظ قائلا معك الدكتور "سرور" فاعتذر بأدب ورفض التحدث. أيضا كان له مواقف إنسانية كثيرة و منها موقفه مع المرحوم رفعت الفناجيلي عندما نشرت إحدي الصحف أن وزير قرر إزالة ¢ الكشك السياحي يمتلكه كابتن مصر و الأهلي في كرة القدم في الستينيات و نشرت كلمات قاسية للفناجيلي ضد المحافظ وظن البعض أن المحافظ سيكون له رد فعل غاضب فإذا بالمحافظ يستدعي الفناجيلي ووجه له سؤالا ¢تفتكر فيه مسئول يستطيع هدم جزء من تاريخ مصر بحجم الفناجيلي¢. كان ¢وزير¢ طيب القلب طاهر اليد عف اللسان.. إحتار الإخوان المسلمين معه بعد يناير فلم يفلحوا ولم يتوصلوا لأي ثغرة يمكن من خلالها تصفية حساباتهم معه خاصة وقد كان له مواقفه الحاسمة معهم.