أكد هانس يورج هابر سفير ألمانيا بالقاهرة أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي القادمة لألمانيا ستشهد التوقيع علي عدة اتفاقيات اقتصادية بين الشركات الألمانية والحكومة المصرية. من بينها توقيع عقد تنفيذ محطات الكهرباء بين شركة سيمنز الألمانية ومصر والتي تم توقيع مذكرات التفاهم بشأنها خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ. جاء ذلك في تصريحات السفير أمس بمقر السفارة والتي ضمت الوفد المرافق للرئيس من الصحفيين والإعلاميين خلال زيارته المزمعة لألمانيا أوائل الشهر المقبل. واضاف السفير الألماني ان زيارة الرئيس السيسي لبرلين تتم بعد فترة من التوقف في الزيارات بين قياديي البلدين. مشيراً إلي ان العلاقات المصرية الألمانية قوية ومستقرة إلي حد كبير. وان ثورة يناير وجدت لها صدي طيباً وإعجاباً كبيراً في ألمانيا. ولكن الحكومة الألمانية شعرت بالدهشة من انتخاب رئيس وبرلمان من صفوف الإخوان المسلمين بعد هذه الثورة. وكانت لديها صعوبة في استيعاب هذا التطور. ولكنه كان قرار المصريين. وقال السفير انه كانت لدينا شكوك وتحفظات ثبتت صحتها بعد ذلك بشأن حكم الإخوان لمصر. ولكننا كنا نقول رغم التحفظات أننا يجب ان نحترم خيارات الشعب المصري. ثم اتبعنا ما حدث بعد ذلك في ثورة 30 يونيو. وشعرنا بالدهشة من كثافة الاحتجاجات ضد حكم الإخوان. وكانت وجهة نظرنا تتمثل في أن مرسي كان بامكانه ان يتفادي ذلك بالإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة. ولكنه لم يفعل. ويمكن ان نعزي ما حدث بعد ذلك لعدم استجابته. كما أوضح السفير أنه كان سيتم دعوة الرئيس السيسي لزيارة ألمانيا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية. ولكن بعد تأخيرها الناجم عن حكم المحكمة الدستورية العليا حول قوانين الانتخابات. رأينا ان نقدم للرئيس الدعوة في هذا التوقيت. خاصة وقد تأكدوا من حرصه علي اجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت. حتي يمكن للبرلمان ان يراقب أداء الحكومة ويصدر تشريعات جيدة لصالح المصريين. وأعرب السفير عن اعتقاده أن الرئيس السيسي مهموم بقضايا وطنه. خاصة فيما يتعلق بإعادة الاستقرار في مصر لمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مشيراً إلي ان من بين القضايا التي ستطرح خلال الزيارة موضوع استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها. في ظل سلسلة التهديدات والأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة. وصولاً إلي تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تعد منطقة جوار للاتحاد الأوروبي. مؤكداً ان طرق حل هذه الأزمات يجب ان يأتي من الداخل وليس من الخارج. وقال السفير إننا سنسعي خلال الزيارة التعرف بشكل دقيق علي ملف الإرهاب في الشرق الأوسط وتحليل مصادره الحقيقية خاصة في سيناء. وهذا سيساعد علي مكافحته بشكل أفضل. رافضاً ما تنشره بعض الصحف والفضائيات العربية من وجود نظرية المؤامرة. وأكد ان ألمانيا دولة صديقة لمصر وتسعي إلي تحقيق الاستقرار فيها لأن ذلك ايضا من مصلحة ألمانيا وأوروبا. وأن كانت هناك خلافات في وجهات النظر فهي لا تعني التدخل في الشأن الداخلي المصري وإنما هو نوع من التشاور مع الصديق. وأكد السفير الألماني إعجابه بالرئيس السيسي وبرؤيته في مواجهة التحديات التي تواجه مصر. خاصة ما يتعلق بخلق فرص عمل جديدة للشباب وإتاحة فرص التدريب لهم. وقال ان الرئيس أصبح علي وعي بأن هذا التوجه التنموي هو الذي سيحقق الاستقرار لمصر. وانه علي وعي أيضاً بأوجه القصور في أداء قطاعات الدولة خلال الأعوام الماضية مما أوجد تراكمات تحتاج إلي الإصلاح. وأنه يتعين عليه ان يواجه هذه التحديات ويجد لها حلولاً. وأشار السفير إلي كلمة الرئيس السيسي الأخيرة والتي أشار فيها إلي التحديات التي يمثلها الفساد والبيروقراطية. وقال ان ألمانيا تشارك أيضاً هذه الشواغل والهموم. ومنها ادماج الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. ونحن نقدر هذه اللفتة التي ظهر فيها الرئيس في ختام مؤتمر شرم الشيخ محاطاً بمجموعة من الشباب من الجنسين. وأعرب عن أمله في ان يشارك الشباب بقوة في الانتخابات البرلمانية القادمة. وفي هذا الصدد أشار إلي الدعم الذي تقدمه ألمانيا للشباب المصري سواء عن طريق دعوته لزيارة ألمانيا حيث تدعو ثمانية آلاف مصري لزيارة ألمانيا سنوياً. معرباً عن أمله في ان يسهم ذلك في مد الجسور بين الشعبين. ونوه السفير إلي مشروع مبارك كول للتعليم الفني والمزدوج كأحد ثمار التعاون المصري الألماني لرفع قدرات الشباب. وقال ان هذا المشروع لم يمت كما يعتقد البعض. ولكنه مستمر وان كان قد دخل طي النسيان بسبب بروز تطورات أخري وقال ان عدد المتدربين فيه زاد عن أيام مبارك. وأضاف ان محور التعاون الجديد بين مصر وألمانيا يتمثل في التشغيل. مشيراً إلي مبادرة يقوم بها لفيف من رجال الأعمال المصريين والألمان لتشغيل الكوادر الفنية المتخرجة من مشروع مبارك كول والحفاظ إليها داخل المصانع المصرية.