رعاية المصريين في الخارج تحتاج إلي نظرة أكثر عمقاً وإجراءات علي الواقع وليست وعوداً أو كلمات تهدئة. المصريون في ليبيا في خطر داهم وظروفهم غاية في السوء. ولا يجوز التنصل من رعايتهم بأننا سبق أن حذرناهم من السفر وهم تحايلوا وسافروا كيف سافر بعض هؤلاء إلي ليبيا وهي في خطر وتحت وطأة الإرهاب. وكيف رفض بعضهم العودة علي فترات مختلفة عندما أعدت الدولة لهم وسائل انتقال ومراكز تجميع علي الحدود التونسية لدعوتهم للعودة هرباً من المليشيات المسلحة التي تركز بوجه خاص علي استهداف المسيحيين المصريين وبوجه عام كل ما هو مصري. رفض هؤلاء العودة واستمروا في أعمالهم تحت وطأة الظلم والحرب والقهر والاستهداف ليس لأنهم من هواة المغامرات أو رغبتهم في مشاهدة الحرب في ليبيا. بقاء بعض المصريين أو أغلبهم في ليبيا تحت وطأة لقمة العيش. ولو توافرت لهم الظروف المناسبة هنا للحصول علي فرص عمل وربما بأقل من نصف أو ثلث ما يحصلون عليه في ليبيا لما اتخذوا قرار السفر والعيش تحت ظروف الحرب التي تقودها المليشيات. ولهذا اندهش بشدة من هؤلاء الذين يقولون قدمنا النصح لهم بعدم السفر ولكنهم سافروا وطلبنا منهم العودة ولم يعد أغلبهم. وربما يردد البعض ايه اللي وداهم هناك. من دفع بهم إلي ساحة الحرب والمخاطر هو مذلة البحث عن لقمة العيش وتدبير دخل لهم ولأسرهم الفقيرة. من يتحدث عليه أن يراجع كلماته. لم يذهب ابناؤنا في نزهة ولم يستمر بقاء الباقين تحت وطأة الحرب وهم يعلمون المخاطر لأنهم يحرصون علي توفير حياة مناسبة لأسرهم. وسواء كان الاستهداف للمصريين أو غيرهم أو بصفة خاصة للمسيحيين المصريين فهي أساليب وضيعة. ولا يدرك هؤلاء القتلة الإرهابيين المجرمين أن كل مصري يصاب بخدش في الخارج أو يواجه بكلمة نابية وليس القتل هو أمر يؤلم كل مصري. ولهذا علينا أن نراجع الموقف بكل حسم والرد علي إهانة أي مواطن مصري بما يليق بهؤلاء القتلة المجرمين. إن استباحة دم المصري أو إهانته بهذا الأسلوب أمر غاية في الخطورة وتكرر كثيراً في الشهور الأخيرة وكأنه متعمد وبإصرار ضد المصريين. ولهذا لابد من رد عنيف وصارم ضد القتلة والمجرمين. وأن يتم التوقف عن لوم المصريين في الخارج وفي ليبيا ومناطق الخطر عن أسباب استمرارهم وبقائهم رغم المخاطر والأهوال التي تحيط بهم. أننا قصرنا بحق أبنائنا وتركناهم بلا رعاية أو عناية وعجزنا عن توفير فرص العمل التي تحقق لهم وأسرهم الحماية من ذل الحاجة والسؤال. مهمتنا الآن حمايتهم وإعادتهم. وايضا تدبير فرص عمل لهم ولأمثالهم حتي لا يضطروا إلي المغامرة في حياتهم بحثاً عن لقمة عيش مرة مخلوطة بالذل والمخاطر والإهانة والتوعد بالقتل. البطالة وضيق الأحوال هي التي دفعت بهؤلاء المقهورين إلي البقاء في ليبيا رغم سوء الأحوال الأمنية والمخاطر وعدم توافر فرص العمل للبقاء في مصر. الخطأ علينا ويجب توفير فرص عمل للعاطلين بوجه عام وترتيب أوضاع العائدين من ليبيا والبحث عن فرص عمل لهم واستعادة حقوقهم هناك. إن العمالة المصرية في ليبيا في خطر حقيقي والقتل والذبح من جماعات إرهابية لمصريين هو نوع من الإرهاب والتخويف لكل المصريين في الداخل والخارج وهذا يحتاج إلي رد وإجراءات بالغة القسوة ضد هؤلاء القتلة السفاحين حتي لا يتجرأ أحد علي المصريين بعد اليوم.