دعاني صديقي الكاتب الصحفي سعيد شراياش لزيارة قريته "المنير" ومدينة "مشتول السوق الشرقية" التابعة لمحافظة الشرقية للوقوف علي حالة الخدمات الصحية بالمنطقة.. وفي اجتماع موسع مع أبناء المنطقة اشتكي كبيرهم وصغيرهم من تدني الخدمات الصحية مستغيثين بالدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان.. أكد الجميع عدم وجود خدمة طبية متكاملة سواء تشخيصية أو علاجية أو تأهيلية وعدم وجود أدوية نهائياً داخل المستشفي المركزي بمدينة مشتول وعدم انتظام عمل الطواريء والاستقبال.. ووجود نقص في الحضانات وحاجة المدينة لقسم حميات خاصة بعد ظهور أنفلونزا الطيور.. وطالب الحضور بضرورة اختيار مدير للمستشفي من خارجه حيث يستغل الأطباء علاقتهم بالمدير بالمدير الحالي ويهرولون إلي عيادتهم تاركين العمل بالمستشفي. أكد البعض أثناء اللقاء خلو مستشفي الهلال بقرية "قشا" مركز مشتول السوق من الأطباء علي الرغم من التجهيزات الطبية به مثل أجهزة علاج الأسنان ومعمل التحاليل والأشعة مطالبين وزير الصحة بتوفير الأطباء حفاظاً علي هذه الاستثمارات التي تحملتها الدولة.. وحتي يستفيد المواطن من هذه التجهيزات التي جاءت من أجله.. وأكد بعض الحضور من كفر "الشرابية" علي توفير قطعة أرض لإنشاء وحدة صحية لتوفير الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين بدلا من تشتيت المرضي وأسرهم بسبب عدم وجود الخدمات بالقرية.. واشتكي البعض من عجز الوحدة الصحية بقرية "المناصرة" عن تقديم أية خدمات صحية بعد الساعة 12 ظهراً لعدم وجود الطبيب مما يتسبب في نقل الحالات المرضية للزقازيق أو القاهرة مما يتسبب في وجود أزمات صحية للبعض وقد تصل للوفاة. أما أهالي قرية "النفارية" والتي ويجد بها ما يزيد علي 15 ألف نسمة فقد أكدوا عدم وجود أية خدمة صحية مطالبين بمركز لتنظيم الأسرة لتقديم الخدمات اللازمة لذلك بالإضافة للخدمات الخاصة بالطفولة مثل التطعيمات وغيرها حيث تتحمل الأسرة مشقة الانتقال لأقرب وحدة صحية والتي تبعد عن القرية بما يزيد علي الخمسة كيلومترات.. مطالبين بضرورة إنشاء الوحدة الصحية للقرية خاصة أنهم قاموا بتوفير الأرض اللازمة لذلك. تذكرت أثناء اللقاء حينما رافقت الدكتور عادل عدوي لزيارة مركز فاقوس.. وأنا أشاهد حالة الاستياء التي عاشها من حالة بعض الأماكن التي قمنا بزيارتها.. وتخيلت ماذا لو قام بزيارة مركز مشتول السوق الشرقية وشاهد ما بها من قصور بالخدمات ومعاناة المواطن في منطقة تبعد عن ديوان عام وزارة الصحة بحوالي 40 كيلو متراً فقط.. أعلم انك لن ترضي بذلك لإيمانك أن المواطن المصري هو أساس التنمية الشاملة التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهو وسيلتها وغايتها.. وانك تؤمن أن المواطن الصحيح وغير المعتل هو القادر علي تدوير عجلة الإنتاج. "حاجة تكسف".. أن يكون حالنا هكذا في مصر الحضارة والريادة.. ولا يدري مسئولو بعض المستشفيات الحكومية أنها هي الملجأ والملاذ لغير القادرين.. إذا لم يحصل فيها علي مبتغاه.. وسيعود إلي بيته يقتله المرض.. ويفترسه الألم.