ما بين وزارة الآثار وشركة المقاولات ضاع مسجد الظاهر بيبرس أكبر جامع أثري من حيث المساحة نتيجة توقف العمل به منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد ان تكلف أكثر من 53 مليون جنيه لينال منه يد الاهمال والتخريب ولم يحمه تاريخه العريق الذي يعود لعام 665 هجرية حينما بناه الظاهر بيبرس علي طراز العصر المملوكي ولم يبق منه الآن إلا حوائطه الخارجية وبعض الزخارف!! هذا ما أكده مدحت إبراهيم معاش قائلا: ولدت في منطقة الظاهر وأشاهد المسجد يسوء بمرور السنين حيث يتم القاء القمامة بداخله مما شوه المنظر وأساء لقدسيته ما يحدث اهدار لأثر هام من آثارنا الاسلامية يسئ لسمعة مصر في العالم. ويضيف محسن نعمان صاحب محل تتجمع مياه الصرف الصحي داخل المسجد بسبب ارتفاع مستوي الشارع عنه ليتحول إلي بركة من المياه الخضراء المختلطة بالقمامة ومصدر لانتشار الروائح الكريهة والأوبئة ومع ذلك لم تتحرك هيئة الصرف لتجد حلا ينقذ الجامع والمنطقة. ويري سعد عبدالله صاحب محل ان أخطر مشكلة هي تحول سور المسجد لساحة انتظار عشوائية لا يشرف عليها الحي وعلي مرأي ومسمع من رجال المرور المنتشرين بالميدان علاوة علي وجود سيارات لم يظهر أصحابها منذ أكثر من سنة يحتمل أن تكون مسروقة ويسهل وضع قنبلة بداخلها تدمر المنطقة بالكامل ومع ذلك لم تقم ادارة المرور بسحب هذه السيارات أو حتي فحصها. ويؤكد رامي نجيب صاحب مغسلة سيارات يعاني المسجد اهمالا شديدا سواء من مسئول الآثار أو الحي أعطي فرصة للبلطجية والخارجين عن القانون لاحتلال ساحته وتعاطي المخدرات بخلاف تجمع الشباب والشابات الذين يتخذون من ظلام الميدان ساترا لهم ولأفعالهم الفاضحة. يشاركه الرأي فؤاد جمال قائلا: يعيش الميدان في ظلام تام بعد الساعة الخامسة مساء نظرا لعدم وجود صيانة للأعمدة أو استبدال اللمبات المحروقة قدمنا العديد من الشكاوي للحي دون جدوي. أما أحمد عوض مؤذن المسجد فيقول ان الجامع في حالة يرثي لها فنحن نؤدي الصلاة علي حصيرة ولا يوجد سقف يحمي المصلين من مطر الشتاء أو أشعة الشمس الحارقة في الصيف. ويشير أحمد السعدني صاحب محل إلي اهمال الدولة للمسجد وعدم اتخاذ أي محاولة جادة لترميمه الا عندما قدمت دولة كازاخستان مسقط رأس الظاهر بيبرس منحة لمصر تقدر ب 5 ملايين دولار للمساعدة في ترميمه عام 2007 علي أن يتم الانتهاء منه عام 2010 وتم ازالة السقف وبعض الأعمدة لكن الظروف التي مرت بها البلاد بعد الثورة أوقفت الأعمال تماما لأجل غير مسمي. ويرجع عماد بسيوني صيدلي توقف أعمال الترميم إلي وجود مديونية لشركة المقاولات القائمة بالأعمال لدي وزارة الآثار تقدر ب 11 مليون جنيه وكان من المقرر الانتهاء منه آواخر عام 2014 وهناك شائعات تقول بعمل مصالحة بين شركة المقاولات والآثار لاستئناف العمل مرة أخري. الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وعضو لجنة فحص تطوير الآثار الاسلامية يقول تم عمل دراسة وفحص لمسجد الظاهر بيبرس في عام 2007 تمهيدا لاعادة ترميمه وبعد بداية العمل به وأثناء فحص اللجنة للمشروع تبين ان هناك شبهة تربح وفساد من البعض في قطاع المشروعات والادارة الهندسية والمشرفين التنفيذيين للمشروع وتم تحويلهم جميعا إلي النيابة علاوة علي مخالفة الشركة المسئولة عن الترميم بنود مقايسة المشروع والتصور المعماري الأثري المعتمد من اللجنة الدائمة للآثار الاسلامية والقبطية التي أقرت استخدام الطوب الأحمر في بناء العقود والدعامات فقط ومع ذلك لجأت الشركة لاستخدام الطوب الرملي غير الصالح لأعمال الترميم. حاولنا التواصل مع سلوي حيرم مدير عام مناطق وسط القاهرة للآثار لتوضيح حقيقة الأمر ومعرفة سبب تعطل عمليات الترميم طوال هذه السنوات لكنها رفضت الرد.