لقد مرت مصرنا الحبيبة والغالية بعهود من الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي حيث تقاتل فيها الفاسدون علي ثرواتنا وخيراتنا وتراثنا وأحلامنا هؤلاء المستبدون والمنتفعون والمتسلقون اجتمعوا علي إهدار صحتنا وتجريف عقولنا وزيادة فقرنا وانتهاكاتهم حقوقنا الانسانية.. ويرجع صمود الشعب لسنوات طالت فيها السحب بغيومها أملاً في امطار تأتي بالخيرات علينا لتشرق بعدها شمس الحريات والابداعات والديمقراطيات التي طالما تاجر بها الحكام الفاسدون من أجل مصالهم الشخصية تحت شعارات وأحلام زائفة لمواطنيهم. فكانت موجات الثورتين الخامس والعشرين من يناير والثلاثون من يونيه والتي ابهرت كلاهما العالم وظهر معدن الانسان المصري الأصيل الذي لا يمكن أن يبيع وطنه ابدا علي مر العصور والأزمنة.. وبعد مرور أربع سنوات علي ثورة الخامس والعشرين من يناير ومما لا شك فيه ولا جدل أنها ثورة حقيقية قام بها الشعب المصري وثار ضد عصرآ من الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي ولكن وصول الجماعات الإرهابية للحكم واستبدادهم وانكارهم لدور القضاءالمصري الشامخ والاعلام الوطني واغتيالهم للقوة الناعمة واختزالهم لدور المرأة شكل انتكاسة كبري لثورة الخامس والعشرين من يناير مما جعل البعض ينظر لها باعتبارها "مجرد مؤامرة خارجية" ولابد أن يعلم الجميع أن ثورة الخامس والعشرين من يناير فرضت نفسها بشعبيتها ووطنيتها وحتي بأخطائها فعندما ترك الثوار الحقيقيون الميدان واستولت عليه الجماعات الإرهابية في محاولة منهم لاستخدام سياسة الاستقطاب هو بداية الخطأ الذي وقع فيه الشباب الطاهر المحب لوطنه بدون مقابل والدليل علي ذلك هو سقوط العديد منهم شهداء في سبيل خلاص وطنهم من حكم فاسد.. وكما كان للكيانات الوطنية التي تجمعت في فترة حكم الجماعات الإرهابية علي قلب رجل واحد دور كهم وبارز في بداية الشرارة الأولي لثورة الثلاثين من يونيه وهي ثورة قامت ضد النظام الاستبدادي الذي حاول الاستيلاء علي كل شبر في الوطن من أجل حلم زائف وهو الخلافة الاسلامية فهم جماعات إرهابية لا تؤمن ولا تعرف معني الوطن.. وظلت تعمل تلك الجماعات الإرهابية تحت الأرض لمدة الثمانين عاماً وعندما جاءت إلي الحكم لم يتحملها الشعب المصري عاماً واحداً ونبذها بكل فئاته.. ونحن اليوم في محاولة لبناء الجمهورية الثالثة لمصرنا الحبيبة التي في حاجة إلي سواعد ابنائها الشرفاء لبناء منظومة عدالة تتمتع بالشفافية والديمقراطية لجميع ابناء الوطن مبنية علي أسس علمية واستراتيجية واضحة المعالم وبعيدة عن الفاسدين الذين تخللوا جميع مؤسسات الدولة وجعلوا ابناءها يدفعون ثمن فسادهم لسنوات طويلة.. نحن في حاجة إلي كل يد تبني الوطن ولا تهدم.. نحن في حاجة إلي كل فلاحي مصر لعودتها إلي دورها الريادي في جميع المحاصيل الزراعية التي كانت تشتهر بها مصرنا في الماضي البعيد.. نحن في حاجة إلي اعادة الدور الريادي لأم الدنيا في صناعة الغزل والنسيج.. نحن في حاجة إلي العودة إلي تراثنا الحرفي اليدوي الذي اشتهرت به مصر لسنوات طويلة منذ عهد الفراعنة.. نحن في حاجة للاهتمام بالمشروعات الصغيرة التي تأتي بعائد سريع علي المواطينين بجانب المشروعات العملاقة فالشعب الذي عاني كثيراً لا يمكن أن يكون عنده القدرة علي الانتظار سنوات طويلة اخري للحصاد.. لابد أن نعيش مع المواطن علي أرض الواقع بعيداً عن الاحلام الزائفة فالثورتان اللتان قام بهما الشعب المصري من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ولابد أن يعيش المسئولون مع هؤلاء الناس لتحقيق أحلامهم البسيطة.. وسوف نقولها دائماً لجميع المسئولين من لم يجد في نفسه القدرة علي العطاء في موقعه فمن الافضل أن يتركه فالتاريخ لا يتجمل عندما يذكر العظماء الذين وقفوا بجوا ر شعوبهم وأوطانهم.. حمي الله مصرنا الغالية من الحاقدين والمأجورين والمتآمرين عليها.