الأمر الذي لا شك فيه أننا نواجه حربا لا هوادة ولا أخلاق فيها.. تستخدم فيها ضد مصر كل الأسلحة المتاحة.. ويتحالف فيها علي هذا الوطن كل أعدائه في الداخل والخارج ويأتي التسنيق بين الجميع ليكشف أهدافهم في إسقاط هذا الوطن والاستيلاء عليه.. فمن إرهاب تزداد وتيرته كل يوم.. إلي حرب نفسية تتصاعد.. إلي تهديدات بما يسمونه ثورة مسلحة.. وما يسمونه تارة الاحتفال بذكري محمد محمود.. أو الاحتفال بمناسبة 25 يناير. ومع أننا لم نعرف بعد أبعاد حادث الإرهاب البحري - حتي كتابة هذه السطور - ومن الذي شارك فيه. الا أنه يشكل خطوة تصعيدية في وتيرة الإرهاب المنظم ضد الوطن وجيشه.. ويفرض حالة من التأهب سوف تشكل عبئا جديدا علي قواتنا البحرية تفرض عليها اتخاذ تدابير جديدة علي كل مياهنا الأقليمية لحمايتها من أي أعمال إرهابية وحماية كل تغورنا وشواطئنا علي البحرين الأحمر والمتوسط.. فضلا عن قناة السويس.. والتنبه إلي كل احتمالات أصبحت رائدة جدا في ظل خطط الإرهاب ومموليه المستفيدين منه لإرهاق قواتنا المسلحة. ومحاولة تشتيت جهودها وفتح جبهات جديدة تستنزف قوانا ومواردنا وتصبح عبئا يزداد يوما بعد يوم. وهذا كله يشكل حربا مفتوحة علي كل الاحتمالات.. ونتوقع فيها أن يأتي العدو إلينا من كل مكان.. وهي ليست حربا نظامية تواجه فيها جيوشا.. بل حرب غادرة خسيسة تعتمد علي عنصر المفاجأة.. والقيام بعمليات إعلامية واستنزافية أيضا.. بهدف الإساءة إلي القوات المسلحة وكسر الروح المعنوية سواء لدي الجيش.. أو لدي الشعب.. ولكن هذا الهدف لن يتحقق أبدا بعون الله.. فالروح المعنوية لجيشنا لن يهزها حادث هنا أو هناك.. كذلك فإن الشعب لن تهتز ثقته أبدا بقواته المسلحة التي قطعت في حرب أكتوبر 1973 الذراع الطويلة التي كانت تتباهي بها إسرائيل. وأنهت بهذه الحرب كل النظريات التي ابتدعتها إسرائيل لكي تجعل من جيشها الجيش الذي لا يقهر كما كانت تدعي.. كل هذه قضت عليه حرب ..1973 وأصبحت إسرائيل قوة عسكرية تخضع لباقي موازين القوي. والتغلب عليها لا يستحيل مع الإرادة وحسن التخطيط واستغلال قدراتنا أفضل استغلال.. فإذا كان هذا قد حدث مع إسرائيل فهل تستطيع القوي المتآمرة الجديدة أن تنال من هذا الجيش الذي سطرت معاركه تاريخا عسكرية يدرس في معاهد العالم وأكاديمياته العسكرية! الهدف الآن هو اشاعة اليأس في نفوس البعض ممن يهتزون لمثل هذه الأحداث.. والذين تصطدمهم خسائرها.. ويؤلمهم مشهد الشهداء فيها.. ولكن هذا كله هو ثمن ندفعه. وكنا ندرك أننا سندفعه.. ونتحمل شراسته وعنفه لكي ينجو الوطن. ويخرج من أسر المخططات الإجرامية لعصابة الإخوان الإرهابية وكل حلفائها من دول معسكر الشر أمريكا وتركيا وإسرائيل وغيرها.. ثم كل الجماعات الإرهابية التي تعمل كأذرع عسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية.. مهما تعددت أسماؤها.. فهي في النهاية تجمعها عباءة هذه الجماعة الإرهابية. وإذا كان علينا أن نتوقع المزيد من عصابة الإرهاب وأذرعها العديدة.. فإن علينا أيضا أن نواجه الحرب النفسية التي تشنها علينا وتترافق مع هذا الإرهاب الفاجر.. في الوقت الذي نسعي فيه إلي بتر كل الأذرع التي تمتد إلي هذا الوطن.. وأيضا بتر خلايا هذه الجماعة النائمة والمستيقظة.. فالحرب أصبحت حرب وجود.. كما قال الرئيس السيسي.. وفي حرب كهذه من حقنا أن نستخدم كل الأسلحة لحماية الوطن وأبنائه.. ومن حقنا أن نواجه كل الألسنة التي تنسي حقوق الوطن ومواطنيه.. وتتشدق بحقوق المجرم وأذنابه.. ومن حقنا أن نطالب بالردع السريع لكل من يشارك بالتخطيط أو التآمر أو التنفيذ لما يحاك ضد هذا الوطن.. ومن حقنا أن نري بترا سريعا لكل من يساند أو يمول أو يشارك في هذه الحرب. وفي هذا الاطار لابد من أن نشير إلي قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بادراجها لجماعة الإخوان الإرهابية وأكثر من ثمانين منظمة تعتبر أذرعا لها. كمنظمات إرهابية تهدد المنطقة العربية بأكملها.. فكل هذه المنظمات تفرز أفكارا هدامة تعمل علي تدمير دولنا وتفكيك كياناتنا. ولابد أن نحيي دولة الإمارات علي هذا القرار الذي ستكون له تبعاته بلا شك في باقي دول الخليج.. والمأمول أن يسهم في تجفيف منابع الإرهاب ويحاصر تلك الظواهر الإرهابية التي تخرج كلها من فكر جماعة الإخوان الإرهابية وعباءتها وتصب جميعها في صالحها. وما فعلته دولة الإمارات يقدم نموذجا يجب أن يحتذي في باقي الدول العربية بعد أن اتضحت مخططات جماعة الإخوان الإرهابية وباقي أذرعها من جماعات إرهابية تأخذ أسماء مختلفة.. وتتحد معها في الهدف وتتخذ العنف وسيلة لتحقيق أهدافها. أو تعمل في الخفاء علي تمويل أنشطتها ومدها بأسباب البقاء والانتعاش.. وهو ما نأمل أن تراه أيضا في مصر.. فلا نتنظر صدور قوانين أو أحكام قضاء. بل يتقرر الخطر والتوصيف. وعلي من يتطور من هذه المنظمات أن يلجأ إلي القضاء ان شاء. ان الوطن في معركة بقاء.. في حرب وجود.. وكل الأسلحة المتاحة لابد من استخدامها.. لاستنقاذ الوطن من براثن هذه المؤامرات التي لا تتوقف.. ولا تهدأ.. ونحن أيضا لا يجب أن نهدأ حتي نستأصلها تماما بعون الله.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.