يعيش سكان الدويقة بعيداً عن أعين المسئولين منذ قديم الأزل غير مبالين بخطورة جبل المقطم حتي بعد سقوط العديد من الصخور ومئات الأشخاص الذين لقوا مصرعهم أسفلها فكل همهم في الحياة بعدهم عن أعين الشرطة كما يقولون.. حتي عندما أرادت محافظة القاهرة أن تنقل سكان الدويقة ذات الخطورة الداهمة إلي مساكن حديثة بمدينتي أكتوبر والسلام رفضوا بحجة أكل عيشهم في الدويقة. تقول سمية جودة ربة منزل في البداية كانت الدويقة عبارة عن غرف مجاورة لبعضها يقطنها ذوو الظروف القاسية الذين فشلوا في إيجاد مساكن ملائمة بمناطق وسط البلد أو الأحياء الشعبية ومع مرور الزمن توافد عليها سكان وفقراء المحافظات وتحولت مجموعة العشش والغرف الصاج إلي كتل سكنية مكتظة بالسكان. ويضيف كمال جابر: الدويقة تمتد في منطقة سكنية عشوائية مثل الرزاز والثلاثات والوحايد والحنفية والمساكن والمزلقان ومنشأة ناصر ومعظمها أبراج مسلحة أعلي وأسفل جبل المقطم والسبب هو غياب المسئولين عن هذه المنطقة تماماً. ويشير بدوي رمضان من السكان إلي أن كل هذه المناطق ليس بها أي مرافق حكومية ومرافقها كلها سواء للغرف أو الأبراج بالجهود الذاتية ومتهالكة وتصرف مخلفاتها وسط الصخور والجبال ووصلات الكهرباء مسروقة بينما يؤكد رمضان عبدالودود من السكان علي أن الدويقة جمعت كل المسجلين والخارجين علي القانون والهاربين من شتي المحافظات للابتعاد عن أعين الشرطة وأمن الدولة ومعظمهم لا يحملون بطاقات رقم قومي ولا يستطيعون السير في المناطق المؤمنة. ويوضح محمد عثمان "موظف" أن جميع المصانع المخالفة ومصانع "بير السلم" بالدويقة ومنشأة ناصر مشيراً إلي أن أكبر مصنع للأسماك المملحة وهي "الرنجة" أسفل الجبل ووسط مخلفات القمامة كما توجد مصانع مواد غذائية ومصانع البلاستيك والكرتون ومعلبات المواد الحافظة كل هذه المصانع بعيدة كل البعد عن الرسميات والتراخيص ومنتجاتها تغزو الأسواق المصرية في ظل غياب الرقابة. ويفجِّر حسن عبدالله مدرس مفاجأة مؤكداً أن بعض أصحاب المصانع والمقاولين الكبار قاموا بالاستيلاء علي أماكن أعلي وأسفل الجبل وقاموا بتقسيمها لغرف وتأجيرها للمواطنين مقابل 10 آلاف جنيه للغرفة وعند الحصر واستلام وحدة سكنية يقوم بسداد مبلغ 20 ألف جنيه لصاحب الغرفة أيضاً وتحولت غرف الدويقة لسبوبة لرجال أعمال كبار وتجار وهذا هو السبب في تضاعف العشوائية بالمنطقة.. ويوضح عماد عبدالله من السكان أن منطقة الدويقة تتصدر صفحات الحوادث يومياً بسبب الصخور التي تتساقط أو العقارات التي تنهار أو انفجار بالمصانع المخالفة والمشاجرات بين الخارجين علي القانون. حلمي محمود من السكان يقول إن منطقة الدويقة تعد من مناطق الجذب التي يقبل عليها عدد كبير من المهاجرين من ريف مصر وصعيدها بحثاً عن فرصة عمل مناسبة حيث يكون أصعب شيء للانتقال لسكان المحافظات للقاهرة هو السكن ونظراً لارتفاع أسعار السكن وسط العاصمة للمهاجرين من المحافظات فلا يكون أمامهم سوي جبل الدويقة "المقطم" غير مدركين خطورة هذا السكن. ويشير إلي أن معظم السكان لا يجيدون القراءة أو الكتابة وبالتالي فرصة العمل لهم بالدويقة أسرع وأضمن. ويصرخ توفيق أمين من الصخور التي تسقط علي الغرف التي يقطن بها بشارع القمائن وحررت محضراً بقسم منشأة ناصر منذ عام 2010 وأثناء عرضنا علي النيابة فوجئنا بأننا مدانون رغم أننا نعيش حياة غير آدمية بسبب الظروف المتدنية التي يعاني منها فقراء الريف الذين هجروا محافظاتهم وعاشوا وسط الجبال والصخور لتوفير لقمة الخبز لأسرهم.