رغم تعدد الانهيارات الصخرية بالمنطقة وازهاق آلاف الأرواح إلا ان الحكومات المتعاقبة مازالت تتعامل باسلوب المسكنات دون دراسة الاسباب الحقيقية وراء تلك الكوارث. الخبراء أكدوا ان انتشار العشوائيات دون مرافق أو شبكات صرف الصحي أهم أسباب تفاعل الصخور الجيرية مع مياه الصرف وذوبانها مما ينذر بكوارث جديدة خلال الأعوام القادمة. د. رضا حجاج استاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة والخبير بالأمم المتحدة يقول: البحث عن الثراء السريع وانعدام ضمير بعض المسئولين سبب الكارثة فهيئة المساحة أجرت تحليلا صخريا للهضبة وحذرت من وصول المياه إلي الصخور ولكن المسئولين لم يلتفتوا اليه فالمنطقة تتبع لشركات والكل يبحث عن المكاسب المادية فقاموا بإنشاء حدائق وملاعب خضراء ونوادي جولف وحمامات سباحة حيث تتسبب المياه في نفش الصخور فيحدث انهيار لذلك يجب أن يتم عمل شبكات صرف صحي تستوعب كل هذه المياه التي تتسرب لطبقات اسفل الطبقة الصلبة التي يتم البناء عليها مما يؤدي لاتساع الشقوق وتحركها وانهيار طبقات الأساس لتلك المباني مما يجعلها مهددة بالخطر. يضيف الدكتور مجدي صلاح الدين استاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة ان انهيارات جبل المقطم ترجع إلي أربعة اسباب هي الطبيعة الجيولوجية التي ينتشر بها العديد من الفواصل والكسور والصدوع الأرضية القديمة والفوالق التي تسبب انزلاقاً للصخور وانهيارات علي الشريط الكامل كالدويقة ومنشية ناصر وهناك ايضا الزيادة السكانية العشوائية أعلي الهضبة وعلي حوافها طرنشات الصرف الحصي التي أنشأها الأهالي بالإضافة إلي وجود ميل بالهضبة والتي تتكون من الجير والطفلة يجعلها غير آمنة ومعرضة لانهيارات متكررة نتيجة تسرب مياه الصرف اليها وانتفاخ الطفلة ثم انهيارها كما ان المشروعات التي تقوم بها بعض الجهات لتجميل المنطقة تعمل علي مضاعفة مأساة سكانها لأنها تؤدي إلي تسرب المياه للشقوق الموجودة في الجبل وتزيد من احتمالات تعرضها للانهيار. ويؤكد ذلك د. علي اسماعيل استاذ الهندسة الجيولوجية بالمركز القومي للبحوث قائلاً: تكوين الطبقة الصابونية سبب الانهيار فعدم الاهتمام بالجيولوجيا الهندسية لهذه البيئة هو سبب الكوارث التي عانينا منها والتي ننتظرها خاصة في ظل وجود هذا الكم الهائل من حمامات السباحة وملاعب الجولف والمزارع الخضراء إلي جانب العشوائيات المعلقة ومياه الصرف التي تأكل الطبقات. ويري د. سامح سمير استاذ الجيولوجيا كلية العلوم جامعة القاهرة ان المشكلة لها أكثر من ضلع ما بين جشع التجار وسوء الاستخدام وطبيعة الصخور الجيرية التي يحدث لها ذوبان بسبب مياه الصرف التي تتسرب إلي الطبقة الطينية فتؤدي إلي تحريك الصخور فعمر الهضبة الجيولوجي خمسة مليارات سنة وتعد هضبة المقطم هي قاع المحيط والحجر الجيري هو عمق المحيط وظلت كل هذه الصخور صامدة طوال هذه الفترة ولكن بعد البناء الكثير بشكل عشوائي والبنية التحتية السيئة عجلت بانهيار الصخور بعد تشبعها بالمياه الحمضية التي تذوب الحجر الجيري وتوسع الشقوق وتؤثر علي اساسات أي عقار فهناك دراسات علمية تبين مدي قوة التربة وعمل جسات لها ولكن يضرب بها عرض الحائط ويتم تزوير التقارير من أجل الثراء السريع فمازال الفساد هو المتهم الأول في جميع الكوارث. ويؤكد الدكتور أحمد فاروق استاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة انه من المنتظر حدوث انهيارات جديدة بمنطقة المقطم خلال السنوات الخمس المقبلة لوجود فوالق تتخللها المياه وتمثل خطرا عند حدوث زلازل فعند انشاء المشاريع في مصر لا يتم استشارة الجهات الجيولوجية قبل الإقدام علي تنفيذ أي مشروع لمعرفة طبيعة التربة والتأثيرات المستقبلية فكل ما يقال عن صلابة أحجار المقطم غير صحيح فتوافر الحجر الجيري والطفلة والجبس من هذه المنطقة وحتي وادي حوف مرورا بالمعصرة وطرة وحلوان شجع علي قيام صناعة الأسمنت وهذا دليل علي تركيبتها غير الصلبة.