* ما أحلاه جمهور الزمالك وهو يغني وينشد في مدرجات استاد القاهرة.. الجماهير البيضاء كانت عند حسن الظن في لقاء الجمارك بطل النيجر. لم يخرج الجمهور عن النص وكأنه في امتحان شديد الصعوبة ونجح فيه بدرجة امتياز فلا شماريخ ولا صواريخ في المدرجات أو الملعب ولا سباب ولا شتائم للاعبين رغم تأخر الأهداف فتحول الجمهور إلي لاعب من طراز فريد يمرر لزملائه في الملعب حتي انتهي اللقاء بهدفين. وجمهور الزمالك قدم لكل جماهير الكرة درسا في فنون التشجيع بداية من الدخول المنظم والهتاف الرائع والكلمات الصادقة وامتدادا في المدرجات للدخلات الرائعة المنظمة التي ألهبت حماس اللاعبين ودعمت ميدو في أول تجربة افريقية بدت سهلة من اسم المنافس لكنها صعبة جدا داخل الملعب أمام فريق متكتل دفاعيا حتي آخر رمق!! والبطل الحقيقي في المباراة ليس الزمالك الذي فاز بهدفين وليس ميدو المدير الفني الصاعد.. بل هو الجمهور الذي التزم ونجح في الاختبار واعطي لكل جماهير الكرة المصرية درسا في فن التشجيع دون تجاوز ولا خروج علي الروح الرياضية. الأهم من ذلك ان الجمهور الأبيض أرسل رسالة شديدة القوة للداخلية يقول ان جزاء الجمهور الملتزم حضور كل المباريات القادمة حتي في الدوري.. وقدم جمهور الزمالك درسا أحرج سائر جماهير الأندية الأخري واحرجهم جميعا حيث اصبح لزاما علي جماهير الأندية تقليد الزملكاوية والسير علي خطاهم والدخول في هدوء والتشجيع بالتزام دون صواريخ أو شماريخ أو حتي ألفاظ خارجة. ولا أظن ان نجاح التجربة ستكون نهاية المشوار الجماهيري لأن الشرطة لن تقول لجماهير الزمالك بعد ذلك لا دخول إلي الملاعب بعد هذا الالتزام!! والمهم فيما هو قادم حيث اصبح جمهور الأهلي في موقف صعب وعليه الالتزام هو الآخر في لقاء السوبر الأفريقي لأن الخطأ - بعقوبة افريقية - والأهلي مش ناقص!! وعلي الأمن ان يسمح هوالآخر لجماهير وادي دجلة والاسماعيلي بحضور المباريات الافريقية مثل الأهلي والزمالك حتي لا تكون هناك تفرقة أو "خيار وفقوس" كما يقول المثل!!