ارتفعت نسبة الجريمة والكراهية ضد المسلمين في بريطانيا خلال العام المنصرم حتي إن عدد القتلي من المسلمين أصبح في تزايد مستمر. ارجع العلماء مثل هذه التصرفات إلي ترويج الاباطيل عن الإسلام ووصفه بأنه يدعو إلي العنف كذلك تصرفات بعض المسلمين السيئة لا تتفق وصحيح الدين فضلا عن تقصير الدول الإسلامية في نشر الحقائق هناك عن ديننا الحنيف. الدكتورة مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر إن صورة المسلمين في الغرب يجب ان تكون كما علمنا إسلامنا الحنيف وان نجيد التعامل مع الآخر كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما هاجر إلي المدينةالمنورة وفي ميلاد تأسيس الدولة الجديدة حيث كانت المدينة تعج باليهود ومنهم يهود خيبر وبنو قينقاع وبنو النضير وغيرهم ولكنه استطاع أن يروضهم ويتعامل معهم في عقر دارهم حتي اصبح الإسلام هو الاول وهو المسيطر علي مفاصل الدولة وتحولت المدينة من دولة كافرة إلي دولة مسلمة. وقالت د. غالب: إن هناك فرقا بين المسلمين والإسلام. حيث ان الإسلام هو الدين السمح الذي جاءنا به الرسول صلي الله عليه وسلم ويحمل لنا كل معاني الرحمة هو الدين الذي جاءنا بالهدي والهدية حيث علمنا العبادات والمعاملات وكل أمور الدنيا والآخرة وكل الأمور التي لو طبقناها لعشنا في أمن وأمان مع أنفسنا ومع الآخر دون واقعة اعتداء واحدة. اضافت د. غالب: لكن سلوك بعض المسلمين في الداخل والخارج وعدم تطبيق الإسلام كما ينبغي وظهور صورته التي أخذناها عن إسلامنا الحنيف السمح وإن ردود أفعالنا مع الآخر هي التي تباعدنا عن الدين القويم. كما أن العداء من الشعب البريطاني للمسلمين ما هو إلا موقف من الإسلام ومن المسلمين وتشدد من بعض اليهود والنصاري ومن هم علي غير شريعة الإسلام الذين يحقدون ويكرهون كل ما هو مسلم. الدكتور لطفي السيد صالح الاستاذ بجامعة الأزهر يقول: لقد قال القرآن الكريم للمسلمين "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" فالقدوة والأسوة وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال الله تعالي فيه: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً" والنبي صلي الله عليه وسلم بأخلاقه وسلوكياته وهو قدوة المسلمين ولذلك قال الله سبحانه وتعالي: "وان تطيعوه تهتدوا" ولقد اشتهر صلي الله عليه وسلم بالصدق والأمانة حتي لقب صلوات الله وسلامه عليه بالصادق الأمين. أشار د. لطفي إلي أن الخلل عندما يحدث إنما يكون نتيجة حتمية ليعدنا عن منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي بينه ووضه. فعندما يغش التاجر مع ان الرسول قال "من غشنا فليس منا" وعندما يكذب المسلم علي أخيه أو علي الاخ أو يقتل نفساً حرم الله قتلها لأن الله يقول في قرآنه الكريم: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" وكذلك عندما يهمل المؤمن في عمله ولا يتقنه ويتخطي أمر الرسول صلي الله عليه وسلم في قوله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وكذلك عندما يرائي رئيسه أو مديره ويأكل سحتاً وحراماً مع أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "ايما جسم نبت من سحت فالنار أولي به". إذا رأي غير المسلم هذه الصور المشينة وغيرها كذلك من القبائح ماذا ننتظر أن يكون موقفه من المسلمين لأن المسلم يجب ألا يتخلف عن موقعه في الحياة لأنه كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم علي ثغرة من ثغور الإسلام فيجب ألا يؤتي الإسلام من قبله لأن معنا قضية عادلة ولا نحسن عرضها علي الناس والدفاع عنها لأننا يجب ان نعرض الوجه المشرف والمضيء والحضاري للإسلام وان ننبذ السلبية والفوضي والاهمال والعنف وان نظهر لهؤلاء وغيرهم العزة والسماحة والانسانية والحضارة بالجد والعمل والاجتهاد والاتحاد والتعاون. قال د. لطفي إن من أهم هذه الاسباب العصبية والخلافات المذهبية وعدم احسان عرض الإسلام عرضا سليما يتمشي مع الفطرة النقية والسلوك الإنساني والمتحضر والمتمرن مع أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا" وحذرنا القرآن الكريم من عدم الاقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم والدعوة إلي الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة كما دعا القرآن الكريم. أشار د. لطفي إلي أن المسلمين في الغرب عامة وفي بريطانيا خاصة قد انبهروا بالحضارة والتمدن ونسوا تعاليم الإسلام كما تفرقوا وأصبحوا أشلاء أي جزر منعزلة حيث تجدهم في الغرب هذا مصري وهذا خليجي وذاك إيراني وأصبحوا أحزاباً وفرقاً وشيعاً مع ان الإسلام أمرنا أن نكون وحدة كمسلمين حتي ترفع رايتنا أي تكون لنا منظمات وتجمعات حتي نكون قوة ضاربة يهابنا الآخر. وعلي المسلمين في بلاد الغرب ان يكونوا علي قلب رجل واحد بحيث تذوب بينهم كل الفوارق والطبقات والشعوبية وان يكونوا تحت راية التوحيد وشعارهم الإسلام. أضاف ان علي الازهر الشريف بوسطيته وعلي دعاة وزارة الأوقاف المبتعثين ان يكون لهم دور مع المسلمين المغتربين من أجل رفع رايتهم والعمل علي وحدتهم والدفاع عن عقيدتهم وقضاياهم المشتركة لأن أعداء الإسلام لا ينامون ولا يركنون ولكنهم يدبرون ويمكرون بليل للنيل من الإسلام والمسلمين اينما حلوا واينما رحلوا فهل إلي خروج من سبيل.