لم يكن تكريم المشير عبدالفتاح السيسي لابطال عملية إيلات في 11 يناير الماضي إلا لاصالة وقيم القوات المسلحة وقادتها والوفاء لما قدمه هؤلاء الابطال من بطولات وتضحيات متوسطة أقل ما يقال عنها انها هي أحدي أهم المعارك التي ساهمت في رفع الروح المعنوية للشعب المصري وقواته المسلحه في ذلك الوقت. ويأتي هذا التكريم ايضا ليثبت أن القوات المسلحة لا تنسي ابناءها ولا تنسي من قدموا بطولات كتبت بحروف من نور في سجلات البطولة وكتب التاريخ. وأمس حلت الذكري ال 44 لاغارة الضفادع البشرية والصاعقة البحرية علي ميناء إيلات الاسرائيلي وتدميرها للرصيف الحربي للميناء اضافة إلي السفينة بيت شيفع وناقلة الجنود "بات يام" في مهمة انتحارية نفذها هؤلاء الابطال بالتعاون مع المخابرات العامة المصرية. ولمن لا يعرف ان اسرائيل قد حصلت من الولاياتالمتحدة في اوائل عام 68 علي ناقلتين بحريتين إحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية واسمها بيت شيفع وأخري ناقلة جنود واسمها بات يم. واستغلت إسرائيل تفوقها الجوي الكاسح وشنت نحو 3 أو 4 عمليات قوية بواسطة الناقلتين علي السواحل الشرقية لمصر منها ضرب منطقة الزعفرانة حيث ظل جنود الكوماندوز الإسرائيلين في المنطقة 15 ساعة كاملة. فكان الغطاء الجوي الإسرائيلي يوفر للناقلتين حرية الحركة فتقوم البرمائيات بالنزول علي الشواطيء المصرية ويقوم الكوماندوز بالدخول لأي منطقة عسكرية وأسر رهائن ونهب المعدات. كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد حسمت أمرها واتخذت القرار بالقيام بعملية للتخلص من الناقلتين بأي وسيلة. ووافق الرئيس عبدالناصر علي اقتراح قائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي عن طريق الاستطلاع. وتمت العملية بنجاح أبهر العالم وأعلن عن بداية جديدة وتطور جديد نوعي علي أرض المعركة مهد الطريق للقوات المسلحة المصرية للعبور العظيم في معركة الكرامة في أكتوبر 73. ابطال معركة إيلات تحدثوا ل"الجمهورية الأسبوعي" عن العملية واسرارها في الذكري ال 44 حيث قال الرائد بحري عمر عزالدين أحد ابطال المعركة ل"الجمهورية الأسبوعي" أن معركة إيلات تعطينا الدروس والعبر لمعني حدة الصف وتؤكد لنا ميسور الشعب المصري العظيم حينما يثق في قدرات قواته المسلحة ويتوحد خلفها ويصنع المعجزات والبطولات وهذا ما تحقق في معركة إيلات عقب نكسة 67 وهذا ما نتمني أن يحدث مضت هذه الأيام نريد أن يثق المصريون في جيشهم ويتحدوا خلف قادته حتي نتمكن من عبور هذه المرحلة الصعبة والظرف الفارق التي تمر به مصر. وقال عز الدين أن معركة إيلات لم تكن عملية عادية ولكنها اشبه بالمهام الانتحارية التي سعينا إليها بكل حماس لا نهاب الموت أو نخافه وبتوفيق من الله أدينا المهمة بنجاح ابهر العالم. ودعا عز الدين المصريين إلي الوحدة ونبذ الخلاف من أجل بناء مصر جديدة مستقرة ولتكن ذكري عملية إيلات دافعاً لنا لاستحضار مثل هذه البطولات التي تؤكد أن الشعب المصري العظيم لديه من العزيمة ما يصنع منه المعجزات والبطولات. الرائد بحري نبيل عبدالوهاب أحد أبطال القوات البحرية الذين شاركوا في الإغارة علي ميناء إيلات الإسرائيلي وتدمير الرصيف الحربي بالكامل قال: أن ميناء إيلات الإسرائيلي تمت الإغارة عليه ثلاث مرات أولاها في 16 نوفمبر 1969 والثانية في 5 فبراير 1970 أما المرة الثالثة فكانت في 9 مايو 1970 وأنه اشترك في الثلاث عمليات. أضاف الرائد بحري نبيل عبدالوهاب أن الإغارة الأولي علي ميناء إيلات تمكنت قواتنا خلالها من تدمير سفينتين هما "داليا" و"هيدروما" وخلال العملية الثانية تم تدمير ناقلة الدبابات "بيت شيفع" وكانت العملية الثالثة هي الصفعة التي أفقدت الكيان الصهيوني توازنه حيث تم تدمير الرصيف الحربي بأكمله مشيراً إلي أن الهدف من العملية الأولي كان معنوياً أكثر منه هدفاً حربياً حيث كان الإعلام الإسرائيلي موجهاً للعمل علي تحطيم الروح المعنوية للمصريين والإيحاء والترويج بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر فأردنا إثبات أننا قادرون علي ضرب إسرائيل في عمق دارها وأن جيشها الذي تدعي أنه لا يقهر هو الجيش الذي لم يحارب في أرضه قط. وقد تمكنا من إثبات ذلك بالفعل في العملية الأولي التي استشهد خلالها البطل فوزي البرقوقي وأصررت علي إعادة جثمانه ليدفن بالوطن. قال البطل نبيل عبدالوهاب: في العملية الأولي خرجنا في ثلاث مجموعات كل مجموعة مكونة من ضابط وصف ضابط وكان الشهيد البرقوقي بصحبتي وكل منا مكلف بتثبيت لغم بالسفينة "هيدروما" بينما توجهت المجموعتان الأخريان لتلغيم السفينة "داليا" لأنها كانت الأكبر وقمنا بتثبيت اللغمين أحدهما في مؤخرة السفينة والثاني في منتصفها وأثناء خروجنا استشهد البرقوقي فأردت ألا أترك جثمانه وحتي نتمكن من ذلك تأخرنا علي موعد العودة فقمنا بتسليم أنفسنا بالأردن. أشار الرائد بحري نبيل عبدالوهاب إلي أن العملية الثانية كان هدفها هو الأخذ بالثأر لأن اسرائيل كانت قد أغارت علي نقطة شرطة عسكرية وموقع رادار في الزعفرانة بالدبابات فجاءت التعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة بتدمير ناقلة الدبابات الإسرائيلية "بيت شيفع" وكان ذلك في 5 فبراير 1970.. أما الإغارة الثالثة والتي كانت في 9 مايو 1970 قمنا بتنفيذها بعدما انزعجت إسرائيل بشدة من العمليتين الأولي والثانية وتم استجواب موشيه ديان في الكنيست الإسرائيلي بسببهما فقمنا بعد ذلك الاستجواب ب 10 أيام فقط بتدمير الرصيف الحربي لإسرائيل تماماً وأثبتنا للعالم كله أننا قادرون علي ضرب إسرائيل في عقر دارها.