فاجأني أستاذي محسن محمد باختياري رئيسا للقسم الرياضي.. قلت له: لكن الأستاذ ناصف سليم أستاذي. وأعتذر أن أحل محله.. قال لي: اسمع.. ناصف سليم ترك الرياضة. وإذا لم تقبل رئاسة القسم سأعين عادل شريف رئيسا للقسم "وهو معلق التنس الشهير ولم يكن معيناً بالجريدة". مستني إيه؟ روح استلم الشغل رئيسا للقسم الرياضي.. بعد دقائق فوجئت بالأخت بثينة عبدالمعين سكرتيرة الأستاذ محسن تدخل مكتبي وفي يدها قرار تعييني رئيسا للقسم الرياضي بالجمهورية.. اتفضل وقع بالاستلام. كنت بين نارين.. نار الفرحة بالمنصب فأنا أصغر من يشغل منصب رئيس القسم في تاريخ الجريدة.. بل في تاريخ الصحافة. فأنا مازلت شابا صغيرا.. ونار الخوف من المسئولية الكبري.. فجريدة الأهرام الشامخة بتاريخها العريق يشغل منصب رئيس القسم الرياضي بها أستاذي الكبير نجيب المستكاوي بخبراته الهائلة. وأنا في عمر أبنائه.. وجريدة الأخبار العملاقة لصاحبيها الأستاذين الكبيرين علي ومصطفي أمين والأكثر توزيعا يرأس القسم الرياضي فيها أستاذي القدير عبدالمجيد نعمان. وهو أكبر عمرا من نجيب المستكاوي وناصف سليم ومحيي الدين فكري وصلاح المنهراوي وأحمد علام وحمدي النحاس وأكثر خبرة. يا إلهي.. ماذا أفعل وسط هذين العملاقين: المستكاوي ونعمان.. في أكبر مؤسستين. والجمهورية هي الجريدة الصباحية الثالثة فقط في هذا التوقيت. والتوزيع وصل إلي أدني مستوي. والرياضة صار لها ثلاث صفحات بالجمهورية ولا يوجد معي بالقسم سوي الخواجة ديمتري اسطاموليس وهو خواجة يوناني لا يكتب كلمة واحدة باللغة العربية. وأول من أدخل الأخبار الأجنبية والرياضية العالمية للصحافة الرياضية المصرية. وكان يتكلم ويكتب له الأخبار الزميل عثمان عبدالله من قسم التصحيح ومعنا الزميل عمر أحمد وهو مسئول عن دوري الدرجة الثانية.. بينما سافر الزميل جمال هليل للعمل في قطر. طلب مني الأستاذ محسن محمد أن أختار بعض الزملاء من الأقسام الأخري وقدم لي الزميلين المرحوم صفوت أبوطالب ومحمد فتح الله من قسم الأخبار. لكنهما لم يستمرا طويلا في الرياضة. وعادا من جديد للأخبار.. فاخترت الزميلين عبدالفتاح فوده ومحمد جاب الله من قسم القضايا. وغضب في البداية رئيس القسم الزميل قدري عزب ثم صالحته. بدأنا نعمل 15 ساعة يوميا.. فالمنافسة شديدة مع الأخبار والأهرام. ونسيت أنني رئيس القسم وتحولت إلي محرر ومندوب وأصبحت أذهب صباحا إلي وزارة الشباب واتحاد الكرة والاتحاد الأفريقي وهما في مبني واحد وبجوارهما أذهب إلي الأهلي وفي المساء أذهب إلي الزمالك والترسانة والصيد والاتحادات الرياضية وبدأت أهتم بالجانب الإخباري وكل يوم مانشيت رئيسي هو حديث القراء. يوماً بعد يوم بدأ يرتفع التوزيع من 40 ألفا إلي خمسين ثم ستين ثم مائة ألف.. وأيام المباريات الهامة للأهلي أو الزمالك يحضر حوالي ألف قاريء إلي مقر الجريدة ليلاً في الشتاء وعز البرد انتظارا لخروج الجمهورية من المطبعة. ولأنه صحفي معلم وماهر وأستاذ كبير استثمر الأستاذ محسن محمد هذه الفكرة وقرر زيادة طبع كميات إضافية وتوزيعها ليلاً في محطة مصر وميدان رمسيس بجوار الجريدة وميدان التحرير القريب من الجريدة وسحبت كلها بعد ساعتين. فتوسع في التوزيع الليلي في كل أحياء مصر وارتفع التوزيع بصورة مذهلة حتي وصل إلي 400 ألف نسخة يومياً وستمائة ألف نسخة في العدد الأسبوعي يوم الخميس.