في عام 2004 اتفق عدد كبير من المثقفين وأصحاب الفكر والرأي مع اختلاف رؤاهم وأفكارهم علي ضرورة إحداث تغيير حقيقي في مصر وشكلوا "الحركة المصرية من أجل التغيير" وهي الحركة الأم التي رفعت شعار "كفاية" لنظام مبارك والفاسدين من حوله.. استناداً علي "لائين لاءين مهمتين".. الأولي هي لا للتجديد لمبارك.. والثانية هي لا للتوريث لنجله جمال. وحركة كفاية في اعتقادي كانت الحركة الأم التي انطلقت منها حركات عديدة تمردت علي النظام القائم آنذاك وكانت واحدة من أهم روافد حركات ثورة يناير .2011 لماذا أتحدث اليوم عن كفاية؟ ببساطة شديدة نحن في حاجة ماسة وقوية لحركة إنسانية سياسية اجتماعية اقتصادية ترفع شعار "كفاية" هذه الأيام قبل أن ينجح أعداء الوطن وأعداء الوطنية في أن يزرعوا بذور الفشل والضياع والانهيار في أرض مصر الحبيبة. "كفاية" يجب أن نرفعها في وجه المظاهرات والاعتصامات أياً كان مصدرها وهدفها الآن..!!"كفاية" يجب أن نرفعها لكل من يشعل فتيل الفتنة في بلدنا.. ويلقي علي نار الفتنة المزيد من الوقود كل يوم وليلة. "كفاية" يجب أن نجتمع جميعاً لنرفعها في وجه من يرفع الأسعار بلا ضمير فيزيد من عذابات الفقراء والبسطاء ومحدودي الدخل في ظل ظروف اقتصادية صعبة. "كفاية" ضعفا وارتخاء.. "كفاية" تهاونا وتراخيا في التعامل مع كل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن والإساءة للمواطن..! أعرف أن بعض قيادات العمل السياسي غير الإسلامي قد فشلت في الأرض وعلي الواقع وأن بعض قيادات العمل السياسي الإسلامي قد تعرت وكشفت عن وجهها الحقيقي.. فلا هي تعمل بالسياسة ولا هي تدعو للإسلام.. بل أساءت لكليهما..!! وأعرف أن المواطن المصري البسيط الذي يمثل الأغلبية الحقيقية والكاسحة لم يعد يهمه شيء الآن إلا أن يجد قوت يومه ويأكل ويشرب ويلبس ويتم علاجه وعلاج أهله دون أن يضطر إلي التسول ومد اليد ولكن الطريق الصعب لابد أن يبدأ الآن فوراً واليوم.. اليوم وليس غداً.. لابد أن نجتمع ونتفق ونتصارح ونتصالح ونبدأ خطوات جادة نحو الإصلاح والديمقراطية الحقيقية ومحاربة كل فاسد ومفسد في كل الاتجاهات وكل المجالات فلم يعد هناك وقت نضيعه ولم يعد أمامنا سوي الفرصة الأخيرة من خلال خارطة المستقبل. البند الأخير في خارطة المستقبل التي أعلنها الفريق أول السيسي تتضمن تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدي جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات..!! هذه هي خارطة المستقبل لمصر فلماذا لم نبدأ من هنا..!! يجب أن تتوقف كل حملات التشويه لمن يبحث عن المصالحة الوطنية.. فليست المصالحة إلا تأكيداً لخارطة المستقبل وتدعيماً لهذه الخريطة التي اتفق معظم الشعب عليها واقتنعت بها الأغلبية العظمي من المصريين وأظن أننا لابد أن نقول: "كفاية.. كفاية" لكل من يهاجم المطالبين بالمصالحة انطلاقاً من هذا المبدأ السياسي وقناعة به.. ومن قبله أيضاً اقتناعاً بأن ديننا وعقيدتنا تطالبنا بالمصالحة "والصلح خير" فالصلح فيه كل الخير وكل السعادة لمصر والمصريين. .. كفاية تشرذما.. كفاية تناحرا سياسيا.. كفاية انقسام.. كفاية تعطيلا للمصالح والمصالحة .. هل شاهدتم كيف انقسم شبابنا وجماهيرنا في ذكري محمد محمود.. هؤلاء مع الجيش والشرطة.. وأولئك مع الإخوان ومن معهم.. وهؤلاء ضد هؤلاء وأولئك.. وغيرهم مغتاظ من الجميع وضد الجميع..!! انقسام وتقسيم صعب.. حتي لو كانت الغالبية العظمي تؤيد الجيش والشرطة فإن بعضاً من هذه الأغلبية طالب بتغيير الحكومة وتسريع خطواتها وإصلاح مفاسدها.. فلم يكن التأييد مطلقاً..!! وبعض هؤلاء أيضاً كانوا يؤيدون الفريق أول السيسي كقائد وزعيم جديد ورئيس قادم.. مع تحفظهم علي بعض علي بعض تصرفات الشرطة أو الحكومة..!! صحيح أن كل هؤلاء يؤيدون خارطة المستقبل ويدعمون الجيش والشرطة ويريدون الاستقرار ويبحثون عن النور في نهاية نفق مظم من جل مصلحة مصر والمصريين لكن هناك أيضاً شبابا ثوريا له موقف آخر يحتاج إلي توضيح ومصارحة ومصالحة وتواصل وهناك شباب للأسف تم الزج به في طابور خامس لا يهم سوي اشتعال الموقف وأن تظل مصر ملتهبة وكأنهم يريدون تحقيق المخطط الغربي ضد مصر.. فهم أحياناً يؤيدون الإخوان.. وأحياناً ضدهم.. المهم أن تظل النيران مشتعلة ويظل الانقسام قائماً..!! .. نحتاج إلي تغيير حقيقي.. تغيير في الفكر والرؤي والتربية والاعداد.. تغيير في الخطط وأسلوب الأداء وأسلوب التنفيذ تغيير لا يهدف إلا مصر ومصلحة مصر والمصريين. .. تعالوا نتفق جميعاً علي أنه لم يعد هناك وقت لمزيد من الانقسام ومزيد من المظاهرات وتعطيل المصالح وأنه قد حان الوقت وبقوة لكي نعمل جميعاً ويبذل كل منا جهده بإخلاص وصدق من أجل الصالح العام. .. تعالوا نرفع شعار "كفاية" من جديد نرفعه في وجه كل من يحاول تعطيل خارطة المستقبل وكل من يحاول إيقاف مسيرة الوطن. تعالوا نرفع شعار كفاية ليس بالكلام أو اللافتات أو المظاهرات بل بالرفض العملي الإيجابي.. بالعمل.. بالإخلاص بالصدق في الأداء.. مصر تحتاجنا الان أكثر من أي وقت مضي.. وكفاية ما فعلناه بها ونحن ندعي حبنا لها.. ويا أيها الحب كم باسمك نقتل كل من نحبهم..!! تعالوا نرفع شعار "كفاية" في وجه الإرهاب سواء كان في سيناء أو القاهرة أو أي محافظة مصرية بإسم الدين أو تحت دعاوي سياسية كفاية..كفاية. كفاية.. كفاية.. كفاية.. نقولها ونعلنها في وجه كل من يحاول إيقاف سفينة الوطن وهي تحاول أن تبدأ الإبحار ومشوار الانقاذ. كفاية.. كفاية.. كفاية.. فلم يعد هناك مكان أو مجال أو زمان إلا للعمل والإخلاص والصدق..!! اللهم اهد شبابنا فإنهم يحبون مصر.. ولكن كل منهم يحبها علي طريقته.. فاللهم أهدهم جميعاً إلي سواء السبيل.