رصدت "الجمهورية" موقع ارتكاب جريمة اغتيال المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني بشارع نجاتي سراج المتقاطع مع شارع أحمد الزمر في الاتجاه المقابل للوفاء والأمل بمدينة نصر والتقت بالمواطنين المقيمين بموقع الحادث فقال محمد عويس حارس عقار انه سمع اطلاقا كثيفا للنيران من خلال أسلحة آلية فحدث له ذهول وخرج ليشاهد أناسا كثيرين فتوجه بعدها للسيارة التي كان يستقلها الضابط الشهيد مضيفا ان المنظر كان بشعا. أضاف ان المنطقة التي شهدت الحادث تتسم بالهدوء التام وان الأمطار تسببت في عدم تواجدهم بالشارع واصفا الشارع بأنه مظلم كذلك بطبيعته مما يسهل من عمليات السرقة وخطف حقائب السيدات خلال الفترة الماضية. قال انه لم يكن يعرف الضابط قبل الحادث وانما بعد اتصاله بالشرطة وحضورها فوجيء بأنه ضابط بجهاز الأمن الوطني. مشيرا إلي أن ما حدث ليس لغة حوار وان كان البعض يختلف معهم وتساءل إلي متي سنظل في هذا القتال؟ ذكر انه اصبح يشعر بالخوف ولم يستطع النوم لا هو ولا أفراد أسرته طوال ليلة أول أمس لأنه لا يوجد مصري أصيل يري المنظر الذي شاهده ولا يغضب مما حدث. قالت زوجته ميادة سعيد انها كانت جالسة في منزلها وسمعت صوت طلقات آلي لكنها لم تتوقع اطلاق النار علي الشهيد فخرجت مهرولة وسط تجمع الأهالي حول سيارة الشهيد لتري منظرا لم يفارق خيالها طوال الوقت بأن يتم الانتقام من شخص يحمي الوطن بهذه الطريقة اللا إنسانية والبشعة وشاهدت الرصاص يخترق رأسه وذراعه. وقف حازم سويف مدرب كرة قدم والمقيم بالقرب من المنطقة في حالة ذهول يتساءل: أين أقرب نقطة شرطة من مكان الجريمة؟ مشيرا إلي أن المنطقة ليس بها تمركزات أمنية خاصة ان الأحداث الأخيرة تشير إلي عودة العنف والارهاب لعصر التسعينيات عندما كان ضباط أمن الدولة يواجهون مثل تلك الأوضاع ويري انه من الأنسب نقل أسر هؤلاء الضباط وأبنائهم إلي مناطق مؤمنة كأن يتم تواجدهم داخل فنادق الشرطة حتي لا يتم خطف أبنائهم أو اصابتهم بمكروه. قال محسن محمد علي "موظف بالمعاش" مقيم بالعمارة المواجهة للحادث انه سمع اطلاقا كثيفا للرصاص من مدفع رشاش سلاح آلي فتوجه إلي غرفة نجله وقام بإغلاق نوافذها حفاظا علي حياته ثم توجه إلي بلكونة الشقة ليشاهد ما حدث فشاهد الشهيد في سيارته والمواطنين يحيطون به. ذكر ان اللافت للنظر ان مسيرة الاخوان المسلمين كانت دائما تأتي بطريق الاتجاه الأيمن قادمة من تقاطع شارع أحمد الزمر في طريقها لمنطقة السراج إلا انها أول مرة تأتي في الاتجاه العكسي في الطريق الذي شهد الحادث مما يثير الشكوك وأثناء سير المسيرة سمع اطلاق خرطوش. يري ان المجرمين قاموا بدراسة المنطقة جيدا لأن المنطقة وطبيعتها بها سكان ينتمون للاخوان. قال المهندس نعيم زكي ان الضابط الشهيد لا يمكن أن تعوضه الدولة. مضيفا انه منذ معرفته بالحادث الذي وقع أمام شقته وهو يتقطع داخليا. مشيرا إلي ان الجناة يمكن أن يغتالوا أي شخص يكون متواجدا بمسرح الأحداث حتي لا يتم التعرف علي هويتهم وقال: أي اسلام هذا الذي يدعونه؟ وأري ان هؤلاء يجب محاكمتهم بتهمة الاساءة للاسلام وانه رغم اشتراكه في حرب 1973 إلا انه منذ هذا التاريخ وأول مرة يسمع اطلاق نار كثيفا بتلك الصورة التي أشعرته بحالة من التوتر قام علي أثرها بالثبات في الكرسي. أشار إلي أن الجو يوم الحادث كان ممطرا وبه برودة مما دعاه لعدم الجلوس كعادته في بلكونة الشقة ولم ير ما حدث. يقول حمادة طه "بواب" انه خرج علي صوت اطلاق نار ولم ير أو يشاهد أي شخص وكانت الساعة تتراوح بين 9.20 و9.30 مساء واعتقد ان هذا الصوت بسبب قفلة كهرباء إلا انه لاحظ المواطنين يتوقفون في الطريق أمام سيارة الشهيد التي تهشم زجاجها من الأمام والنوافذ. أشار الفكهاني محمد كامل المقيم علي بعد أمتار قليلة من الحادث انه سمع اطلاق كثيف للأعيرة النارية فتوجه بعدها لمكان الحادث ليفاجأ بالضابط ملقيا علي جانبه والدماء متناثرة علي باقي الكراسي ويغطي الرصاص السيارة بكاملها. أضاف انه شاهد سيارتين تويوتا يفران من موقع الجريمة عقب الحادث وكان بداخلها أشخاص ملتحون ومنتقبات فاعتقد بعد ربط الأحداث انهما كانت لتعطيل الطريق في حال قيام أي سائق سيارة بملاحقة الجناة. كان اللواء جمال عبدالعال مساعد وزير الداخلية لمباحث القاهرة قد انتقل لمكان الجريمة وأمر بتشكيل فريق بحث لسؤال سكان المنطقة للتوصل لمرتكبي الجريمة وقام بمعاينة السيارة ومكان الحادث وصرح للجمهورية بأن الجريمة ارتكبها مجهولون مستخدمين سيارتين ملاكي وأسلحة نارية بندقية آلية عيار 56 وفرا هاربين عقب الحادث وجاري البحث عنهما. قام حي مدينة نصر أول بإرسال سيارة كهرباء إلي الشارع الذي شهد الحادث لإنارته بعد تضرر الأهالي كثيرا من اطفاء الأنوار والتسبب في زيادة السرقات. ترقية شهيد الأمن الوطني إلي الرتبة الأعلي مصدر أمني: توصلنا لخيوط مهمة والجناه سيقعون قريباً كتب خالد أمين : أصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قراراً بترقية اسم الشهيد المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني والذي استشهد مساء أمس بمدينة نصر إلي الرتبة الأعلي.. وقال مصدر أمني ان الوزير أصدر توجيهاته لإدارة العلاقات الإنسانية بالوزارة لتوفير الرعاية الكاملة لأسرة الضابط الشهيد خاصة أطفاله الثلاثة "زينة 11 سنة ومايا 9 سنوات وزياد 5 سنوات". قال المصدر ان المقدم محمد مبروك هو الشهيد رقم 394 من رجال الشرطة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن وهو ثاني شهيد يقدمه جهاز الأمن الوطني منذ حادث استشهاد النقيب محمد أبوشقرة الضابط بقوة مكافحة الإرهاب الدولي والذي استشهد في شمال سيناء في يونيه الماضي. وأشار المصدر إلي أن من بين الشهداء البالغ عددهم 394 شهيدا هناك 83 ضابطا و180 فردا و11 خفيرا و118 مجندا بالاضافة إلي موظفين اثنين من المدنيين. من ناحية أخري علي صعيد العمليات التي تقوم بها أجهزة الأمن للتوصل إلي الجناة.. قال المصدر ان أجهزة الأمن توصلت إلي معلومات مهمة حول الحادث ستقود إلي ضبطهم وتقديمهم للعدالة قريبا. في نفس السياق يتابع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ما أسفرت عنه جهود البحث حتي الآن حول مرتكبي هذه الجريمة.. حيث يقوم فريق أمني يضم كلا من اللواءات أحمد حلمي مساعد أول وزير الداخلية للأمن وخالد ثروت مساعد أول الوزير رئيس جهاز الأمن الوطني وسيد شفيق مساعد أول الوزير للأمن العام بتكثيف التحريات لكشف أبعاد الحادث. أكد وزير الداخلية خلال متابعته أن أجهزة الأمن مستمرة في تصديها لكافة أنواع الجريمة وملاحقة المجرمين وشدد علي أن رجال الأمن لن تثنيهم الأعمال الارهابية عن مواصلة العمل من أجل أمن واستقرار البلاد. الطب الشرعي:12 طلقة اخترقت جسد الشهيد كشف د.هشام عبدالحميد المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي أن التقرير المبدئي للمقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني كشف إصابته ب 12 طلقة في أنحاء متفرقة من جسده. قال إن د.حازم حسام الدين قام بتشريح جثمان الشهيد بمستشفي الشرطة بمدينة نصر وتبين إصابته بطلقتين في الرأس من الخلف تسببتا في تهتك المخ وطلقتين في الوجه والفم بجانب 6 طلقات في الصدر تسببت في تهتك الرئة والضلوع وطلقة في الكتف الأيسر وأخري في الطرف العلوي الأيسر. أكد عبدالحميد إلي أنه بعد استخراج الطلقات من جسد الضابط وبفحصها تبين أنها من عيارين 9 ملي وسلاح آلي .7.62 انتقل فريق آخر من الأدلة الجنائية لفحص مكان الحادث لجمع الأدلة التي من الممكن أن تساعد في الوصول إلي منفذي الحادث حيث تم جمع فوارغ الطلقات ورفع جميع البصمات من علي سيارة الضابط من الخارج والداخل. سينتهي إعداد التقرير النهائي للضابط خلال أيام بجانب تقرير رفع البصمات وفوارغ الطلقات والأدلة التي جمعتها أجهزة الشرطة.