فتحت الفضائيات شاشاتها لشركات بيع الوهم التي تبيع كل شيء بداية من المنتجات الضارة والمهربة وبضائع بير السلم والمواد المخدرة والمنشطات الجنسية حتي مبيدات مقاومة الحشرات المنزلية بمواد قاتلة ومسرطنة. أصحاب الفضائيات أكدوا أنهم مجرد نافذة إعلانية فقط وأن المسئولية تقع علي الجهات الرقابية فيما اعتبر المواطنون أن المسئولية مشتركة بين الحكومة وملاك الفضائيات والمواطن هو الضحية سواء من ناحية نوعية المنتج أو طريقة عرضه الاستفزازية التي تثير غرائز الكبار والصغار. صبحي عبدالسلام موظف : هذه الإعلانات استفزازية وتعرض الأسرة لمواقف محرجة لأنها تكون دائماً أثناء الفواصل بين المسلسلات والأفلام والأسرة مجتمعة للمشاهدة مما يجعل كثيرا من الأطفال يتساءلون عن معني الإعلان وأحاناً يطلب الطفل من والديه إحضاره له ليمنحه القوة أو الطول. فلا يجد رب الأسرة سوي الهروب من الإجابة أو الرد بطريقة لا تغني الطفل مما يضطره لسؤال أحد أصدقائه. إعلانات فاضحة: محمود السيد محاسب: الإعلانات الإباحية تعرض بشكل مبتذل فمثلاً إعلان الفنكوش يوضح باللفظ والمعني مغزاه ويتساءل لماذا تروج الشركات لبضاعتها بهذه الطريقة المبتذلة؟ ولماذا لا يتم وقف هذه الإعلانات وما دور وزارة الإعلام في ذلك؟ وتؤكد مديحة السيد مدرسة : أنه لابد من تناول هذه الإعلانات بطرق أخري لأن طفل اليوم غير الأمس فهو محب للمعرفة ويستفسر دائماً عما يشاهده. مع العلم بأن معظم هذه الأدوية والعقاقير يعرفها الكثير من خلال الأصدقاء ويستطيع شراءها من الصيدليات دون الدعاية أو الإعلان. يلتقط الحديث يوسف بدر تاجر قائلاً: فوجئت بسؤال ابني الذي يبلغ من العمر سبع سنوات يعني إيه سيلدافا يخليك سبع علي طول؟ فما كان مني إلا الهروب من الإجابة. الربح أهم يؤيده في الرأي محسن زغلول مدرس : هذه الإعلانات صارخة ومستفزة ويبدو أن القنوات الفضائية تربح منها كثيراً ولكن علي حساب الأخلاق حيث يتكرر الإعلان عدة مرات في الفاصل الواحد دون مراعاة لتواجد أفراد الأسرة. ويضيف عبدالله إبراهيم عامل أن هذه الإعلانات أدخلت الأطفال في مراحل أكبر من سنهم بحيث أصبح الطفل ويردد ما يراه دون فهم أو وعي بدون حرج أو حياء. لدرجة أننا أصبحنا نري بعض الطالبات والطلبة أمام المدارس يتفوهون بأغلب الكلمات المدرجة بهذه الإعلانات بطريقة تثير الاشمئزاز. في نفس السياق دأبت الفضائيات علي فتح أبوابها لمحترفي النصب تقول هبة فتحي ربة منزل من سكان شارع خارطة عاصم ببولاق الدكرور إن إحدي السيدات وتدعي سحر طرقت باب شقتي وادعت انها ممثلة لإحدي الشركات المتخصصة في مجال مكافحة الحشرات المنزلية وإعلاناتها تملأ التليفزيون وأن الشركة تقدم هذه الخدمة بالمجان كنوع من الدعاية وبالفعل قامت برش دورة المياه بمادة مجهولة المصدر لها رائحة نفاذة وأثناء تواجدها حاولت بلطف التعرف علي الأسرار الشخصية لعائلتي والأغرب من ذلك انها طلبت مبلغ 30 جنيهاً ثمن المبيد الحشري. الرش بالمجان وتلتقط طرف الحديث إيمان محمد ربة منزل مؤكدة أنها قامت بدفع مبلغ 30 جنيهاً لسيدة قالت إنها تابعة لإحدي شركات مكافحة الحشرات خشية أن تصيبها بأذي لأنها أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته عندما سمحت لها بالدخول وتحدثت معها عن أسرار تخص زوجها وروت لها أنه مسافر وتعيش بمفردها بصحبة أبنائها. وتضيف بدرية حسين صاحبة محل بقالة أن سوء الأحوال الاقتصادية التي تشهدها البلاد أدت لوجود الآلاف من العاطلين ومعتادي الإجرام والنصابين الذين يستغلون الإعلانات في هذه القنوات. أمل زكريا ربة منزل قالت: إن المبيدات التي تعلن عنها الفضائيات تسببت في ظهور تقيحات جلدية وإحمرار بأجزاء متفرقة من جسد نجلتها الصغيرة التي تبلغ من العمر عامي وذلك ما أكده الطبيب المعالج بأنها تعرَّضت لمادة سامة. وتضيف مروة محمد مدرسة لغة عربية أن معظم الشركات التي تتدعي أنها تعمل في مجال مكافحة حشرات المنازل تستعمل مبيدات مجهولة المصدر غير فعالة تشبه الفنيك المخفف وهذا ما حدث معي عندما جاء شخص ومعه اسطوانة وفي مقدمتها خرطوم وقام بإطلاعي علي كارنيه يحمل اسم شركة وأنه مندوب لها فوافقت علي أن يدخل وبعد رش المنزل كاملاً لم يقض علي الحشرات علي الرغم من دفع 55 جنيهاً. الدكتورة أحلام فاروق مدير إدارة التفتيش بوزارة البيئة أفادت بأن المكتب والشركات التي تعلن عن هذه الأنشطة لابد أن تخضع لوزارة الزراعة ومركز المبيدات حيث تقوم الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية بعمل التصاريح والكارنيهات الخاصة بالعاملين بها لدخول المنازل والجهات المراد استخدام المبيدات الحشرية بها أما ما يحدث في الفضائيات من إعلانات وهمية فلسنا طرفا لمحاسبتها وهناك جهات أخري منوط بها ذلك. وتؤكد أحلام أن مهمة وزارة البيئة التفتيش علي المكاتب والشركات المرخصة وأخذ عينات من المبيدات المستخدمة لتحليلها ومطابقتها للاشتراطات الأمنية وذلك بتشكيل لجنة بالتنسيق مع وزارة الزراعة أما مكاتب بير السلم فلن تستطيع الوزارة التحكم فيها ولكن يجب علي المواطنين عدم السماح لتلك الشركات باقتحام المنازل إلا بعد التأكد من هويتها. أما العقاقير الجنسية فيري الدكتور صفوت العالم الخبير الإعلامي وأستاذ العلاقات العامة بأن هذا النوع من الإعلانات يجب أن يكون بعيداً عن وسائل الاتصال الجماهيرية ولا يجب الإعلان عنها علي الطرق لأن هذا من آداب فن الإعلام لأنها قد تزيد من الخبرات بما لا يتناسب مع الفئة العمرية إلي جانب الاستخدام الخاطيء لها. فهذه الأدوية لها مواصفات خاصة قد تناسب بعض الأشخاص ولا تناسب الآخرين كل حسب مواصفاته الشخصية والصحية. ويضيف العالم أن هذه الإعلانات تعد ضمن الإعلانات الدوائية الممنوع عرضها بوسائل الإعلام ولكن الفوضي هي السبب الرئيسي في ظهورها وتفشيها في مجتمعنا حيث تتسارع معظم هذه الشركات إلي تخفيض سعر المنتج وتوضيح مزاياه للمستهلك حتي يقبل علي الشراء دون النظر إلي أعراضه الجانبية وكأنه سلعة لابد من شرائها. إعلانات مضللة الدكتور جمال فرويز طبيب نفسي بالأكاديمية الطبية يقول: للأسف هذه الإعلانات تلعب علي وتر العلاج وكلها عمليات نصب وليس فيها شيء علمي أو كيميائي.. ولأننا نأخذ دائماً كلام وسائل الإعلام بمصداقية ولا نفرق بين الإعلام والإعلان حيث يقوم أحد الأطباء أو المعلن بتأجير وقت من القناة للإعلان عن المنتج دون النظر إلي من يشاهده "طفل أم كبير" مما يؤدي إلي إدخال الأطفال والكبار في مشاكل اجتماعية كبيرة قد تصل إلي حد القتل أو الطلاق في معظم الأحيان. غسيل مخ ويضيف فرويز أن هذه الإعلانات غسيل مخ لعقول المصريين ولأن التقليد الأعمي هو السمة السائدة في معظم الشعب المصري فإنه يسارع بالشراء علي سبيل التجربة أو العلاج دون النظر إلي سلبيات هذه العقاقير أو الأضرار الناتجة عنها. ويري أن التأثير النفسي لهذه الإعلانات سييء للغاية علي الأسرة بالكامل ويؤدي إلي تدمير الشخصية ولابد أن نقف يداً واحدة في مواجهة هذا الخطر فأول خطوة في منظومة الإصلاح هو الإعلام ويجب أن تكون هناك جهة عليا تحدد ما يتم عرضه مع توضيح التأثير السلبي الناتج عن ذلك لأن 70% من المواطنين غير مثقفين وضعفاء أمام أي وسيلة من وسائل الإعلام الحكومية.