يشكو من مضاعفاتها الرجال والنساء. سواء بسواء. ويسعون في البحث لها عن دواء ومن أشهر أسبابها الأوضاع الخاطئة والبدانة وجلوس القرفصاء وظهرت بعض حالاتها في كتابات الشعراء والأدباء. خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وانعم عليه بالقوام المعتدل القويم لكنه أهدر نعمة الخالق عز وجل ومضي في الطريق المعوج فعاش في تعب ونصب وعذاب أليم. يرسل عدد كبير من القراء خطاباتهم إلي صفحة "مع الناس" يشكون من متاعب وآلام في الرقبة والظهر والكتفين والركبتين ويطلبون مساعدتهم في العلاج من أمراضهم أو إجراء عمليات جراحية لإزالة غضاريف أو تركيب مفاصل صناعية ويشكون ايضا من من طول قوائم الانتظار التي تصل إلي عدة سنوات. يعاني ملايين المصريين من متاعب الفقرات والمفاصل وغيرها من أمراض العظام والاعصاب بسبب الأوضاع الخاطئة والحركات المفاجئة التي تظهر نتائجها السلبية علي الفور أو تتراكم بمرور الأيام والأعوام ويستطيع الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة أو شابا أو شيخا ان يحافظ علي صحته واعتدال قامته طوال حياته إذا وقف مثل بائع العرقسوس ومشي مثل عسكري الدورية وقاد سيارته وهو جالس علي شكل الساعة الواحدة إلا الثلث يعني باختصار أن يضع جسمه دائما في الوضع السليم المعتدل. الرأس عمودي علي الكتفين والجسم كله عمودي علي الأرض والكتفان في حالة استواء والظهر مفرود مشدود بغير انحناء أو اعوجاج باختصار تتخذ أجزاء الجسم وضع القطع المستقيمة اثناء الوقوف أو المشي أو الجلوس أو النوم. وكثير من الحرف يمارسها اصحابها وهم في أوضاع غير سليمة يستخدمون يدا ويهملون اليد الأخري أو يستخدمون عينا ويتركون الأخري أو يقفون علي رجل ونصف ويتحركون اثناء العمل بصورة فجائية أو يستخدمون السيارة والمصعد ويتركون المشي وصعود السلم ومع مرور الأيام تظهر الكروش وتتلف المفاصل ويظهر الانحاء في الظهر والالتواء في الكتفين وتظهر الاجسام في اشكال غريبة وعجيبة ويزيد العمل المكتبي لساعات طويلة في تعقيد المشكلة. كتب شاعر واديب فرنسا الكبير فيكتور هوجو رواية بعنوان "أحدب نوتردام" وكتب محمود السعدني الكاتب الساخر الراحل يصف حالته وهو يعاني آلاما شديدة في الركبتين.. يقول: السعدني انه بدا كأنه كلب "عجرته" سيارة نقل علي طريق الصعيد. وبائع العرقسوس يحمل الوعاء علي صدره لتكون قامته معتدلة مستقيمة ورأسه يتجه إلي الخلف قليلا وفي الدول المتقدمة تحمل الأمهات اطفالهن في حقيبة معلقة علي الصدر ليعتدل قوامها ويكون طفلها تحت عينيها. والعرقسوس بالمناسبة نبات شعبي معمر أوراقه ملساء وازهاره زرقاء يستخرج من بذوره شراب سكري المذاق يميل إلي اللون الأسود ورغاويه إلي اللون الأخضر. وطنه الأصلي جنوب أوروبا وبعض مناطق آسيا والأمريكيون من أكثر شعوب العالم استهلاكا للعرقسوس. يستوردون منه كميات كبيرة لاستخدامه في تصنيع المواد الغذائية مثل المياه الغازية واللبان وانتاج الدواء أو اضافته إلي الأدوية ذات الطعم غير المستساغ ويستخدم في أغراض اخري مثل صناعة المواد العازلة والورق المقوي "الكرتون". والجسم السليم هو الذي يتناسب طوله مع وزنه والوزن المناسب هو طول الإنسان ناقص 100 إذا كان طوله 180 سم يكون الوزن المناسب 80 كيلو جراما ويفضل بعض الاطباء ان يكون الوزن أقل من ذلك بعدة كيلو جرامات ووزن الهيكل العظمي للنساء أخف وزنا من الرجال. والبدانة من أهم الأسباب التي تؤدي إلي اختلال وظائف الجسم ترتفع معدلات اصابته بالسكر والضغط المرتفع وتآكل الغضاريف وتلف المفاصل والخشونة وتمزق الأربطة وضعف العضلات المحيطة بالمفاصل. تضاف إلي البدانة الأوضاع الخاطئة في الوقوف والمشي والجلوس خاصة جلوس القرفصاء والنوم ومفصل الركبة من أهم مفاصل الجسم يحمله ويضبط حركته في مختلف الاتجاهات ويجعله مرنا وقويا عند سلامته ومعتلا مختلا عند تلفه أو تآكله أو خشونته. وربما احتاج هذا المفصل إلي استبداله بمفصل صناعي في عملية جراحية مركبة باهظة التكاليف وفي بعض الأحيان يتوكأ المريض علي عصا تخفف الضغط عن المفصل وتساعده علي المشي. ذهب رجل شقاء إلي الطبيب يشكو من آلام بالظهر من كثرة الانحناء وحمل القربة علي ظهره طوال حياته فطلب منه ان يغير النشاط.. سأله ماذا اعمل. قال الطبيب: تبيع العرقسوس.