أجهز السقوط المدوي لمنتخب مصر أمام المنتخب الغاني علي بصيص الأمل المتبقي لدي بعض القنوات الرياضية التي تصارع من أجل البقاء.. فمع توقف النشاط الرياضي في مصر منذ ثورة يناير 2011 لفظت بعض القنوات الرياضية أنفاسها الأخيرة بعد أن حاصرتها الأزمات المالية الطاحنة. فيما تراجعت الأخري التي كانت تحاول التقدم للمنافسة وأعلنت انسحابها لعدم رغبتها في السقوط في بئر الخسائر الحتمي بعد أن وجهت الجماهير قبلتها إلي متابعة الأحداث السياسية لسخونتها وسرعة وتيرتها. قناة "مودرن سبورت" كانت آخر من سقط في فخ الإغلاق.. وقد حاولت طوال ثلاث سنوات متوالية مجاراة الأحداث الجارية وتوجه أشهر مقدمي برامجها مدحت شلبي وأحمد شوبير نحو السياسة رغم أن طبيعة برامجهم أبعد ما تكون عنها. في محاولة منهم لإنقاذ السفينة من الغرق. إلا أن محاولتهم لم تنجح في جذب المشاهدين لمتابعة أحداثها. وتراجعت أعداد المتابعين لبرامجها ومعها تقلصت "التورتة" الإعلانية ونتيجة ذلك قرر مالكها السابق بيعها لصالح مجموعة "CBC". وقد قرر مالكها الجديد في ابريل العام الماضي إلغاء قناة "مودرن كورة" ودمج القناتين في قناة واحدة وتم تحجيم الفترات المفتوحة في برامج القناة وظل صاحبها يناضل من أجل البقاء لاسيما أن مؤشرات عودة النشاط الرياضي كانت قد بدأت في الظهور إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وألغي موسم 2012/2013 ولا يعلم أحد متي سيعود النشاط. وتراكمت الديون حتي اضطر مالكها إلي غلقها وتحويل عدد كبير من العاملين بها إلي صفوف البطالة. وقد سبقت "مودرن" إلي الإغلاق قناة "دريم الرياضية" التي لم تستمر طويلاً في تقديم فقراتها ولم تحقق نجاحاً يذكر وودعت الفضاء بعد فشل تجربتها من المهد.. أما مجموعة قنوات "الحياة" فقد صرفت النظر عن إطلاق قناتها الجديدة "الحياة سبورت" في ظل توقف النشاط الرياضي. ولاسيما أن الدوريات الأوروبية تذاع حصرياً علي شبكة الجزيرة التي تواصل السيطرة علي معظم الدوريات العالمية المهمة التي يتابعها عشاق كرة القدم. وفيما كانت الفضائيات الرياضية المصرية تتسابق علي اقتطاع نصيب لها من "تورتة" مباريات المسابقات المحلية التي كانت تستعد لها بسيل من البرامج الرياضية لتحليلها بشكل شبه يومي لعدم وجود مباريات أخري مهمة تتمكن من بثها. انطلقت قناة "ميلودي سبورت" بمباراة مصر والبرازيل الودية الحصرية وكادت تخطف الأضواء من الجميع لولا الاختلافات التي دبت بين الشركاء ونتج عنها تأخر مستحقات العاملين. مما دفعهم للامتناع عن العمل لتسقط القناة في براثن الأزمات المالية وتعلن الإفلاس والإغلاق. ويتبقي علي ساحة الإعلام الرياضي قناة "النيل الرياضية" الحكومية التي يمولها اتحاد الإذاعة والتليفزيون دون النظر لكم الخسائر الفادحة التي تتكبدها القناة. إلي جانب قناتي "النهار الرياضية" و"الأهلي" التي لم تظلم شاشتيهما حتي الآن. ويرجع ذلك إلي أن سياسة القناة تبنت من البداية تقليل النفقات بضم عدد قليل من نجوم "التوك شو" الرياضي وهو الأمر الذي تناسب إلي حد ما مع قلة العائد. وكلاهما يتمسك بطوق النجاة حالياً مع عودة مسابقتي كأس مصر والدوري. وبالرغم من ذلك فقد دفعتهما الأزمات إلي وقف الفترات المفتوحة لكثير من البرامج واتجهتا إلي إعادة بث حلقات البرامج والمباريات التي تم عرضها من قبل. هذا ويحاول نجوم الإعلام الرياضي العودة من جديد للظهور من خلال تقديم برامج رياضية علي بعض القنوات غير الرياضية.. فيقدم وليد صلاح الدين برنامجه "صدي الرياضة" الذي بدأ مؤخراً في عرض حلقاته. كما ظهر مدحت شلبي من خلال برنامجه "ارجع شجع" علي قناة "MBC مصر". فيما ظهر شوبير من خلال عدة حلقات علي قناة "CBC".