يعتبر المخرج المسرحي الاستعراضي عادل عبده من أهم مخرجي المسرح الاستعراضي والمهرجانات الدولية سواء داخل مصر أو خارجها فهو المخرج المصري الوحيد صاحب التمثيل الدولي في العديد من الاحتفالات والأعياد القومية للعديد من الدول العربية وهو فنان قدير بقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية قدم العديد من الأعمال المسرحية كان لها أثر فني كبيرا لهذا القطاع وقد حققت هذه الأعمال نجاحات كبيرة وافرغت العديد من المواهب التي مازال يستفاد بها إلي اليوم وقد تميز عادل عبده بالعديد من الأعمال الفنية المسرحية في القطاع الخاص ومسرح التليفزيون قدمت له "مراية الحب" بالاضافة إلي اخراجه احتفالات أكتوبر وأوبريتات حفلات ليالي التليفزيون ومهرجان السياحة والتسوق ومهرجان الاذاعة والتليفزيون واخراج مهرجان الاسكندرية السينمائي وغيرها العديد من الأعمال السينمائية والفيديو وهو صاحب ومدير فرقة عادل عبده المسرحية الاستعراضية الشهيرة فكان لنا هذا اللقاء معه. * ما هو تقييمكم للحالة الفنية للمسرح المصري بشكل عام والمسرح الاستعراضي بشكل خاص؟ ** قال يوجد في المسرح المصري حاليا حالة من الركود بشكل عام وهذه الحالة متأزمة من اكتر من شئ سنوات ونظرا للظروف الحالية فالمسرح من اسوأ إلي أسوأ فالمسرح المصري يحتاج إلي ثورة في الفكر وثورة في التأليف والاخراج وثورة في تقنيات المسرح وثورة في الاداء التمثيلي وثورة في خشبة المسرح العقيمة الذي يتمسك بها كل المسرحيين ويجب علي وزير الثقافة الاهتمام بتغيير مفهوم المسرح المصري ببناء مجموعة من المسارح ذو تقنيات حديثة ومتميزة وترميم المسارح القديمة واعادة تحديثها لكي نواكب المسرح العالمي الحديث ويجب علي المخرجين الخروج من العلبة المسرحية التقليدية وتجديد تنشيط ابداعاتهم لكي يجذبوا جمهور مشاهدي المسرح لأن الفضائيات قامت باجتذاب المشاهدين إليها عن طريق الابهار والتنوع بالاضافة إلي الاهتمام بالمؤلفين والمخرجين والممثلين الشباب عن طريق عمل المسابقات والدورات الفنية التي تمكنهم من العمل الجيد. وقال بالنسبة الغنائي الاستعراضي فهنا الكارثة لأن للأسف كل القيادات يتعاملون مع هذا المسرح وكأنه يعتمد علي الأغاني والرقص فقط وإنما المسرح الغنائي الاستعراضي في أوروبا الآن هو أهم انواع المسرح لدرجة ان أعمال شكسبير بتؤدي الآن في أوروبا بشكل غنائي استعراضي بل وان العديد من الأعمال الكلاسيكية تحولت إلي أعمال غنائية استعراضية علي مسرح الأوبرا أو المسارح الحديثة المنوطة بهذا الفن واعتقد ان العبء الكبير ليس علي رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية فقط بل يجب علي وزارة الثقافة ان تهتم بهذا المسرح وبتحديثه عن طريق استقطاب الخبراء واستقطاب الافكار الجديدة التي تساهم في نجاح هذا المسرح الذي يعتبر من أهم واصعب انواع الفنون والموضوع ليس اعتمادات مادية فقط بل افكار وخبرات ومواهب تفيد هذا المجال الذي من الممكن من خلاله الارتقاء بالذوق العام للمشاهد المصري والعربي بالنسبة للحالة الفنية في مصر فهي متخبطة مثلها مثل حال مصر الآن لكن جذبني بعض الأعمال الفنية المتطورة والهادفة رغم قلتها. * هل شاركت بأعمال عن الثورة؟ ** الحمد الله قمت باخراج مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في دورته عام 2011 بعمل اسمه "علي اسم مصر" وكان هذا العمل يتحدث عن الثورات والانتفاضات في السينما المصرية حتي الوصول إلي ثورة 25 يناير. * لماذا سافرت في العام الماضي وما هو العمل الذي كنت تقوم به في سلطنة عمان؟ ** سلطنة عمان أنا بعتبرها بلدي الثاني نظرا للعديد من المهرجانات التي قدمتها هناك فقد قمت باخراج مهرجان مسقط لمدة عامين متتاليين كما قامت باخراج مهرجان صلالة لمدة ثلاثة اعوام متتالية بالاضافة بأنني في هذا العام قمت برئاسة لجنة تحكيم مهرجان المسرح الايمائي وقد شاركني أعضاء هامين من عمان مثل الفنان عبدالله حيدر شيخ المخرجين والدكتورة كاملة الهنائية الاستاذة المتخصصة بالمسرح في جامعة السلطان قابوس والفنان حسن تابوك.. أما عملي في السلطنة هذا العام كان عملاً ادارياً فقد شرفت بعملي مدير عام العمانية للاعلام والتسويق الدولي والحمد الله الشركة قد حققت نجاحات فقد قامت بالعديد من الأعمال الفنية سواء برامج أو مسلسلات أو افلام تسجيلية وغيرها من الأعمال الفنية بالاضافة إلي اخراجي العديد من الافلام التسجيلية الهامة. * وما هو سبب العودة؟ ** سبب العودة الحنين إلي الوطن وفرحتي ببدء انطلاق الثورة الجديدة للشعب المصري واقتناعي بضرورة المشاركة في هذا الحدث العظيم. * بعد ان استقرت الأمور في مصر.. هل تنوي العودة مرة أخري؟ ** أنا مخرج محترف والحمد الله لي اسمي ومكانتي في العديد من الدول العربية وانني في الوقت الحالي لا انوي السفر فمكاني هنا وسط ابناء وطني حتي اشارك في النهوض بالمستوي الفني والمساعدة في تطوير وتدوير عجلة الانتاج في مصر وخصوصا في مجالي. * نعلم جيدا انك كنت مرشح لتولي رئاسة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية علي مدار أكثر من عشرة اعوام فلماذا لم تتول هذا المنصب؟ ** علي مدار هذه الأعوام لم اسع إلي رئاسة القطاع الذي اتشرف انني فنان قدير به واحد ابنائه لكنني كنت اسمع انني دائما ضمن المرشحين وكان هذا يسعدني لكنني لن اهتم بالوساطة لشغل وتولي هذا المنصب. * ما هو المنصب الهام التي تعتبره في وزارة الثقافة محورا اساسيا للنهوض بالثقافة والفن في مصر؟ ** اعتبر ان الهيئة العامة لقصور الثقافة هي من أهم القطاعات في وزارة الثقافة ويجب الاهتمام بها وتطويرها بشكل كامل للنهوض بالمستوي الثقافي والفكري والفني للشباب. * ما هي أهم المهرجانات والمسرحيات التي قمت باخراجها وتعتز بها؟ * ما هي وجهتك القادمة؟ ** الآن سوف اقوم بالاعداد لعمل فني كبير وهو أوبرا عربية عالمية وان شاء الله سوف يكون لها شأن كبير نظرا لمشاركة العديد من المطربين والفنانين المصريين والعرب والاجانب بالاضافة إلي مطربي الأوبرا العالميين بها. في النهاية بتمني الخير لمصر والتقدم والعمل علي قلب رجل واحد للنهوض بالبلد في جميع المجالات. * ما تصورك لوضع روشتة علاج للمسرح الغنائي؟ ** قال عادل عبده: يعتبر المسرح الغنائي من أهم انواع المسرح واصعبها واكثرها ابداعا نظرا لغزارة عناصره الفنية وتفاصيله بالاضافة إلي أبعاده الفنية اللاحدود لها ومدلولاته المباشرة وغير المباشرة وشعبيته الكبري وهذا المسرح منوط به دار الأوبرا المصرية وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية ولكن للأسف هو الآن خارج الخدمة في هذين القطاعين الكبيرين وإذا تم عمل من الأعمال فيكون علي استحياء وليس بالمواصفات الكاملة لخروج عمل جيد وذات قيمة. واضاف عبده ان روشتة علاج المسرح الغنائي وآلياته من الناحية الادارية فهو ان يكون فيه ادارة حكيمة تعمل علي توفيق المواهب البشرية المتميزة التي تساعد علي النهوض بالمسرح الغنائي والعودة إلي نجاحاته في الزمن الجميل فيجب علي الادارة توفير أوركسترا كامل من خريجي اكاديمية الفنون والمعاهد المتخصصة بالاضافة إلي الاهتمام بالكورال وتجهيزهم بالصورة اللائقة وتوفير مواهب جيدة من المطربين والمطربات والموهوبين في الغناء والتمثيل وتجهيزهم من خلال ورش تدريب عن طريق الاستاذة والدكاترةالمتخصصين لتنمية مواهبهم وتأهيلهم في مجال الغناء والتمثيل بالاضافة إلي التدريبات الحركية ويجب ايضا علي ادارة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية الاهتمام بتزويد فرق القطاع وخاصة الفرقة الغنائية الاستعراضية بالعناصر المتميزة في مجال الاستعراض وتوفير الراقصين المتميزين الذين يجيدون تنفيذ جميع انواع الاستعراضات الشعبية والاستعراضية والرقصات الحديثة ورقص الباليه بالاضافة إلي الرقصات الشعبية العالمية ويجب عمل مدرسة رقص للأطفال لكي يكونوا داعمين للفرقة في المستقبل وايضا يجب علي الادارة تعيين بعض الممثلين الموهوبين من خريجي الاكاديمية ومعهد الفنون المسرحية وتوفير المكافآت المناسبة لتشجيع كل هذه العناصر الفنية والحفاظ عليها كما يمكن استثمارها في الأعمال الفنية الجادة التي من خلالها ننهض بالوطن من الناحية الثقافية والتربوية والفنية والاجتماعية والترفيهية ويمكن ايضا من خلال هذه المواهب عمل تقديم أعمال وطنية جادة تعود علي الوطن بالنفع وخلق اجيال جادة تنتمي إلي الوطن وتقديم أعمال تاريخية واجتماعية وعالمية بالاضافة إلي الأعمال التي تناقش قضايا الشباب. المسرح الغنائي هو روشتة تطوير وانتماء وتهذيب فيجب علي وزارة الثقافة الاهتمام به بل يجب علي الدولة دعمه بشكل كبير للنهوض بالحركة الثقافية للوطن. * ما هي مواصفات الخلطة السحرية لخلق عمل غنائي استعراضي يذكرنا بالزمن الجميل؟ ** قال: أولا اختيار نص مسرحي جيد له مضمون هادف يعتمد علي الشكل الغنائي الاستعراضي والدرامي الجاد. ثانيا: اختيار مخرج متميز في هذا المجال ومواكب للحركة المسرحية العالمية الحديثة ويكون لديه خلفية جيدة في مجال الغناء والاستعراض أو الحركة. ثالثا: اختيار مصمم استعراضات متميز ومبدع وليس مصمم روتيني. رابعا: اختيار مجموعة من الممثلين الذين يجيدون الغناء والحركة والتعبير. خامسا: اختيار مجموعة من المطربين الذين يجيدون التمثيل والحركة التعبيرية. سادسا: اختيار أوركسترا كامل ومتميز مع قائد أوركسترالي موهوب وأكاديمي لكي يحافظ علي روح العرض ولا يخل به. سابعا: اختيار مجموعة من الراقصين المتميزين. ثامنا: اختيار مصمم ديكور متمكن يساعد المخرج في خروج افكاره وابداعاته. تاسعا: الاعتماد علي التقنيات الحديثة في العرض من شاشات واضاءة وليزر وخدع مسرحية وجرافيك وكل ما يحتويه العرض من تقنيات حديثة. عاشرا: الاستعانة بمصمم أزياء موهوب ويساعد علي الحفاظ علي شكل العمل ومضمونه بالاضافة إلي ابداعاته التي تزيد العمل رونقا. الحادي عشر: عمل الدعاية الكافية للعرض. الثاني عشر: اختيار خشبة مسرح ملائمة للعرض وتزويدها بالتقنيات التي تضيف إليها لنجاح العرض وغيرها من العناصر المهمة حسب متطلبات العرض. * كيف تري انعكاس الثورة علي فن المسرح واهمية تطويره؟ ** قال عبده: الثورة تعتبر دافع وحافزاً لكل المسرحيين لكي يظهروا ابداعاتهم وشرح قضاياهم الخاصة وقضايا الوطن العامة من خلال أعمال مسرحية وفنية جادة وهذا ينعكس علي العناصر الفنية من مؤلف ومخرج وممثل ومطرب ومهندس ديكور وأزياء فالثورة تعتبر اعادة خلق للابداع في جميع المجالات الفنية.