حرب أكتوبر التي تحتقل غدا الأحد بمرور 40 عاما عليها تعد أهم انتصار عربي علي العدو الإسرائيلي ففي هذا اليوم وعند الساعة 1405 مع أول بيان لهذه الحرب نتذكر جيدا ان البيان كان أول خطوات الانتصار في حرب حقق فيها الجندي المصري ومعه السوري في جبهتي سيناء والجولان أروع ملاحم الانتصار. بعد ست سنوات من نكسة 1967 تخللها حرب استنزاف اعادت لجيشنا البطل الثقة في تحقيق انتصارات اكتوبر وأنهي شعار العدو الاسرائيلي الذي روج له في الاعلام الغربي أنه الجيش الذي لا يقهر. استطاع الجندي المصري تحقيق معجزة الانتصار وعبور أكبر مانع مائي يسانده ساتر ترابي وهو خط بارليف. اتذكر أيام الحرب كما لو كانت أمس كيف وقفت الجبهة الداخلية مع قواتنا المسلحة في رحلة صمود نادرة لشعب وجيش بطل ومهما قيل عن ملاحم البطولة بها ستظل بها أسرار كثيرة لم تعلن بعد رغم مرور 4 عقود عليها فقد تلقيت الاربعاء الماضي دعوة لحضور تدشين 3 كتب دفعة واحدة عنها. الأول يقدمه الكاتب الصحفي مجدي الجلاد "مشير النصر" وهي مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973 وهو من وجهة نظري واحد من أهم الكتب حول أكتوبر لأنها مذكرات الوزير المسئول عن هذه الحرب وهو من أهم الأصوات التي كانت تؤيد بقوة سرعة خوضها لتحرير الأرض. ومهما كان الثمن وكان المشير اسماعيل يعلم أنه لو حدث انكسار سيكون كبش الفداء وفي حالة الانتصار ربما لا يأخذ حظه كثيرا منه وكان معروفا عن المشير انه طمأن السادات كثيرا ان قواته مستعدة لخوض الحرب. ومن هنا كانت أهمية أوراق الرجل الصامت كثيرا كوزير للحربية التي كتبها بخط يده وبرغم انه لم يسرد فيها كثيرا كطبيعة عسكرية الا انها تحتوي علي كنوز مهمة عن حرب أكتوبر وأيامها التي ظن البعض يوما انها مستحيلة وبحكم معرفتي بأسرة المشير أحمد اسماعيل وزوجته الفاضلة التي تعرفت عليها في السعودية أثناء زيارتها لنجلها محمود سيف ان هذا الرجل لم يأخذ حقه بين الأجيال حول دوره في حرب وهو أحد صناعها الأساسيين. وأذكر هنا ان الصحف المصرية نشرت قبل الحرب بأيام ضمن أحد خدع السادات ان زوجة المشير أحمد اسماعيل سافرت إلي لندن للعلاج وكان وقتها ابنها صديقي الدكتور محمود يدرس دكتوراه الطب بلندن وهو نشر هدفه التمويه لأن الحرب كانت قد دخلت مرحلة الصفر ومن هنا يعتقد العدو ان وزير الحربية مهموم ومشغول بمرض زوجته!! أوراق المشير اسماعيل وغيرها التي يتم الكشف عنها يؤكد أن هذه الحرب لايزال بها الكثير من الأسرار التي لم تعلن بعد وهناك رجال مازالوا بحاجة لآلاف الكتب كي ينال كل بطل عسكري حقه بهذه الملحمة. أما الكتاب الثاني "شاهد علي الحرب والسلام" لوزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط. فيقدم تفاصيل سياسية عن ملحمة عسكرية يلمسها من اقتربوا من الغرف المغلقة لصناعة القرارات. ويقدم أبوالغيط في الكتاب. ما عايشة بحكم عمله مع "محمد حافظ اسماعيل" مستشار الأمن القومي والذي شغل العديد من المواقع الدبلوماسية المهمة وخلالها تقرأ كيف كان التحرك السياسي لا يقل أهمية عن التحرك في الجبهات العسكرية والداخلية اما الكتاب الثالث الذي تم تدشينه فهو كلمة السر الأوراق التي سجلها رائد الاعلام الاقليمي محمد الشناوي وحفظها نجله الاعلامي حازم لسنوات طويلة وهي تمت بتوجيهات الرئيس السادات لنائبه ذلك الوقت محمد حسني مبارك بأن يسجلها وسجلها بالفعل الشناوي وبقيت دون اطلاع أونشر هي تتحدث عن الفترة ما بين 1967 و1973 سنة الانتصار ويقدمها الكاتب عبدالله كمال موضحا ان التاريخ يعلم انه يوثق مسار بشرية لها ما لها وعليها ما عليها الكتاب كلمة السر به أيضا الكثير من أسرار معركة الانتصار. وبرغم انها كتبت أواخر السبعينيات الا ان الاقدار شاءت الا تظهر الا ليوم في ظرف دقيق تمر به مصر وفي أهم احتفال يعيشه المصريون غدا مع جيشهم البطل أبناء واحفاد من صنعوا ملحمة انتصارات أكتوبر التي ستظل خالدة ومهما كتبت المطابع وقال المشاركون فيها الا ان الكثير من ملاحم وبطولات قواتنا المسلحة التي شهدتها أرض الفيروز لم يظهر بعد.