صنع الله إبراهيم.. اسم لا يعرفه الناس إلا من خلال مسلسله الرائع الذي اذيع خلال شهر رمضان بطولة نيللي كريم وانتصار وباسم السمرة إخراج بنتنا كاملة أبوذكري مناصفة مع خيري بشارة. هذا الاسم الكبير.. صنع الله إبراهيم الأديب الكبير والمؤرخ.. ليس قصصيا فقط ولا سيناريست فقط.. بل هو الأديب الليبرالي الرائع له موقف معارض لا ينسي عبر التاريخ. ففي خلال حفل توزيع جوائز الدولة في وزارة الثقافة في حضور حسني مبارك ووزير الثقافة نودي عن اسم "صنع الله إبراهيم" ليتسلم جائزة مبارك شيك بآلاف الجنيهات وشهادة موقعة من رئيس الجمهورية وميدالية ووشاح وغير ذلك.. فاذا به يتجه نحو الميكرفون الذي ينادي فيه علي الاسماء والقي خطابا ملتهبا في وجود الدولة كلها.. لم تنشره صحف اليوم التالي واذكر أني نشرته هنا في هذا العمود منذ سنوات.. قال صنع الله إبراهيم لمبارك إنه يعتذر عن تسلم جائزة يمنحني إياها نظام ديكتاتوري رأسمالي لا يعترف بالديمقراطية في أي انتخابات أجراها منذ تولي السلطة.. نظام روتيني لا ينجز أي مشروعات لخدمة الشعب ولا يراعي الفقراء.. إنها جائزة دولة لا يستطيع المريض فيها أن يجد دواءه ولا شفاءه ولا يستطيع تلميذ فيها أن يتعلم علي مستوي معقول ولا يستطيع خريج أن يجد عملا.. والبلد الزراعية لم تعد زراعية.. والبلد حاولت أن تكون صناعية فلم تفلح.... و..... و..... طبعا ليس هذا نص الخطاب فهو أديب خطيب كلامه فيه جرأة وحلاوة وجذب لأي مستمع.. ولكن لأنني كتبت هنا عن الحفل فاستمعت للخطاب أولاً.. ثم حاولت العثور عليه ونشرته بعد ذلك.. فهذا هو ما اذكره من الخطاب الملتهب. كانت قنبلة مدوية لها صدي عالمي ضخم.. رفض صنع الله إبراهيم بعد أن القي خطابه أن يتسلم الشيك الذي يحمل مبلغا كبيرا أو الشهادة أو الوشاح وعاد إلي مكانه وكأنه لم يفعل شيئاً!!! هذا هو صنع الله إبراهيم لا يحب الدعاية ولا الظهور فهو كثير الاعتذار عن لقاءات التليفزيون والإذاعة.. كتبه القيمة يشتريها من يعرف قدره ولا يهمه الصحف والدعاية لما يكتب.. ليبرالي حتي النخاع.. قرأ من أمهات الكتب في كل اتجاه كتب أدبية وتاريخية ومذكرات وغير ذلك مالم يقرأه أحد.. هو ليس خجولا كما يتصوره البعض ولكنه مترفعا عن المظاهر الكاذبة من أنصاف الأدباء وإنصاف الإعلاميين. نعود إلي مسلسلات الشهر الكريم الذي مضي سريعا فنجد أن مسلسل "الذات" رغم قلة الدعاية كعادة الرجل الرائع صنع الله إبراهيم إلا أنه جذب معظم المشاهدين.. وربما يكون سببا في "ربكه" مهرجان الإذاعة والتليفزيون القادم.. فالبطلة نيللي كريم راقصة الباليه الرائعة كان هذا هو اروع ادوارها.. تستحق لقب "بريما دوننا" لقب أفضل ممثلة هذا العام.. وإن كان يتربص لها في الذرة!!! عتاولة زمان يسرا وليلي علوي التي ملأت الصحف دعاية لها.. وأن كانت فعلا قامت بدور عمرها في "فرح ليلي" ولكن هناك قرارا قديما بعدم انتصاف الجائزة.. في مهرجانات كثيرة سابقة كانت الجائزة الأولي لأحسن ممثل وأحسن ممثلة تنتصف بيه اثنين.. وكان هذا محل نقد كبير ليس في مصر فقط بل في الدول العربية المشتركة معنا.. ثم حدث في مهرجان ما أن أدي تيم حسن دور عمره في مسلسل الملك فاروق في نفس الوقت أدي يحيي الفخراني دورا مضحكا باكيا لا بأس به في مسلسل "ماما نونو" "يتربي في عزه" فتقرر أن يكون الممثل الثاني بعد تيم فأخطر الفخراني اعتذاره عن الحضور فتقرر في آخر لحظة انتصاف الجائزة وصعود الفخراني وتيم معا علي المسرح.. ورغم أن تيم كان قد حضر من الخارج بالطائرة خصيصا لحضور المهرجان.. ولكن ما أن علم بذلك عند دخوله القاعة عاد تيم بسرعة من حيث أتي ولم يدخل المهرجان.. من يومها تقرر إلغاء هذه البدعة وهي انتصاف الجائزة.