أهم ما لفت نظري في الحوار الذي أجراه الزميل محمد عبدالقدوس مع الفنانة العالمية الدكتورة إيناس عبدالدايم بعد عودتها لرئاسة دار الأوبرا من جديد حول موقفها من العاملين معها في الأوبرا الذين لم يساندوها في محنتها ووقفوا موقفاً سلبياًَ من إقالتها؟! قالت في إجابتها: ليس من طبيعتي وشخصيتي الانتقام بل إنني أتعاون مع من جاءوا به مكاني رئيساً للأوبرا من أجل المصلحة العامة والعلاقات بيننا قوامها الاحترام. قارنوا بين موقف إيناس عبدالدايم التي تركت مكانها ومكتبها فوراً يوم أقالها علاء عبدالعزيز وزير الثقافة المخلوع "الوزير الوحيد الذي لم يدخل مكتبه في التاريخ". قارنوا بين موقف إيناس وموقف توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الذي أقاله من منصبه المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران وعين بدلاً منه الطيار حسام كمال رئيساً للشركة.. فما كان من العاصي توفيق عاصي الذي قال "بما معناه" عليّ الطلاق ما أنا سايب مكاني كرئيس للشركة القابضة وسأذهب إلي مكتبي يوم الاثنين "أي اليوم" لأباشر عملي وما معناه ايضا "والتخين ييجي يطلعني من المكتب لو جدع"!! هكذا تحولنا إلي فتوات حتي بين الصفوة والكبار.. لا فرق بين رئيس شركة قابضة محترمة وبين سايس في الشارع.. شوية حجارة ويمنع أحداً يركن سيارته إلا بعد دفع المعلوم.. يا لها من مصيبة كبري حلت بمصر. دعونا نعود للدكتورة إيناس عبدالدايم التي قالت للوزير المخلوع ها هو مكتبي مفتوح لمن تختاره مكاني واختار بالفعل أربع شخصيات لشغل المنصب بدلاً منها لكنهم رفضوا جميعاً ووافق فوراً مهندس كان يجلس في حجرة "مترين * مترين" أمام مكتبها فرح فوراً بمنصب رئيس الأوبرا وتولي مقعده فرفض العاملون جميعاً التعاون معه ورفضوا إقامة أي حفلات وأوقفوا عرض أوبرا عايدة تضامناً مع رئيستهم المحترمة المظلومة إيناس عبدالدايم التي اعتذرت عن منصب وزير الثقافة حتي لا تشمت في الوزير المخلوع فليس من طبعها الشماتة وعادت علي أسنة الرماح رئيساً لدار الأوبرا من جديد معززة مكرمة.. ثم كان تصريحها الرائع مثلها "ما جئت لأنتقم لأنني لا أعرف سياسة الانتقام وليست من طبيعتي بل إنني أتعاون وبكل الحب مع من جلس مكاني"! هذه هي إيناس عبدالدايم التي أعرفها إنسانة صادقة.. محترمة.. لا تجري وراء كرسي.. بل المناصب هي التي تلاحقها بما في ذلك منصب الوزير الذي اعتذرت عنه وحتي لا تحرج أحداً خاصة الدكتور صابر عرب الذي تحبه وتحترمه وتقدره فقالت إن الدكتور الببلاوي لم يعرض علي منصب الوزيرة مع أنني واثق أنه عرض عليها أن يرد اعتبارها أمام علاء عبدالعزيز الوزير المخلوع لتأخذ مكانه فاعتذرت بأدب شديد. عادت إيناس لتضيء أنوار الأوبرا من جديد والبداية مهرجان الموسيقي العربية بالإسكندرية لمدة أسبوع من يوم الخميس.. ومهرجان القلعة 25 أغسطس ثم حفلات أخري في دمنهور والقاهرة وأتمني حفلات أخري في كل محافظات مصر يا دكتورة إيناس وفي كل محافظة قصر ثقافة رائع يصلح للحفلات ولا عذر ولا حجة لك!!