بعد الحريق الهائل الذي تعرضت له منطقة التونسي منذ شهر مضي وبالأخص في سوق الجمعة والذي راح ضحيته العشرات واحترقت مئات المحلات ومصانع تقدر بملايين مازال الحال علي ما هو عليه.. العشوائية عنوان لكل شيء.. القمامة والبلطجة وشبكة الصرف المتهالكة. المنازل التي انتشرت وسط المدافن. الغريب أن سوق التونسي أو الجمعة والذي يبيع مختلف أنواع السلع المستعملة قد تعرض للحرق عام 2010 وتسبب في دمار هائل للمنطقة وبلغت الخسائر وقتها 10 ملايين جنيه ووسط سخونة الأحداث صدر قرار بنقله لمدينة 15 مايو إلا أنه لم ينفذ.. والكل في انتظار الحريق الثالث. عن سوء الخدمات يتحدث ميلاد حنان صاحب محل واحد سكان شارع المواصلة التي يربط بين منطقة الإمام الشافعي والتونسي يقول الانقطاع المستمر للكهرباء لعدة ساعات يوميا سواء بالنهار أو الليل يصيب بضاعتنا بالتلف إلي جانب وقف حال حركة البيع والشراء. أما محمد صالح يتضرر من انتشار إشغالات المحلات واستغلالهم لأجزاء كبيرة من الشارع لعرض منتجاتهم مما يعوق حركة السير والمرور به. يؤيده في الرأي مجدي محمود -صاحب محل- فهو يري أن أهم المشاكل التي تعاني منها المنطقة هي انتشار القمامة بجميع الشوارع وعدم توافر صناديق لها إلي جانب عدم قيام عمال النظافة برفعها أو إزالتها من الشوارع إلا إذا تم دفع مبلغ مالي لهم. ويري مسعد نور -مدرس- إن الإهمال كبير بالمنطقة سببه الحي فقد تم رصف الشارع من حوالي أسبوع وعندما تراه الآن كأنه لم يكن الرصف تم بصورة سيئة جدا علاوة علي عدم رصف الشوارع الجانبية إضافة إلي انتشار البلطجية بصورة كبيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير وفي وضح النهار. توضح فاطمة يوسف -ربة منزل- مدي المعاناة التي تعيشها يوميا بسبب انقطاع المياه وتهالك شبكات المياه من أكثر من 30 عاما وعدم تجديدها مما يؤدي إلي سحب المناطق المنخفضة القديمة للمياه وإن وجدت نجد لونها أصفر وملونة. ويلتقط الحديث محروس سيد -طالب بكلية الحقوق- فيقول انتشار المنازل وسط الجبانات وكذلك عدم توافر أعمدة الإنارة مما يجعل المكان مخيفا ومقلق لنا كشباب وعدم استطاعة أحد للخروج من منزله بعد أذان المغرب. منطقة مهملة ويوضح إدوارد مفيد مدي إهمال رؤساء الأحياء المتتابعين ومحافظ القاهرة لهذه المنطقة وهي مدينة الفسطاط أصل مصر وتعتبر وسط البلد وأكثر مكان حيوي بالمحافظة وتستطيع الوصول لأي مكان بالمحافظة خلال 10 دقائق. وتعتبر هند مغاوري ربة منزل عن مأساتها فتقول إن أكثر شيء يؤرقني هو اسطوانة الغاز فسعرها يتراوح بين 20 إلي 30 جنيها وهو سعر مبالغ فيه نظرا لأنها أرملة وتعول أسرة مكونة من خمسة أفراد في مراحل التعليم المختلفة والمعاش يكفي بالكاد. وتتضرر الحاجة عزيزة محمود من سكان المنطقة من انتشار الشباب مروجي المواد المخدرة بالشوارع علنا بوضح النهار علي مرأي ومسمع من المسئولين وقيامهم بمعاكسة الفتيات بشارع مجمع المدارس المؤدي لكوبري التونسي وذلك علي الرغم من مرور بعض دوريات الشرطة أثناء الامتحانات. وتشكو أم محمد من سير النقل الثقيل بشارع المدارس وهو طريق ضيق وبه مجمع مدارس ابتدائي وإعدادي وهو خطر يهدد ابنائنا يوميا ونطالب المسئولين بالنظر بعين الرأفة لأهالي هذه المنطقة مع زيادة معاشات المسنين لمواكبة ارتفاع الأسعار والغلاء. مخازن تحت الكوبري يقول أمجد سيد إن انتشار الموبيليا المستعملة اسفل كوبري التونسي مع تراكم المخلفات وذلك بجوار العشش العشوائية يمثل خطرا محققا علي المنطقة كلها ونظرا لكل ذلك حدث الحريق مرة أخري. وتتضرر أم محمد السيد من سكان العشش اسفل كوبري التونسي من وجود قضبان القطار الحربي الذي تم رفعه منذ فترة بعد حريق المنطقة الشهير عرفنا أن القطار سيعود للعمل مرة أخري خلال هذا العام وذلك معناه هدم منازلنا ولا يوجد بديل لنا. وتناشد أم مهند المسئولين في المحافظة ووزير الإسكان بالإسراع في تسليم سكان المنطقة الوحدات السكنية المخصصة لهم في 15 مايو و6 أكتوبر. ويطالب ماجد يس بنقل سوق المستعمل لمدينة 15 مايو حتي تتوقف عمليات السرقة للسلع. بينما يري بكر مصطفي من محافظة الشرقية إن وجود السوق هام جدا لأن زبائنه يفضلون الشراء منه نظرا لأن معظم السلع معظمها استعماله قليل وبحالة جيدة ويتمني من المسئولين التدخل لعمل أسواق مشابهة في كل محافظة لتوفير الجهد والتكاليف. يتفق معه يوسف متري الذي يحضر بصفة مستمرة لشراء سلع معينة لمحله بمنطقة السيدة زينب من ملابس ومفارش عرائس وأبواب وشبابيك ألوميتال ويري أن نقله سوف يمثل مشكلة كبيرة تتمثل في تكاليف النقل والوقت. عادل عباس رئيس حي الخليفة إن الحريق الذي حدث بسوق التونسي أدي إلي احتراق عدد 11 عشة باسفل كوبري التونسي وبجوار شريط السكة الحديد الذي تم إلغاؤه عند الحريق الأول بالمنطقة عام 2010 وكاد العدد يتزايد ويهدد المنطقة كلها بكارثة لولا فطنة رجال المطافيء والدفاع المدني فقد حضرت عدد 10 سيارات ورافقتهم سيارة اسعاف وتم مكافحة الحريق بعكس اتجاه الريح حتي لا يمتد للعشش المجاورة وإلي الآن لم يحدد المعمل الجنائي سبب الحريق لاحتواء السوق علي العديد من المخلفات والمنتجات المختلفة منها بلاستيكات وهياكل كمبيوتر وأخشاب مما ساعد علي انتشار الحريق بسرعة وزيادة الخسائر الموجودة وبالسوق حوالي 1200 تاجر للمنتجات المستعملة وجار الآن عمل سوق بديل بمدينة 15 مايو وعمل كافة الاستعدادات لتجهيز المكان ولقد تم رصف العديد من الطرق وكذلك عمل مطبات صناعية.