أخطر ما يهدد الثورة أي ثورة ثلاثة أشياء أساسية حيث ينشغل من قاموا بها بالنزاع علي الغنائم وترك أهدافها تضيع من أجل مصالح شخصية ضيقة ثم يؤدي هذا إلي إبعاد الثوار الحقيقيين ومنح الثورة علي طبق من ذهب إلي لصوص الثورات كما حدث في ثورة يناير عندما اختطفها الإخوان وهو ما نحذر منه الآن وأخيرا ينفذ أعداء الثورة أجندتهم التآمرية في إجهاض الثورة وإفراغها من مضمونها وهو ما يفعله الآن كل من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأيضا رجال نظام مبارك فكلاهما يريد تشويه ثورتي يناير ويونيو من أجل تصدر مشهد السلطة من جديد. علي الجميع أن يدركوا ان ثورة 30 يونيو لم تقم من أجل البرادعي أو صباحي أو جبهة الإنقاذ ليتقاسموا بينهم التورتة كما فعل الإخوان كما ال 33 مليون الذين خرجوا لإسقاط مرسي وجماعته لم يمنحوا تمرد أي توكيل لاحتكار الثورة والحديث باسمها فوقت تمرد انتهي بنجاح فكرتها خاصة بعدما أصبحت رائحة أعضائها تزكم الأنوف وتبعيتها واضحة وتحولت إلي بوتيك سياسي مشبوه ولم تعد صالحة لأن تستمر ولو ليوم واحد في العمل الثوري بعدما ارتفعت المخاوف من أن تتحول إلي أداة لإجهاض الثورة التي قامت لإسقاط نظام الإخوان شريطة عدم إعادة إنتاج نظام مبارك أو منحها لطرف واحد فهذه الثورة ملك جميع أبناء الشعب المصري والهدف منها تحقيق حلم إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة التي يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة والذي أجهض علي مدار عامين ونصف العام بفعل فاعل بداية من المجلس العسكري وصولا لجماعة الإخوان التي فضلت مصالح التنظيم علي مصالح الوطن وسعت لأن تبيعه قطعة قطعة في مزاد البحث عن السلطة تحت ستار مزعوم لعدد من تجار الدين والأوطان. نعم لابد أن يدرك من هم في رابعة العدوية ان هذا العنف لن يستطيع إعادة انتاج نظام الإخوان وان رحيل مرسي أصبح واقعاً محلياً وإقليمياً ودولياً وان ما يفعله قادة الإخوان ليس إلا هدفاً من اثنين الأول محاولة الحصول علي صك الغفران أو الخروج الآمن وتنازل الدولة عن معاقبتهم عن جميع الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن بداية من اقتحام السجون مرورا بموقعة الجمل وقتل جنودنا وخطفهم في سيناء والإضرار بالأمن القومي المصري وغيرها وهو ما يرفضه تماما الشعب المصري في سبيل تحقيق دولة الدستور والقانون أو محاولة فرض نموذج حماس علي مصر بخلق شرعيتين في البلاد وهو ما يفسر سر قتالهم الشرس خارجيا من أجل إقناع القوات المسلحة بالإفراج عن محمد مرسي من أجل تنفيذ سيناريو حماس في غزة مع فتح وهو ما أدركته القيادة المصرية مؤكدة أن التحفظ علي مرسي من أجل حياته لكن ما لا يدركه الإخوان ان مرسي معتقل جنائياً وليس سياسياً عن الجرائم التي ارتكبها في حق الوطن والتي ترقي لحد الخيانة العظمي وعقوبتها تصل إلي الإعدام ولقد فشلت بشكل كبير محاولاتها المزعومة الترويج إلي أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري وليس ثورة بل واستعداء الغرب ضد مصر وهي جريمة أخري تستوجب العقاب. ليبقي في الآخر أن نعلم ان اعتصام رابعة العدوية سينفض خلال أيام لكن الخطر الأكبر علي الثورة سيكون عبر الطليعة الثورية التي تتنازع الآن علي "التورتة" في تكرار بغيض لما كان يفعله الإخوان ويقود ذلك كل من البرادعي وصباحي والبدوي وقيادات جبهة الإنقاذ حيث بدأوا تجهيز قوائم مرشحيهم للمشاركة في حركة المحافظين القادمة بالاعتماد علي أهل الثقة والحظوة بدون النظر لأهل الكفاءة والخبرة وهو ما فجر الخلاف بين القوي السياسية وبدأت مرحلة النزاع علي الغنائم حيث يري كل منهم أحقية أنصاره في تولي المنصب دون النظر إلي عنصر الكفاءة. وتسبب تحرك الأحزاب علي الأرض لوضع قوائم المرشحين في تفجير الوضع السياسي في المحافظات وبدأ مبكرا الصراع بين الأحزاب التي شاركت في 30 يونيو بعضها مع بعض وهو ما يعتبر تكراراً لما كان تفعله جماعة الإخوان المسلمين دون نظر لعنصر الكفاءة حيث يريد كل فريق أن يحصل علي أكبر جزء من الكعكة رغم ان أكثر من 80% من المصريين غير مسيسين كما بدأت حالة من الغضب بين قيادات المحليات في المحافظات التي ترفض أن يهبط أشخاص بالباراشوت علي المناصب لمجرد انتمائهم السياسي دون النظر لمن أفنوا عمرهم في العمل بالمحليات وهو ما نقلوه بقوة إلي اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ووعدهم بمراعاته. يأتي ذلك وسط شائعات قوية عن سعي قيادات حزب الدستور للانفراد بالترشيحات لنواب المحافظين من قيادات الحزب بالمحافظات مستفيدين من وجو د. محمد البرادعي في قمة السلطة الآن كنائب للرئيس وهو ما يواجه برفض شديد من باقي أحزاب جبهة الإنقاذ التي تري ان لها حقاً في تلك المناصب ذلك دفع تكتل القوي الثورية الوطنية إلي إعلانه رفض أن يتم توزيع المناصب بمنطق المحاصصة الحزبية مطالبا المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت ود. حازم الببلاوي رئيس الحكومة بألا يرضخا للابتزاز السياسي الذي يقوم به بعض أصحاب المصالح الضيقة وأن يكون التعيين في المناصب لأصحاب الكفاءات والخبرات وليس مجرد أهل الثقة والحظوة مذكرين بأن ذلك أحد أهم أسباب الثورة ضد نظام الإخوان محذرا من الصراع علي الغنائم دون استكمال أهداف الثورة وإسقاط نظامي مبارك والإخوان.