كان أول من بدأ هذا التقليد "بيليه" معجزة الكرة العالمية حينما تولي وزارة الرياضة في البرازيل.. ثم حذا المغرب حذو البرازيل حينما اختارت معجزة ألعاب القوي وصاحبة ذهبية لوس وانجلوس "نوال المتوكل" وزيرة للرياضة.. بعدها مباشرة اختارت تونس كابتن المنتخب طارق دياب وزيراً للرياضة أيضاً. لذا تأخرنا في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.. فطاهر أبوزيد ولد رياضيا لعبا وخلقاً.. فهو كابتن مصر وهو شبل صغير في بطولة العالم للناشئين في استراليا عام ..1980 وفاز طاهر بالحذاء الفضي فقد كان هداف الدورة وكادت مصر تفوز بالبطولة لولا حادث اغتيال أنورالسادات.. والحالة النفسية التي انتابت اللاعبين في ذلك الوقت عندما علموا بالخبر.. تألق طاهر في هذه البطولة العالمية حتي أطلق عليه النقاد العالميون لقب "مارادونا النيل".. فقد كان قريب الشبه جسمانيا من مارادونا.. ثم خطا طاهر أبوزيد نفس خطوات مارادونا.. فقد كانت بداية مارادونا بطولة العالم للناشئين في اليابان وفاز أيضاً بالحذاء الفضي باعتباره هداف الدورة. عفواً.. عفواً.. ليس طاهر أبوزيد رياضيا فحسب.. هو رجل سياسة منذ اعتزل الكرة.. فهو عضو عامل في حزب الوفد منذ سنوات.. وله نشاط حزبي ووطني.. فهو أحد أبطال ميدان التحرير منذ 25 يناير ..2011 بل عائلته كلها وفدية.. خاله المجاهد الكبير صاحب المواقف الوطنية المشهودة طوال حكم أنورالسادات ألا وهو ممتاز نصار.. معلومة قد لا يعلمها أحد. لذا كان طبيعيا أن يكون طاهر أبوزيد أحد نجوم النادي الأهلي.. نادي سعد زغلول وفؤاد سراج الدين.. حتي بعد كل مالاقاه طاهر أبوزيد من تعنت ومعاكسات ومضايقات من المسئولين في الأهلي ظل متمسكاً بالفانلة الحمراء لا يخلعها أبداً.. إلي أن وصل الأمر إلي إجباره علي الاعتزال في عز تألقه مع ربيع يس. ولا أنسي حكاية قديمة: كان طاهر يسكن بجواري وكنا نصلي العشاء والفجر في نفس المسجد.. وبعد كل صلاة فجر كان يحلو لنا ان نسير سويا بعيدا عن المسجد وعن منازلنا في ساعات الفجر ذات الهواء النقي والهدوء نتسامر في كل شيء.. وكنت ألمس مدي شغف طاهر للعودة للملاعب.. فقد كان في قمة تألقه.. في نفس الوقت لايريد أن يغير الفانلة.. فانلة آبائه واجداده.. في نفس الوقت كان هناك لا أقول عرضا من النادي الاسماعيلي بل قل إلحاحا ومطاردة يومية.. ونحن بشر.. والنادي الاسماعيلي أحد الأندية الكبري.. وذات ليلة.. قال لي إنه انهزم أمام إصرار ناد كبير خارجياً وأمام رغبة ملحة تضغط علي اعصابه داخليا من أجل إشباع هوايته لذا سيسافر الآن إلي الاسماعيلية.. ثم وجدته يصلي الفجر معنا في اليوم التالي.. وماأن التقينا خارج المسجد بعد الصلاة كعادتنا حتي تعانقنا وكاد يبكي ويقول: ماقدرتش.. ماقدرتش أغير لون فانلتي وفانلة إجدادي. بعد أن وصل طاهر أبوزيد منتصف الطريق إلي الاسماعيلية.. عاد بسيارته إلي القاهرة. كنا دائما ننادي بوزير رياضي.. وكانوا يقولون لنا إن الوزارة مهما كانت تحتاج لرجل سياسي.. الحمدلله.. الآن يوجد وزير رياضي درجة أولي وسياسي من الاعماق فبالتوفيق ياصديق العمر.