يقول د.سعد حبيب.. اخصائي النساء والتوليد أن مرحلة الحمل تمر عبر ثلاث محطات الأولي تمتد خلال الاشهر الثلاثة الأولي. وتعرف بمرحلة الوحام. وفيها تتعرض المرأة الحامل لعوارض الغثيان والتقيؤ والدوار والقلق وغير ذلك من عوارض ناتجة عن زيادة هرمون الحمل. فإذا كانت هذه العوارض ظاهرة بشكل كبير لدي المرأة الحامل يستحسن ان تمتنع عن الصيام والمرحلة الثانية: وتبدأ من الشهر الرابع حتي السادس. ويمكن أن تتعرض الحامل لعوارض مثل ارتفاع أو هبوط السكر. الضغط. فقر الدم. وفي هذه الحالة يفضل الا تصوم المرأة الحامل والمرحلة الثالثة: ويقصد بها الثلاثة أشهر الاخيرة. وهي أيضا كالأشهر السابقة. يمكن ان تتعرض الحامل خلالها للعوارض نفسها من فقر دم وسكري وضغط إلي الارهاق الذي يسببه الوزن الزائد للجنين. والأورام في الاطراف. وكل ذلك يحول دون "يمنع" قدرة المرأة الحامل علي الصوم. قال د.سعد حبيب أخصائي النساء والتوليد من المهم أن نميز هنا بين المرأة الحامل العاملة والمرأة الحامل ربة المنزل. فهذه الاخيرة تبدو اقل عرضة للعوارض التي ذكرناها آنفا وبالتالي ليس ثمة مشكلة مع الصوم إذا رغبت فيه. أما بالنسبة إلي نموذج المرأة الأول فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها مستعدة صحيا ونفسيا. غير أن ما جئنا علي ذكره ليس قاعدة عامة. إذا إن كثيرا من الأمهات العاملات هن في معظم الاحيان أكثر استعدادا للصيام من ربات المنازل.. المسألة هنا تقتصر علي الوضع الصحي لكل امرأة. أشار د.حبيب إلي أن المرحلة الوسطي من الحمل أكثر ملاءمة لصوم المرأة الحامل باعتبار أن الاشهر الثلاثة الأولي والاخيرة من الحمل هي من اصعب الأوقات التي تمر بها الحامل. ولكن هذا لا يمنع من أن يكون ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل وبالتالي هن قادرات علي الصوم كغيرهن. أوضح أنه بحسب دراسة اجريت علي عدد من الحوامل ممن اعطين كميات قليلة من الفيتامينات. دلت النتائج علي أنه لا أثر سلبيا علي الحامل وإنما علي الجنين نفسه من حيث نقص الوزن فقط دون أن تكون هناك أي مضاعفات اخري مثل التشوهات والأمراض وغيرها. قال إن المرأة الحامل بحاجة إلي كميات إضافية من المكونات الغذائية وخصوصا الغذاء الذي يحتوي علي الحديد والكالسيوم إضافة إلي جرعات زائدة من المغنيزيوم وذلك بحسب العوارض وحاجة الحامل إليها. ننصح المرأة الحامل بتناول ما بين 1.5 إلي 2 لتر يوميا من الماء لذا عليها أن تحاول تعويض هذه الكمية بعد الافطار قدر المستطاع. فالامتناع عن شرب السوائل يؤدي إلي تقلصات في الرحم وقد يؤدي بالتالي إلي ولادة مبكرة ولهذا السبب علي الحامل لدي شعورها بأي عارض مماثل التوقف فورا عن الصوم تجنبا لمضاعفات خطرة. فلا الطب ولا الشرع يسمحان بأن تتعرض حياة المرأة الحامل والجنين لأي خطر. حذر من تناول كميات كبيرة من الحلويات سواء للحامل أو لغيرها. وبما أن الحلويات تتطلب أثر تناولها كميات كبيرة من السوائل أو المياه. يخشي هنا ألا تتمكن الحامل من تعويض هذه الكميات بين فترتي الإفطار والسحور. ما قد يتسبب بمضاعفات خطرة. قال إذا كنا نتحدث عن الأدوية الاضافية التي تعطي للحامل كالكالسيوم فيجب علي المرأة الحامل أن تتناوله مباشرة بعد الفطور باعتبار أنها لن ترقد للنوم قبل 6 ساعات يتخللها الكثير من النشاط والحركة. أما الحديد فمن المستحسن ان تأخذه المرأة الحامل قبيل السحور. أما إذا تحدثنا عن أنواع أخري من الأدوية كدواء الضغط والسكري وغيرهما. فهذا يعني أن الحامل تعاني مشكلات صحية ولا يفترض بها الصوم منذ البداية. أوضح أنه من أهم الطرق التي تمكن المرأة الحامل من تجنب السمنة. معرفة تقسيم وجبات الغذاء إلي ثلاث: إفطار. عشاء وسحور. علي أن تتضمن هذه الوجبات جميع المكملات الغذائية الضرورية لها. مثل المواظبة علي شرب السوائل بكميات كبيرة وقد يكون الأهم من هذا كله التأكد اسبوعيا من وزنها حسب ارشادات الطبيب. قال إنه بإمكان الحامل أن تمارس الرياضة في الفترة الأولي من النهار ولكن في إطار حركات رياضية خفيفة لأن أي نشاط رياضي يفترض حرق سعرات حرارية يجب تعويضها عن طريق الاكل والشرب. وهذا مستحيل خلال فترة النهار أي فترة الصوم. لذا يستحسن تجنب ممارسة الرياضة خلال الصوم. نصح المرأة التي ترغب في الصوم يجب ان تتحلي بصحة جيدة وتتقيد بوجبتين اساسيتين "الافطار والسحور" أو اقله وجبة الافطار إذا ما استسلمت لنوم عميق حتي آذان الفجر. كذلك يجب عليها الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار ومراقبة حملها جيدا وعدم التهاون عن مراجعة الطبيب لدي تعرضها لأي انتكاسة صحية ناتجة عن الصوم كالاغماء أو تفاوت في مستوي الضغط.