أوضح الدكتور ياسر برهامي في بيان أصدره علي هيئة فتوي أن رفضهم المشاركة في أي فاعليات سواء في ميادين رابعة العدوية أم الحرس الجمهوري لقناعتهم أن الحشد والحشد المضاد خصوصاً مع خطاب الإثارة المستعمل منذ بداية الأحداث يترتب عليه سفك الدماء. نافياً حقيقة ما يقال إنه اعتصام سلمي في ظل من يقول: "أري رءوساً قد أينعت. ومعي مائة ألف بايعوني علي الهجوم. وهي فتنة بين مسلمين. وليست مع كفار. بل الجنود والضباط في الجيش والشرطة مسلمون". رد برهامي علي مطالبة البعض مشاركة السلفيين في الاعتصام وإعلانها إسلامية حتي لا يتركوا جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية يقتلون قائلاً: لماذا ترك الإخوان الجماعة الإسلامية والجهاد في الثمانينيات رغم أنهم كانوا يقتلون وتنتهك حرماتهم؟ ألم يكن من أجل المفسدة الحاصلة من وراء قتال غير مأمور به شرعاً. وألم يكن صبر أهل القدس وباقي أرض فلسطين علي اليهود وعدم إعلانهم ثورة إسلامية لأجل نفس الأمر. والمراهنة علي انقلاب الجيش علي قادته فمجرد احتمال موهوم. يكلفنا انتظار حصوله دماء مسفوكة وهي مفسدة متحققة. فضلاً عن أن انقسام الجيش المصري خطر هائل علي الوطن نفسه. والحرب الأهلية مفسدة من أعظم المفاسد. خاصة أن أكثر الشعب لا يقبل عودة الإخوان للحكم. تابع برهامي أنه عندما قامت "الجماعة الإسلامية" في الثمانينيات باغتيال "السادات". وما بعده من أحداث قتل وعنف إلي أكثر من ثلاثة عشر عاماً كان الواجب علي جماعة الإخوان "وكذا السلفيين" الدخول معهم في مثل هذه المعارك بحجة أنهم يقتلون. ولا يجوز أن نخذلهم. ولا شك أن "أمن الدولة" أيام "مبارك" كان أفظع بكثير من الآن. ووقتها قال الجميع "وعلي رأسهم الإخوان" عدم معاونة هؤلاء في طريقهم. لعدم مراعاة موازين القدرة والعجز. والمصالح والمفاسد. فلم ينصح السلفيون بضرورة التغيير قبل فوات الأوان» إلا بعدما وجدوا ظهيراً شعبياً ساخطاً علينا جميعاً بسبب سوء الإدارة. ومسألة القتال ليست فقط مبنية علي ثبوت شرعية الرئيس. بل بناء علي موازين القوي المخالفة له من اجتماع الجيش والشرطة والقضاء. والإعلام ورجال المال ورجال النظام القديم. وملايين الناس الذين سبوا الإخوة والأخوات في الطرقات سخطاً علي الوضع القائم "ليس من أجل الليبرالية. بل من أجل مشاكلهم الحياتية". قوة من يؤيد الرئيس السابق إلي من يعارضه أقل من واحد إلي مائة. والمخالفون مسلمون. فهل الأمر مبني فقط علي ثبوت الولاية من عدمها. أقسم برهامي بالله أنهم لم يعقدوا صفقات. ولا تواطأوا علي عزل مرسي. وإنما وقع الأمر وتمت السيطرة علي مقاليد البلاد ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية. ثم طلب منا الحضور مع الحرية والعدالة وسائر القوي التي حضرت. ولم يكن أمامنا إلا إما أن ننزل إلي الميادين وندخل المعركة المحسومة والتي هي صدام غير جائز شرعاً وواقعاً. أو أن نظل متواجدين لتقليل الشر والفساد. ومحاولة الحفاظ علي هوية الأمة. ومنع سفك الدماء. سأل برهامي المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي هل تقارنون مفسدة الصدام مع كل هؤلاء وسفك الدماء حفاظاً علي هذا الكرسي. بمفسدة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تبقي الأحزاب الإسلامية والجماعات الإسلامية علي الساحة تعمل وتشارك بدلاً من مطالبات بترها بالكلية. انهي برهامي بيانه قائلاً: قلت ما عندي» فليقبل من يقبل. وليسب وليتهم من أراد أن يسب ويتهم.