شرع الله تعالي الصوم لفوائد كثيرة. أعظمها العبادة بالطاعة والخضوع لله. فيستشعر العبد أنه يؤدي شيئاً يرضي الله بناءً علي طلبه سبحانه. فكم يحتاج العبد إلي فتح الصلة المباشرة مع خالقه ومولاه. فإذا علم أن الصوم مما كتبه الله عليه. فإنه سيبادر إلي أدائه لغذاء روحه أو فطرته المجبولة علي الحنين لخالقها بل والتطوع بالمزيد من الصيام في أيام بعد الفريضة كالرصيد المدخر في تقوية الصلة مع إله الناس ولهذا نص الفقهاء علي أن العبادة غير مفهومة المعني وهو المقصود بكونها طاعة للمعبود وحسبنا في الدلالة علي ذلك عموم قوله تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" "الأحزاب: 36" وما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإن الله عز وجل يقول: الصوم لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي" فأضاف ترك الطعام والشراب إليه سبحانه ومع ذلك فقد حاول الفقهاء أن يذكروا بعض المعاني الحسية التي تصلح لخطاب العقول المادية والتي تحتاج إلي الاقتناع بمشروعية الصوم ومن تلك المعاني ما يلي: 1- تطهير النفوس وتزكيتها وتنقيتها من الأخلاق الرديئة والطباع الرذيلة لأن الصوم يقهر الطبع ويكسر الشهوة» فالنفس إذا شبعت تمنت الشهوات وإذا جاعت امتنعت عما تهوي فكان الصوم كما يقول الكمال بن الهمام في "شرح فتح القدير": موجبا لشيئين أحدهما عين الآخر وهما: سكون النفس الأمارة وكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها في محسوساتها ولهذا قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء وإذا شبعت جاعت كلها. 2- قهر الشيطان لأن أدواته في الإضلال والإغواء تكمن في الشهوات ولا تشتد الشهوات إلا بالأكل والشرب فجاء الصوم لإضعاف أدوات الشيطان ولذلك ورد في الصحيحين من حديث صفية أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجري الدم" قال العجلوني في "كشف الخفاء": قال العراقي: هذا هو نص الحديث. وقد أورده الغزالي في "إحياء علوم الدين" وبعض الصوفية وأدرج فيه زيادة: "فضيقوا مجاريه بالجوع". 3- وسيلة التقوي والامتناع عن الجرائم. لأنه إذا انقادت نفس الصائم بالامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله تعالي وخوفاً من عقابه فأولي أن تنقاد للامتناع عن الحرام. فكان الصوم سبباً لاتقاء محارم الله تعالي. 4- وسيلة الرحمة والعطف علي المساكين. فإن الصائم لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات فتسارع إليه الرقة عليه والرحمة - كما يقول الكمال بن الهمام - حقيقتها في حق الإنسان نوع ألم باطن فيسارع لدفعه عنه بالإحسان إليه فينال بذلك ما عند الله من حسن الجزاء. 5- موافقة الفقراء بتحمل ما يتحملون من الجوع والعطش أحياناً. وفي ذلك مدعاة لإخلاص الدعاء إلي الله تعالي أن يرزق الفقراء وأن يوسع علي المحتاجين. يقول داماد أفندي "صاحب مجمع الأنهر": وهذا المعني والذي سبقه فيه كلام. لأنهما في حق الغني فقط أما في حق الفقير فلا. قلت: إن الفقير يبادل الغني الرحمة بالرحمة والدعاء بالدعاء. قال تعالي: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". "الرحمن:60". طاعة والخضوع لله. فيستشعر العبد أنه يؤدي شيئاً يرضي الله بناءً علي طلبه سبحانه. فكم يحتاج العبد إلي فتح الصلة المباشرة مع خالقه ومولاه. فإذا علم أن الصوم مما كتبه الله عليه. فإنه سيبادر إلي أدائه لغذاء روحه أو فطرته المجبولة علي الحنين لخالقها بل والتطوع بالمزيد من الصيام في أيام بعد الفريضة كالرصيد المدخر في تقوية الصلة مع إله الناس ولهذا نص الفقهاء علي أن العبادة غير مفهومة المعني وهو المقصود بكونها طاعة للمعبود وحسبنا في الدلالة علي ذلك عموم قوله تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" "الأحزاب: 36" وما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإن الله عز وجل يقول: الصوم لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي" فأضاف ترك الطعام والشراب إليه سبحانه ومع ذلك فقد حاول الفقهاء أن يذكروا بعض المعاني الحسية التي تصلح لخطاب العقول المادية والتي تحتاج إلي الاقتناع بمشروعية الصوم ومن تلك المعاني ما يلي: 1- تطهير النفوس وتزكيتها وتنقيتها من الأخلاق الرديئة والطباع الرذيلة لأن الصوم يقهر الطبع ويكسر الشهوة» فالنفس إذا شبعت تمنت الشهوات وإذا جاعت امتنعت عما تهوي فكان الصوم كما يقول الكمال بن الهمام في "شرح فتح القدير": موجبا لشيئين أحدهما عين الآخر وهما: سكون النفس الأمارة وكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها في محسوساتها ولهذا قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء وإذا شبعت جاعت كلها. 2- قهر الشيطان لأن أدواته في الإضلال والإغواء تكمن في الشهوات ولا تشتد الشهوات إلا بالأكل والشرب فجاء الصوم لإضعاف أدوات الشيطان ولذلك ورد في الصحيحين من حديث صفية أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجري الدم" قال العجلوني في "كشف الخفاء": قال العراقي: هذا هو نص الحديث. وقد أورده الغزالي في "إحياء علوم الدين" وبعض الصوفية وأدرج فيه زيادة: "فضيقوا مجاريه بالجوع". 3- وسيلة التقوي والامتناع عن الجرائم. لأنه إذا انقادت نفس الصائم بالامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله تعالي وخوفاً من عقابه فأولي أن تنقاد للامتناع عن الحرام. فكان الصوم سبباً لاتقاء محارم الله تعالي. 4- وسيلة الرحمة والعطف علي المساكين. فإن الصائم لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات فتسارع إليه الرقة عليه والرحمة - كما يقول الكمال بن الهمام - حقيقتها في حق الإنسان نوع ألم باطن فيسارع لدفعه عنه بالإحسان إليه فينال بذلك ما عند الله من حسن الجزاء. 5- موافقة الفقراء بتحمل ما يتحملون من الجوع والعطش أحياناً. وفي ذلك مدعاة لإخلاص الدعاء إلي الله تعالي أن يرزق الفقراء وأن يوسع علي المحتاجين. يقول داماد أفندي "صاحب مجمع الأنهر": وهذا المعني والذي سبقه فيه كلام. لأنهما في حق الغني فقط أما في حق الفقير فلا. قلت: إن الفقير يبادل الغني الرحمة بالرحمة والدعاء بالدعاء. قال تعالي: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". "الرحمن:60".