ان كل حبة رمل وذرة تراب وقطرة ماء فوق أرض بلادي تستصرخ الجميع بأن يوقفوا نزيف الدماء الطاهرة وان ينبذوا العنف ويعودوا إلي حكمة العقل والمنطق من أجل صالح مصرنا الغالية التي بحق أم الحضارات. فمصر التي أنجبت علماء العلوم في الطب والفلك والهندسة واشاعت ضياء الفكر والمعرفة لكل الدنيا بمواهبها الأدبية والفنية اليوم تعطي درسا آخر للعالم في الوطنية من خلال احفاد الفراعنة فبالسلمية قام الشباب باسترداد ثورتهم وعودتها لمسارها الطبيعي لتحقيق اهدافها التي نادت بها عيش حرية عدالة اجتماعية فالكلمة اليوم لإرادة الشعب في جميع الميادين وفي النهاية لا صوت يعلو فوق صوت الإرادة الشعبية. فثورة يناير السلمية التي أبهرت العالم ستظل إلي نهاية التاريخ أنقي واطهر ثورة من بين ثورات شعوب العالم. فمصرنا شامخة بأبنائها ورجالها ونسائها والتي قبرت كل الغزاه الذين تجرأوا عليها فكان مصيرهم مقبرة النسيان واتصفوا بالخزي والعار. فمصرنا الحبيبة اشتهرت علي مر الزمن بالأمن والأمان والاستقرار والبهجة في أعيادها والتراحم والمحبة والانتماء بين جميع طوائف المجتمع فلا يمكن أن يهزها داء الفرقة أو الكراهية أو الظن أو التشكك في الآخر فبالنخوة والشهامة والتسامح نستعيد مصرنا كما كان قدرها ولابد للشباب أن يشمر عن سواعده ويبدأ في تعمير أرضها واستثمارها ولابد من ايقاظ ضمائرنا ونجعلها هي منصة الانطلاق لكل خطواتنا وأعمالنا. نحن في احتياج لصحوة الضمير من أجل مصير أمة بأكملها كفانا صراعات سياسية وجراحات ودماء طاهرة تسيل بلا ذنب. كما أننا في حاجة ضرورية لتغيير المفاهيم الخاصة بأسلوب ادارة المرحلة الانتقالية التي مرت بها البلاد الآن ويجب التخلص من شخصنة الأمور والمواقف والسير في اتجاه واحد لا ثان له وهو طريق البناء والنماء لكل مناحي الحياة بعيدا عن أي ضعوط داخلية أو خارجية لأن مصرنا ومصيرها أكبر وأعظم بكثير من أي كيانات مهما كان شأنها فالتاريخ خير شاهد علي الدول التي استطاعت بحنكة واقتدار غرس نبتة الديمقراطية في أرضها لتنبت بعد ذلك الرخاء والاستقرار والتطور والتقدم في كل المجالات وعلي رأس تلك الثمار هو ما اكتسبه المواطن لديهم من نسمات للحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة الحقيقية بين جميع أفراد مجتمعاتهم. وهذا هو شأننا اليوم الذي يأمله كل مصري شريف يخشي علي بلاده من الانهيار أو السقوط في بئر التناحر والتشرذم والانقسام. اليوم يجب علينا جميعا أن نقف تحت مظلة واحدة شعارها الوحيد هو التوحد والتماسك من أجل مصرنا العظيمة. مصر مهبط كل الأديان السماوية والتي خصها الله سبحانه وتعالي في قرآنه وميزها كأعظم بقعة علي سطح الأرض وأيضا شعبها صاحب اقدم الحضارات واعظمها والتي كانت للبشرية جمعاء منارة للعلم والعقيدة والمثل العليا والقيم الإنسانية. مصر التي اشرقت شمسها في كل صباح تنجب أبناء أشداء وشرفاء وشباباً ثائراً مستنيراً يختزن في أعماقه كل رصيد حضارة ماضية وآمال مستقبله.. وبإذن الله سوف تشرق شمس جنة أرضنا من جديد ويعم الخير علي الجميع.