لايوجد نشاط فى مصر إلا وتجتاحه المشاكل.. حتى الرياضة التى يعتبرها المسئولون فى بلادنا نشاطا ترفيهيا أصبحت تعانى من المشاكل والأزمات لدرجة أنها أصبحت تصدر النكد للناس بدلا من أن تصدر لهم الفرحة. سعدنا وفرحنا بتأهل منتخبنا الوطنى لكرة القدم للدور النهائى لتصفيات مونديال البرازيل 2014 ولكن الحزن عاد إلينا من جديد بعد هزيمة منتخب الشباب من شيلى فى إفتتاح مشواره فى نهائيات مونديال تركيا..والغريب أن منتخبنا كان متقدما بهدف لكهربا الذى أضاع بمفرده ثلاثة أهداف مؤكدة قبل أن يتعادل منتخب شيلى ثم ينهى المباراة لصالحه 2/1..ووضع أبناء ربيع ياسين أنفسهم فى حرج بالغ فى مباراتهم الليلة أمام المنتخب العراقى الشقيق فى الجولة الثانية..فلابديل فى هذه المباراة عن الفوز الذى يمثل الفرصة الأخيرة للفراعنة الصغار إذا أرادوا الإستمرار فى البطولة. والمنتخب العراقى ليس بالفريق السهل فهو يضم خمسة من لاعبى الفريق الأول ولديهم خبرة كبيرة..واستطاع أن يحول هزيمته من المنتخب الإنجليزى بهدفين إلى تعادل ثمين 2/2 فى الجولة الأولي..فهل يستطيع أبطال إفريقيا الذين قهروا الجزائر وغانا ونيجيريا العودة للتألق واجتياز عقبة أسود الرافدين فى المونديال ؟..قولوا..يارب!! ثم جاء خطاب اللجنة الأوليمبية الدولية الذى اعترضت فيه على لائحة الأندية الجديدة التى أصدرها العامرى فاروق وزير الرياضة واعتبرتها تدخلا حكوميا فى النشاط الرياضى الأهلي.. ومعروف أن هذا الخطاب التحذيرى من اللجنة الأوليمبية الدولية جاء بناء على العديد من الشكاوى المغرضة التى تقدمت بها اللجنة الأوليمبية المصرية وبعض الأندية وفى مقدمتها الأهلى والزمالك. قد يكون هناك أخطاء فى لائحة الأندية ولكن البند الأهم فى اللائحة وهو بند ال8سنوات لم يمس.. وهو توجه للدولة وكان مطلبا شعبيا قبل وبعد ثورة 25 يناير لإتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة لتولى المناصب الرياضية فى الأندية والإتحادات واللجنة الأوليمبية. إن ماحدث فتنة رياضية بمعنى الكلمة وإن لجوء البعض للإستقواء بالخارج سواء باللجنة الأوليمبية الدولية أو الفيفا مرفوض حتى لوكان لهم حق..فما بالنا وأن الذين يستقوون بالخارج ليس لهم حق وإنما يريدون الحفاظ على مصالحهم الشخصية؟!! وأمام هؤلاء فرصة أخيرة لمراجعة أنفسهم والعودة إلى رشدهم والحفاظ على الوحدة الرياضية..فلن تستطيع اللجنة الأوليمبية والإتحادات والأندية الإستغناء عن دورالدولة والحكومة ممثلة فى وزارة الرياضة التى كان هؤلاء يصرخون من أجل إنشاء وزارة خاصة للرياضة. الدولة هى التى تصرف على اللجنة الأوليمبية والإتحادات والأندية.. وهذا ليس مناً ولاهبة..وإنما هو حق وواجب..ولا أتصور أن هذا الدور سينتهى فى وقت قريب وقد لاينتهى أبدا.. ومن حق الدولة أن تضع القوانين واللوائح التى تناسبها وظروفها بما لايمثل خرقا للوائح الدولية..وهو ليس موجودا بالشكل الفظيع الذى يصوره هؤلاء.