لا يمكن ان تتوقف الحياة ما دمنا أحياء!! لكن الدوري هو الذي يتوقف ويتعطل ويرتبك ثم يتأجل حتي أصبح علي حافة الهاوية من الإلغاء النهائي وعدم استكمال المسابقة هذا الموسم!! والقياس مع الفارق عام 67 في النكسة التي أطلت في ذلك الوقت علي رءوس الجميع فأصابت المجتمع كله «بالوكسة».. وتم إلغاء مسابقة الدوري لظروف سياسية ومعنوية واجتماعية وعسكرية. ولكن يبدو ان نفس الظروف الصعبة تعود من جديد بعد مرور خمسة واربعين عاما.. وبعد ان اقترب الدوري الكروي من الإلغاء.. فكل الشواهد مرعبه وكل الظروف صعبة.. والأجواء الكروية ملبدة بالغيوم لأنها جزء لا يتجزأ من الأجواء المصرية التي نعيشها. واتحاد الكرة عبد المأمور للأمن صاحب القرار في إقامة المباريات أو تأجيلها.. واتحاد الكرة تحول إلي «أشارجي» فقط لتوصيل أوامر الأمن إلي الأندية تماما مثل الفنان عادل أدهم أو «زكي قدره» الذي كان يذبح بالأمر المباشر. وكم من مره هذا الموسم رفض الامن اقامة المباريات وفي كل مرة يسمح بها بمنع الجمهور من الحضور حتي أصبحت روابط المشجعين في كفة.. والأندية والأمن في الكفة الأخري.. والاثنتان تتحركان ضد بعضهما صعودا أو هبوطا في تحد كبير ومستمر حتي ان ألتراس الأهلي أعلن رسميا تجمعه امام المنصة والتوجه لحضور لقاء الاهلي والجونة.. وربما هذا القرار الجماهيري هو الذي أجبر الأمن علي الإسراع والتفكير في قرار تأجيل مباريات الدوري ولا أحد يعرف مصيرها ؟! القضية الكروية الأن أصبحت علي «المحك».. لأنها جزء لا يتجزأ من الأحداث التي تدور في الشارع السياسي.. فكيف تقام المباريات في ظل هذا الارتباك الجماهيري والشحن الثوري.. كيف تستأنف البطولة في ظل حراك ثوري وتمرد مستمر وتحفز أمني يتم علي استحياء؟! ماذا سيحدث بعد ساعة واحدة في الشارع؟! ومن الذي يتحمل المسئولية لما يمكن أن يحدث في أية لحظة؟! نعم الدوري إذا تم إلغاؤه سيكون هو اول ضحايا الثورة القادمة يوم 30 يونيه التي يتحدثون عنها.. ولا أظن ان تأجيل المباريات سيعطي المهلة لاستئنافها من جديد بل هو حكم تمهيدي بإلغاء الدوري نهائيا وعدم استكمال باقي مباريات الموسم الكروي!! الضحية الثانية سيكون منتخب مصر الوطني الذي يستعد لباقي تصفيات كأس العالم.. فتوقف الدوري يعني ان الأندية ستمنح اللاعبين إجازة مفتوحة غير محددة الملامح وبالتالي سينصرف اللاعبون عن التدريب مما سينعكس سلبيا علي المنتخب الذي يستعد للجولة الأخيرة في المجموعة ثم لقاء أحد اوائل المجموعات الاخري وهي جولة صعبة جدا تحتاج للاعبين جاهزين فنيا وبدنيا ولكن من أين تلك الجاهزية لو توقف الدوري؟! الضحية الثالثة هي الأندية التي ستفقد ماليا الكثير للصرف علي لاعبين وأجهزة فنيه دون أي دخل يتركز حتي من البث التليفزيوني علاوة علي التشتت التي تعيشها الأندية الآن!! صحيح ان ما يمر به الدوري المصري الأن من تأجيل وتسويف وارتباك وتوقف.. قد بدأ من بداية الموسم.. وامتد لإقامة المباريات بدون جماهير ثم ترك انطباعا سيئا علي الجماهير التي ملت من الابتعاد عن الملاعب.. ولكن كانت الآمال معلقة علي امل استكمال المسابقة.. والصاعدون إلي الأضواء يعيشون علي امل الشهرة واللعب مع الكبار.. وفرق المربع الذهبي تعيش علي امل الفوز باللقب أو حتي الوصيف والأندية التي تبحث عن انتعاشة مادية تسد ولو جزءا بسيطا من عقود اللاعبين السنوية.. أظن ان الدوري هو اول ضحايا 30يونيو لأنه مرتبط بما سيحدث عقب هذا اليوم.. دعونا لا نستبق الأحداث.. وإن كنت غير متفائل باستكمال الدوري.