من صفات الابرار انهم يوفون بالنذر وتحويله لجهة اخري له ضوابط يجب مراعاتها. ويجب الانصات لخطبة الجمعة وعدم الانشغال بأي شيء.. كانت هذه اسئلة القراء نقدمها مع اجابات العلماء عنها. تسزل القارئة ح. م. ر من طنطا غربية قائلة: نذرت اخراج مبلغ شهري من مالي لصالح طالبات جامعة الأزهر غير القادرات.. فما حكم الدين لو تم تحويل هذا المبلغ لكلية طب جامعة أخري؟ * * يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون وعضو هيئة كبار العلماء يقول: قال الله تعالي في بيان صفات الأبرار وما أعد لهم من الدرجات العلا عند ربهم "أن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا" فكان الوفاء بالنذر أول خصلة من خصال الخير التي التزم بها هؤلاء الأخيار أمام ربهم فهم لم يقفوا عند أداء ما أوجبه الله عليهم من التكاليف ولم يتركوا لأنفسهم الحرية في أداء نوافل العبادات والصدقات حسب ما يجدونه من النشاط في الأوقات ودواعي الرحمة في المناسبات بل ألزموا أنفسهم أنواعا من الطاعات والوانا من الصدقات حتي يسدوا النوافذ امام النفس والشيطان والهوي. ولما علم جل شأنه بصدقهم واخلاصهم في هذا التوجه لعبادته والشفقة علي عبادته أعانهم علي الوفاء بنذرهم ليسلكهم في زمرة أحبائه واصفيائه. وبالنسبة لما ورد في السؤال والوفاء بنذرك كما حددتيه يوم ان تلفظت بالنذر فإنك قد أوجبت علي نفسك أن تخرجي المال لصالح طالبات الأزهر الفقيرات. فإن الزمان والمكان ومحل النذر أمور معتبرة في تنفيذ النذر والوفاء به. فقد أخرج أبوداود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان امرأة أتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت يارسول الله اني نذرت ان اضرب علي رأسك بالدف. قال: أوف بنذرك. قالت اني نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية قال: لصنم؟ قالت: لا. قال: لوثن؟ قالت: لا. قال: اوف بنذرك. لكن إذا انعدم محل النذر المحدد علي لسان الناذر وهو لا يوجد طالبات فقيرات في جامعة الازهر فيجوز للناذر ان يحوله إلي جهة اخري تكون اقرب إلي الصورة الأولي وهي ان يكون النذر لطالبات فقيرات في جامعة اخري. والله اعلم * يسأل القارئ حسن يوسف علي من تلا منوفية قائلاً: بعض المصلين تكون في يدهم المسبحة يذكرون الله تعالي عليها اثناء خطبة الجمعة فما حكم الدين؟ * * يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهوورية الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء يقول: شرعت صلاة الجمعة لاجتماع الناس في هذا اليوم بالمسجد قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" فمن هذه الآية الكريمة أجمع العلماء علي أن صلاة الجمعة فرض عين علي كل من تجب عليه صلاة الجمعة. ومن شروط صحتها الخطبتان. ومن أركان الخطبة الحمد لله والصلاة علي رسول الله والوصية بتقوي الله وقراءة آية أو أكثر من كتاب الله وقد أمرنا الله تعالي بالاستماع والانصات حين يقرأ القرآن قال تعالي: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" وقد قرر جمهور العلماء وجوب الانصات وحرمة الكلام أثناء الخطبة سواء أكان الكلام دنيويا أو بذكر ونحوه حتي ولو كان الكلام أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وسواء أكان المستمع قريبا من الخطيب أو بعيدا عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب انصت فقد لغوت" وقال أيضا: "من مس الحصي فقد لغا" ومثل الحصي اللهو بأي شيء آخر مثل المسبحة ونحوها. والامام الشافعي وأحمد فرقا بين من كان قريبا من الخطيب ويسمع الخطبة وبين من كان بعيدا ولا يسمع الخطبة. فالقريب الذي يسمع الخطبة يجب عليه الانصات وعلي ذلك فحرمة الكلام أثناء الخطبة مقررة سواء أكان الكلام بذكر ونحوه أو بغير ذكر ونحن لا نفرق بين من كان قريبا أو بعيدا لأن المساجد قد امتلأت بمكبرات الصوت والخطبة تصل إلي من بالمسجد وخارجه لذلك نميل لرأي جمهور العلماء وهو وجوب الانصات وحرمة الكلام أثناء الخطبة سواء أكان بذكر أو نحوه وأي شيء يلهي عن سماع الخطيب والانشغال عنه مما يجعله لا يستفيد من الخطبة فيكون محرما شرعاً. والله اعلم