شهدت المدن الجامعية بالقاهرة التي تضم 15 ألف طالب وطالبة أمس فوضي. أغلق الطلاب الأبواب الرئيسية للمدينة ومنعوا دخول الموظفين إلي مقار عملهم الإدارية. دخل بعض الطلاب اعتصاماً مفتوحاً من أمس الأول وأخرجوا مراتبهم من حجراتهم إلي فناء المدينة حيث باتوا ليلتهم كنوع من التصعيد تجاه إدارة الجامعة التي تصر علي تجاهل التفاوض مع الطلاب حول مطالبهم. ورصدت "الجمهورية" انخفاض أعداد الطلاب المعتصمين أثناء فترة الظهيرة لتوجه الطلاب إلي كلياتهم حيث لم يتجاوز أعداد الطلاب الذين أغلقوا الأبواب ما يقارب 50 طالباً. رجح بعض المسئولين في إدارة الجامعة تصاعد الأحداث في هذا التوقيت لاقتراب موعد المجمع الانتخابي لاختيار رئيس الجامعة ورغبة التيار الإسلامي في إضعاف فرصة الدكتور عز الدين أبوستيت نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والمشرف علي المدن الجامعية في الترشح للانتخابات. كشف رجب الزناتي أمين اتحاد المدن الجامعية ل"الجمهورية" أن تصاعد الأزمة يتحملها الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة الذي أصر علي عدم مقابلة وفد طلاب المدن الجامعية لعرض مشاكله بداية من إقرار لائحة مجلس اتحاد طلاب المدن بما فيها بند الميزانية وإحالة المسئولين عن تأخر صرف وجبات غذائية متكاملة للطلاب إضافة إلي تشكيل لجنة محايدة من أساتذة الهندسة من خارج جامعة القاهرة لمعاينة 4 مبان تم صيانتها مؤخراً بمبلغ 11 مليون جنيه والنظر في مدي مطابقتها للمواصفات.. مشيراً إلي أن الإضراب يشارك فيه كل طلاب المدينة دون تميز كما أن الوجبات التي جاءت تم صرفها لكل الطلاب دون تميز. أضاف أحمد وحيد أمين مساعد رئيس اللجنة الطلابية بالمدينة الجامعية أن الطلاب معتصمون حتي يتم الاستجابة لمطالبهم التي تقدموا بها إلي إدارة الجامعة بشكل مشروع ومن بينها تحويل المبني الإداري رقم 1 إلي مبني لتسكين الطلاب.. موضحاً أن إدارة الجامعة لم تتواصل حتي الآن مع الطلاب لحل الأزمة وبناء جسور الثقة بين الطرفين. أصدرت إدارة الجامعة تعليماتها إلي الموظفين الإداريين بعدم الاحتكاك مع الطلاب وعدم العمل أمس في المدينة الجامعية حتي إشعار آخر. كشف عز سعودي القائم بأعمال المشرف علي المدن الجامعية أن الطلاب تركوا الطباخين يدخلون إلي مطابخ المدينة الجامعية حيث تم تقديم وجبات غذائية متكاملة للطلاب تضم لحوم بلدية وخضراوات. ومن ناحية أخري نظم العشرات من طلاب جامعة القاهرة مسيرات طافت الجامعة تحت شعار "يوم الغضب الطلابي" ثم تركزت أمام القبة مطالبين بالتصدي لأعمال العنف المتصاعدة في الجامعات وتحديد حد أعلي للرسوم المقررة علي الطلاب في برامج الشعب الأجنبية إضافة إلي التصدي لظاهرة ارتفاع أسعار الكتب الجامعية التي يعاني منها الطلاب كما حملت بعض التيارات الطلابية المشاركة في المسيرة الدكتور مصطفي مسعد وزير التعليم العالي مسئولية الأحداث مطالبين باستقالته. ورصدت "الجمهورية" محدودية إعداد الطلاب المشاركين المسيرة التي طافت الجامعة ثم توجهت إلي الباب الرئيسي حيث انضم إليها عدد من الطلاب من الجامعات الأخري قبل أن تتوجه إلي كلية الصيدلة حيث انضم إليها اتحاد الطلاب ثم توجهوا إلي وزارة التعليم العالي. حلوان أكد إسلام فوزي رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان أننا لا نريد عنف أو الخروج عن السلمية مؤكداً أن المسيرة لها عدة مطالب كل جامعة لها مطالب معينة حسب المشكلات التي تعاني منها الجامعة نفسها. أوضح إسلام أن الهدف الرئيسي من مسيرة أمس هو التنديد بممارسات العنف وسياسات النظام السابق في اعتقال الطلاب أو الناشطين السياسيين مشيراً إلي أن محمود صفوت مختفي منذ 10 أيام ولا يعرفون مكانه أو حتي كيفية الاتصال به ومعرفة أخباره.