رغم اقتراب موسم كسر وتوريد محصول القصب لمصانع السكر من نهايته ورفع سعر الطن الي 365 جنيها لا تزال شكاوي واستغاثات المزارعين بقنا مستمرة سواء من فوائد بنوك التنميه التي لا ترحم او المصانع التي تكيل لهم العذاب ألوانا عند التوريد او صرف المستحقات وفوق هذا وذاك ارتفاع تكلفة الانتاج كالاسمدة والري والكسر والتحميل والنقل. المزارعون هددوا بالتوقف عن زراعة القصب والاتجاه للمحاصيل الاخري كالطماطم والموز وأن هذا الموسم سيكون الاخير لهم. "الجمهورية" تدق ناقوس الخطر وتحذر من كارثة انهيار صناعة من اقدم الصناعات الاستراتيجية بمصر وتشريد ما يزيد علي 7 آلاف عامل بالمصانع بالمحافظة. في البداية يقول عبدالحميد حاكم مدير مالي بالتعليم ومزارع ان مزارع القصب اصبح بين مطرقة بنك التنمية وفوائد القروض المرتفعة التي تصل الي 20 % مما يثقل كاهل الفلاح لدرجة ان الكثيرين منهم عجزوا عن سداد مديونياتهم وصدرت ضدهم احكام بالسجن ليقعوا بين مطرقة القانون وسندان مصانع السكر التي تتأخر في صرف المستحقات لفترات طويلة رغم انه من المفروض ان يتم السداد بمجرد التوريد مباشرة ولم يعد امامه سوي هجر زراعة القصب والاتجاه لزراعة الخضروات والفاكهة. أضاف محمد العبد عطاالله من دنقيق ان المصانع تتأخر ايضا في ارسال حوافظ التوريد لبنك التنمية مما يؤدي الي تراكم الفوائد علي المزارع رغم انه يجب ان ترسل في نفس يوم التوريد مؤكدا ان سعر الطن رغم زيادته مؤخرا لم يشعر بها المزارع في ظل استمرار ازمة السولار التي ادت الي تأثر حركة النقل بالجرارات والسيارة النقل مما يؤدي الي تأخر نقل المحصول وتركه في العراء لعدة ايام تسبب في جفافه ونقص وزنه وتلف كميات كبيرة. وقال عثمان محمد جبرة عمدة الاوسط قامولا رغم انه تم رفع سعر الطن من 345 الي 365 جنيها الا ان هذه الزيادة لا تتناسب تماما مع ارتفاع تكلفة الانتاج كالاسمدة حيث وصل سعر الشيكارة الي 175 جنيها ومصاريف عمال الكسر والشحن والنقل وطالب برفع السعر الي 500 جنيه حتي يكون مجزيا للمزارع. وطالب عبدالفتاح جابر عضو محلي سابق ومن كبار المزارعين بضرورة تمثيل المزارعين خلال عمليات وزن المحصول بالمصانع التي كثيرا ما تأتي اقل من الحقيقي والفعلي الذي يعرفه المزارع من واقع خبرته الطويلة واشار الي انه تم منذ عدة سنوات تخصيص قطعة ارض بقرية دنقيق لانشاء ميزان يتبع المصنع لخدمه مزارعي غرب النيل الا انه لم يتم التنفيذ حتي الآن. واضاف وديع صبري ان مزارعي نقادة يعانون اشد المعاناة اثناء نقل المحصول بالعبارات لمصنع قوص حيث تنتظر المقطورات علي المرسي اكثر من يومين انتظارا لدورها مما يؤدي الي جفاف المحصول وبالتالي نقص وزنه. وقال احمد ابو حلقة عمدة كوم يعقوب بأبوتشت ان المحصول يتم نقله الي مصنع نجع حمادي عن طريق قطارات الديكوفيل التي اصبحت متهالكة وقديمة وكثيرا ما تتعرض للانقلاب مما يعرض المحصول للسرقة والنهب. وكشف إنه يتم خصم جنيه عن كل طن للحراسة رغم عدم وجود اي حراسة او تأمين للمحصول وقال حسين فايز ابو الوفا عضو مجلس الشعب السابق ان اصوات المزارعين قد بحت من تكرار الشكوي الي جميع المسئولين بشركه السكر والزراعة ولا حياة لمن تنادي ولم يعد امامه سوي ان يهجر زراعة القصب ويتجه لزراعة الخضر والفاكهة الاقل في التكلفة والاكثر في الربح مما يهدد بانهيارصناعة السكر والتي تعد من اقدم الصناعات في مصر وتشريد اكثر من 7 آلاف من العاملين بتلك الصناعة بصعيد مصر المهندسة ايمان محمد علي وكيل وزارة الزراعة قالت ان المساحه المنزرعة بالمحصول هذا الموسم تصل الي 117 الف فدان تمثل ما يقرب من 60 % من المساحة المنزرعة بالمحصول علي مستوي الجمهورية يتم توريده لمصانع السكر بقوص ودشنا ونجع حمادي وجرجا بسوهاج تنتج ما يقرب من 55 % من من الناتج المحلي للسكر. واضافت ان المديرية تنفذ بالتعاون والتنسيق مع مجلس المحاصيل السكرية والبحوث الزراعية وشركات السكر خطة طموحة للنهوض بالمحصول من خلال تنظيم ندوات ارشادية وتوعية للمزارعين تستمر منذ بدء زراعة المحصول وحتي كسره وحصاده تتضمن كيفية مواجهة واكتشاف اي اصابات مرضية او فيروسية خاصة التفحم والحشرة القشرية وتوفير المبيدات بالمجان.