حزنت كثيرا كغيري من الصحفيين للواقعة المؤسفة التي شهدتها نقابتنا العريقة بقيام عدد من الصحفيين بالتعدي علي النقيب ممدوح الولي خلال الجلسة التي لم تكتمل الجمعية العمومية للنقابة لإجراء انتخابات النقيب والتجديد النصفي لأعضاء المجلس. وحزني هذا ليس لشخص الولي الذي أحترمه كثيراً رغم اختلافي معه في أسلوب إدارته للنقابة واعتراضي علي الكثير من المواقف والقرارات التي اتخذها أو شارك فيها خلال توليه مسئولية النقيب. والحزن كل الحزن هنا علي ما آلت إليه أخلاق المصريين في أعقاب الثورة وانتشار الفوضي والانفلات بين الجميع وتراجع الاحترام والتقدير فيما بيننا وأصبحت البلطجة هي لغة الحوار الرسمية في معظم الأحيان. وإذا كنا نرفض ونحزن لوقوع حوادث تعد وبلطجة في الشارع أو المقاهي والميادين والمواقف ومحطات السكة الحديد فحزننا أشد ألماً ومرارة في النفس أن يقع التطاول والتعدي والبلطجة في نقابة الصحفيين وللأسف من بعض الصحفيين ضد نقيبهم وهو أمر مرفوض مهما كانت الدوافع والأسباب. فنحن قادة الفكر والرأي والمفترض اننا نمثل ضمير الأمة ونبراسها في النهوض بلغة الحوار ومحاولة تقريب وجهات النظر بين فرقاء الوطن علي جميع المستويات. ولكن يبدو ان هذا مجرد حلم بعيد المنال و"كلام جرايد" كما يقولون وان الصحفيين جزء أو فصيل من هذا الشعب أصابهم ما أصابه من انفلات مهني وأخلاقي أيضا. قد يكون النقيب ممدوح الولي قصر كثيراً في بعض الأمور المتعلقة بالنقابة ومهنة الصحافة وكذلك حقوق الصحفيين وقدم المصلحة الشخصية علي الصالح العام للمهنة. ومع ذلك ما كان يجب أن يكون الصدام والتعدي عليه هو أسلوبنا ولغتنا في الحوار خاصة انه اختصر الطرق علينا وبادر بعدم الترشح لمنصب النقيب مرة أخري وحسبها صح لأنه كان يعلم انه لن يكون موضع ترحيب الغالبية العظمي من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة مهما قدم من مغريات أو تبريرات. المؤكد ان نقابة الصحفيين وسلمها كان لهما دور فعال في التمهيد للثورة من خلال العديد من المؤتمرات والوقفات لمختلف القوي والتيارات التي هاجمت نظام مبارك في عز قوته وسطوته. فكيف بها تضيق باحتواء الخلاف بين الصحفيين ونقيبهم. في النهاية أرجو أن تكون الواقعة جرس إنذار لمحاولة انقاذ هذه المهنة المقدسة والنقابة العريقة والابتعاد بهما عن المعارك السياسية والأهم من ذلك أن تتم محاسبة المتورطين في الواقعة من قبل النقابة قبل غيرها من جهات التحقيق.