سوق الفجالة للأدوات الصحية والسيراميك من الأسواق الشعبية المعروفة في وسط القاهرة وأحد العلامات المميزة التي يقصدها أصحاب المباني والمعمار بهدف شراء مستلزمات تشطيب العقارات تأثرت كغيرها من الأسواق بالأزمات المتلاحقة وآخرها ارتفاع سعر الدولار. أكد التجار ارتفاع أسعار المنتجات 10% بعد ارتفاع سعر الدولار وإلغاء دعم الطاقة عن المصانع كثيفة الاستخدام مع تراجع حاد في الإقبال علي الشراء. يقول أمجد يوسف - تاجر بسوق الفجالة: إن ارتفاع أسعار الدولار أثر بصورة كبيرة علي زيادة أسعار الأدوات الصحية ومستلزمات السيراميك خاصة المستوردة منها مشيرا إلي أن المستوردين يقومون برفع الأسعار تباعا في ظل التغيرات المستمرة التي تطرأ علي العملة الخضراء. أشار أن الخلاطات المستوردة تباع بسعر تراوح من 250 و3 آلاف والمحلية من 250 حتي 500 جنيه وطقم السماعات يباع بسعر يبدأ من 20 جنيها ويصل إلي 500 جنيه لافتا إلي تفضيل البعض للمنتجات الصينية نظرا لتعدد أشكالها بالإضافة إلي توافر قطع غيارها بالسوق بصورة كبيرة. أوضح أن السوق يعاني بصورة كبيرة من حالة ركود شديدة في حركة البيع خاصة أيام الجمعة التي كان في الماضي لا نستطيع السير بالشارع من شدة الزحام والإقبال علي الشراء لاسيما أن غالبية روادها من المحافظات المختلفة مشيرا إلي أن المظاهرات المتكررة والأحداث السياسية والاقتصادية أثرت علي حجم الإقبال مع قيام المصانع بتوريد كميات محددة من المنتجات حسب احتياجات السوق في ظل أزمة نقص السيولة. مصطفي أحمد حافظ "تاجر" أدوات صحية يقول إن تعاقب الحكومات المتتالية لم يأت بجديد علي إنعاش السوق لاسيما في ظل الركود الشديد في سوق العقارات وتراجع شركات المقاولات عن طلب منتجات وتراجعت معها حجم المبيعات بنسبة 90% بالاضافة إلي تراجع قيمة الجنيه الأمر الذي أدي إلي ارتفاع الأسعار سواء للمنتجات المحلية والمستوردة. أشار إلي أن الأكواع من البولي بروبلين يباع بسعر تراوح من 200 و350 قرشا للمحلي والمستورد يباع بسعر تراوح من 7 و9 جنيهات والمواسير المحلية تباع بسعر 7 جنيهات للمتر والمستورد يباع بسعر تراوح من 3 و11 جنيها وسماعات "الدش" تباع بسعر تراوح من 15 و30 جنيها وفلاتر المياه تباع بسعر تراوح من 40 و160 جنيها حسب درجات التنقية والأحواض الاستاليس الحلة تباع بسعر تراوح من 100 و300 جنيه والأحواض العادية ب 400 جنيه. أوضح أن أزمة ارتفاع الأسعار ليست السبب الوحيد في تراجع الوضع داخل السوق وإنما في الإقبال علي الشراء خاصة للمنتج المحلي والذي لا يلقي إقبالا من بعض المواطنين عكس المنتجات الصينية التي تتميز بجودة التشطيب الأمر الذي يواجه التجار صعوبات كبيرة في تصريفها وعدم طلب منتجات جديدة. قال إن تراجع مؤسسات وهيئات القطاع العام عن تجديد المباني الخاصة بها والمناقصات والاعتمادات التي كانت تجريها لتطوير الأبنية التابعة لها وتراجع بعض شركات القطاع الخاص عن إحلال وترميم بعض المباني الخاصة بها أثر بصورة كبيرة علي السوق وإجبار التجار عن طلب المزيد من المنتجات. أوضح سوق الأدوات الصحية كغيره من الأسواق تأثر بحالة المظاهرات والاضطرابات السياسية والوضع يسوء يوما بعد الآخر مشيرا إلي أنه قبل الثورة كنا نحقق زيادة كبيرة في المبيعات بما فيها أيام الأحد والتي كنا نحقق فيها إيرادات كبيرة. يري ياسر وجيه - صاحب محل بيع "سيراميك" - أنه من ضمن أسباب اضطراب السوق وارتفاع الأسعار وقيام الدولة برفع دعم الطاقة عن المصانع كثيفة الاستهلاك أجبرها علي رفع أسعار بيع المنتجات للسوق لتعويض زيادة تكلفة التصنيع. أشار إلي أن غالبية منتجات السيراميك محلية الصنع وهناك بعض شركات الاستثمار الأجنبي والتي قامت برفع سعر المتر 10% لتباع بسعر 40 جنيها مقابل 30 جنيها لافتا إلي أن البورسلين الصيني يباع بسعر تراوح من 70 و145 جنيها للمتر والمصري يباع بسعر 120 جنيها وسيراميك الحوائط يبدأ من 20 جنيها للمتر والأرضيات تبدأ من 22 جنيها للمتر. أوضح أن السوق يشهد حالة من الخلل نتيجة قيام بعض الشركات الكبيرة في التوسع في إنشاء العديد من المصانع وتطوير خطوط الإنتاج قبل الثورة من أجل تصديرها للخارج والاستفادة من العملة الصعبة إلا أنه بعد الثورة توقفت عمليات التصدير وتوجيه إنتاج تلك المصانع للسوق المحلي الأمر الذي أدي إلي زيادة الطاقة الإنتاجية عن الاحتياجات الفعلية للسوق التي تأثرت بالأحداث السياسية مشيرا إلي أن أصحاب هذه المصانع تعرضوا لخسائر كبيرة جراء إنفاقهم لملايين الجنيهات من أجل تطوير هذه الخطوط مع توقف عمليات التصدير للخارج.