بسبب الارتفاع غير المبرر في أسعار البيض تلجأ الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل وبعض محلات الحلويات والمطاعم إلي شراء البيض الكسر بأسعار تصل إلي النصف معتبرة ان الشرخ أو تهتك القشرة شيء بسيط مادامت رائحتها لم تتغير رغم ان المزارع تتخلص منه بإلقائه في القمامة لأنه بيئة صالحة لأنواع البكتريا والفيروسات إلا أن رغبة التجار في تعويض خسائرهم تدفعهم لعرضه للبيع رغم ما يحمله من مخاطر صحية. محمد أحمد موظف يقول طبق البيض منذ أسبوعين كان يباع ب14 جنيهاً ووصل إلي 18 جنيهاً في المناطق الشعبية و23 في المناطق الراقية والسوبر ماركت في ظل حاجة معظم الأسر إلي استهلاك كميات كبيرة منه خاصة أنه من أساسيات الغذاء لأولادنا ويعتبر تعويضا للبروتين والكالسيوم الذي لا نستطيع توفيره نظراً لارتفاع أسعار اللحوم لذلك نضطر لشراء البيض الكسر من التاجر بنصف ثمنه. الحياة صعبة نيره عباس - ربة منزل تقول إنها تشتري البيض الكسر لاستخدامه في عمل الكيك والحلويات لأنه أوفر ويتم شراؤه بنصف الثمن أي النصف كرتونة ب4.5 بدلا من 9 جنيهات وذلك في الوقت الذي يواصل فيه البيض ارتفاعه سعره كل يوم. ويشير فؤاد عبدالمنعم - مدرس - إلي ان المشكلة لا تتوقف علي البيض الكسر لكن هناك مأساة أكثر خطورة بسبب قيام بعض التجار معدومي الضمير بخلط البيض القديم بالجديد حيث قمت أكثر من مرة بشراء طبق بيض وأفاجأ بخلط الجديد بالفاسد ولا نكتشف ذلك إلا عند طهيه وانبعاث روائح كريهه وأحيانا نشاهد تجمعات دموية وفي إحدي المرات شاهدت زوجتي "كتكوت" غير مكتمل النمو. بينما تبرر فوزية عبدالله بائعة قيامها ببيع البيض الكسر قائلة: أحضر يوميا من محافظة الشرقية لبيع البيض البلدي والفطير وللأسف البيص سريع الكسر فيتم بيع 8 بيضات ب4 جنيهات فقط وبالرغم من خسارتي إلا انني اعتبر ان بيعه بهذا الشكل افضل من القائه في القمامة نظراً لارتفاع اسعار العلف. ويؤكد محمد زكريا تاجر بيض أن زبائن الكسر في تزايد مستمر وأصبح الطلب عليه عالياً جدا في ظل رفع الاسعار حيث انهم يفاجأون يوميا بارتفاع في اسعار البيض والدواجن ونحن كتجار نضطر لرفع السعر علي المستهلك الذي يعاني ونظراً لأن البيض من السلع سريعة الكسر فإننا نقوم ببيعه للزبائي بنصف الثمن مؤكدا ان محال الحلويات الاكثر اقبالا علي شرائه لتصنيع الحلويات فبدلا من شرائه ب 18 جنيهاً يتم الحصول عليه ب9 جنيهات فقط كما تقوم بعض ربات البيوت بأخذ كميات منه لتصنيع التورتات والكيك لاطفالهن. في حين يؤكد اسحاق - صاحب محل أغذية انه يقوم بفرز البيض السليم من المكسور ويتم تجميعه لزبائن بعينها اغلبهم من محدودي الدخل والغلابة ويتم بيعها بنصف الثمن موضحا ان في هذه الحالة يستفيد منها البائع والمشتري. سموم قاتلة الدكتور هشام الخياط استشاري الجهاز الهضمي والكبد يؤكد انه من المعروف إذا كانت البيضة مخزنه في درجة حرارة عالية أو رطوبة مرتفعة فإنها عرضة للتلف وبعد فترة قصيرة تنمو فيها الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي بتسمم غذائي وعند حدوث كسر في البيضه أو وجود تغير في لون القشرة أو الصفار يميل للون الأبيض يكون بالتأكيد قد نمي فيها الكثير من البكتريا الضارة التي تؤدي إلي حدوث تسمم وإسهال وقيء وارتفاع في درجة الحرارة ومن المعروف ان الميكروبات الاكثر خطورة في البيض الكسر هو السالمونيلا والايكولين والشيجلا ويؤدي تناولها إلي التهاب شديد في الجهاز الهضمي وتسمم غذائي قد يودي بحياة المواطن إذا لم يتم اعطاؤه الدواء الصحيح.