أنشئ المتحف الزراعي بالدقي في عهد الملك فؤاد الأول ليكون نافذة تطل منها الأجيال علي حضارة مصر في مجال الزراعة وأقيم بقصر الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل وكان به العديد من الحدائق الفرعونية وبهو سوري اقيم في عهد الوحدة مع سوريا عام ..1959 وقد كان مزارا يوميا لطلاب المدارس والبعثات العربية إلا أنه اصبح الآن في حالة يرثي لها. يقول إبراهيم محمد ذهبت إلي المتحف الزراعي بناء علي دعوة صديق لي ولأسرتي ولكننا فوجئنا بان المتحف مغلق وبسؤال الباعة الموجودين بخارج المتحف افادونا بأن المتحف مغلق معظم أيام الأسبوع ولا يستقبل الزوار إلا في أيام قليلة. محمد عيد يروي أنه جاء إلي المتحف منذ حوالي 20 عاما وكان المتحف منارة فكرية وأثرية وكان يحتوي علي العديد من المباني مثل مبني الزراعة المصرية القديمة والمبني السوري ومبني الحيوانات المحنطة وعندما حضر مع زوجته وأطفاله وجد كل ذلك مغلقا ولا يوجد سوي مبني أو اثنين مفتوحين للجمهور. أحمد سليمان يشير إلي أن مبني النباتات المصرية القديمة تم بناؤه منذ 20 عاماً ويحتوي علي مقتنيات منذ عصر الفراعنة من حيوانات ونباتات تم تحنيطها منذ آلاف السنين ولكن ممنوع الزيارة للجمهور المصري ويتم فتحه للأجانب وكبار الزوار فقط وبسعر أعلي.. وقد كانت التذكرة لعامة الشعب بعشرة قروش مما كان يؤدي لزيادة الرحلات المدرسية خاصة من القري والمحافظات أما اليوم فأصبحت بثلاثة جنيهات مما يجعل أغلب المدارس ترفض عمل رحلات للمتحف وكذلك رب الأسرة عند زيارته لهذا المتحف البعيد عن الأنظار. ويعترض محمود عبدالمقصود من رواد المتحف وعشاقه بأن المتحف ساءت حالته عن السابق فقد تم إزالة الأماكن المخصصة لاستراحة الزوار وكذلك الكافتيريا ويضيف أن المتحف كان يحتوي علي ملاهي الأطفال تم ارسالها إلي حديقة الاسماك وأصبح مكانها الآن خاويا بدون استغلال.. كما أن المتحف كان يحتوي علي العديد من الاشجار النادرة وأشجار المانجو ولكن تم اقتلاعها خلال الشهور الماضية بدون إبداء أسباب وقد تم إهمال نصف المتحف في عهد وزير الزراعة السابق الدكتور يوسف والي الذي منح المهندس يوسف عبدالرحمن "نائبه" نصف مساحة المتحف فقام ببناء استراحة خاصة ولم يستفد المتحف منها بالرغم من القبض علي المهندس يوسف عبدالرحمن وإيداعه بالسجن واصبح هذا الجزء مهملاً ومليئاً بالحشائش الطويلة. مواجهة وبمواجهة المهندس محمد العقاد "وكيل وزارة الزراعة والمشرف علي المتحف الزراعي" قال إن المتحف في بادئ الأمر كان يحتوي علي متحفين فقط ولكن الآن يحتوي علي 10 متاحف عالمية ونظرا لوجود المتحف في مكان حيوي وعلي مساحة تبلغ 35 فداناً ولعدم وجود تأمين من قبل الحكومة أو الأهالي فإننا لا نجازف بفتح المتحف طوال أيام الأسبوع بل نكتفي بأيام الأحد الثلاثاء الخميس حتي لا يتعرض للسرقة أو الحرق كما يحدث في الأماكن الأثرية حاليا.. ويضيف أن المتحف تعرض عدة مرات للسرقة وشب حريق يوم 9/9/2011 عيد الفلاح بأحد المتاحف ولكن تم احتوائه دون خسائر.. فكيف استقبل الزوار طوال أيام الاسبوع والمتحف غير مؤمن ولا يوجد عمالة كافية وكذلك نسبة تحصيل رسوم الدخول لا تزيد علي ثلاثين جنيها في اليوم وأغلب زواره من صغار الشباب الذين يستغلون المتحف في تعاطي المخدرات وتخريب محتوياته. ويضيف أن المشكلة تكمن في المصريين أنفسهم فلا يوجد ثقافة لديهم عن المتاحف ولابد من وجود توعية وهذه التوعية تبدأ من وزارة الثقافة إلي المدارس.