ياه.. بعد عشرين سنة بدأتم تفكروا في المشروع؟؟! إيه الحكاية؟؟ منذ حوالي عشرين عاما بدأت مدينة "والت ديزني" بأمريكا تعرض مهرجان "الرقص علي الجليد" في الصالة المغطاة.. كان يصحب العرض أحد أعضاء مجلس إدارة المدينة وهو مصري حصل علي جنسية أمريكا. من باب حب الاستطلاع جال الرجل بسيارته في ارجاء استاد القاهرة.. فتعجب من السكون والهدوء.. والظلام.. والغرابيب السود.. ولا يوجد شخص واحد في هذه المنطقة المترامية الأطراف.. وجد ملاعب علي أعلي طراز مقفولة بالضبة والمفتاح.. ملعب الكرة الرئيسي وحوله ملاعب التدريب.. ومجمع حمامات السباحة ومجمع ملاعب التنس ومجمع الاسكواش.. ملاعب رائعة يعلوها العنكبوت!! ذهب الرجل الي المرحوم المهندس مصطفي البحيري مدير عام الاستاد.. وقال له ان هذه المساحة الكبيرة المليئة بالأراضي الفضاء والحدائق وسط عدد محدود من الملاعب ممكن ان تتحول الي جزء من مدينة "والت ديزني" التي لا تخلو من جمهور كبير ليل نهار.. مضاءة بابهار شديد حتي الصباح.. يتمتع بها آلاف الناس علي اختلاف اعمارهم. بعد يومين عاد الرجل للمهندس مصطفي البحيري يسأله عن ميزانية الاستاد.. كانت أيامها مصاريفها نحو 11 ألف جنيه والدخل من ايجارات الملاعب والإعلانات لا يزيد علي ستة آلاف.. إذا لم تخوني الذاكرة. فقدم هذا الرجل المصري الأمريكي عرضا لايجار المنطقة مقابل حوالي 33 ألف جنيه.. ثلاثة أضعاف الميزانية.. مع تعهد برفع القيمة كل عام حسب الاتفاق والابقاء علي كل موظفي وعمال الاستاد مع رفع مرتباتهم عشرين في المائة كل عام.. مع النص في العقد باحترام كل التزامات هيئة الاستاد من حيث السماح بايجار الملاعب بنفس الشروط السابقة السارية للأندية والفريق القومي. كان له شرط واحد!! مقابل كل هذا.. ان يستمر العقد 12 عاما علي الأقل.. فالمشروع سيتكلف كثيرا في البداية ولابد من البقاء مدة تكفي تغطية المصاريف التي تتحملها مدينة "والت ديزني" الرجل درس الموضوع خلال يومين ووضع أساسا للحوار والاتفاق. فوجئت بمكالمة من المرحوم مصطفي البحيري يستدعيني لمكتبه فورا.. وتحمست معه للموضوع إيما حماس.. خاصة وهناك فكرة باستغلال سور الاستاد لتحويله الي سوق امريكي.. موضوع ضخم اخذنا الأوراق وعرضناها علي الأخ عبدالمنعم عمارة المسئول في ذلك الوقت.. عرضها بدوره علي مجلس ادارة الاستاد الذي لم يتخذ أي قرار!! وتمر الأيام.. ويأتي الأخ علي الدين هلال وزير الرياضة.. قلت لنفسي بما انه وزير يكون له سلطة القرار.. وعرضت عليه الأوراق والخرائط ومشروع الاتفاق.. فطلب مهلة لأنه مشغول بحكاية تنظيم المونديال الذي اخذنا فيه صفرا لأول وآخر مرة في تاريخ المونديال!! وضاع المشروع!! ياه.. الآن.. بعد عشرين عاما.. كل الصحف نشرت يوم الثلاثاء الماضي خبرا يقول ان اسامة صالح وزير الاستثمار والعامري فاروق وزير الرياضة اجتمعا للتفكير في تحويل منطقة الاستاد الي منطقة استثمارية!!.. ياه.. الآن.. نحن بلد "الفرص الضائعة" ولله الأمر من قبل ومن بعد.