** "يا إلهي.. لقد انفجر رأسي. وانقسم إلي نصفين. نصف إلي جانب الشرعية والرئيس والنصف الآخر إلي جانب الثوار والمعارضين وكل له حجته. يدافع عنها باستماتة ويسوق الكثير من الحجج والبراهين تلك كلمات بعث بها صديق لي في رسالة عبر "الفيس بوك" وأراها تعبر عن حالة كثيرين ضاقوا ذرعاً بالتناحرات والخلافات المشوبة بالضبابية والغموض. وللحقيقة فإن هذه الرسالة تجعلني أؤكد لكم بأنني لست "إخواني" الهوي ولكنني أقف خلف رئيس انتخبه الشعب بإرادته. فالنظام قطعاً له إخفاقات عليه أن يعدل منها ويتفاداها لاحقاً. وعليه أن يعلم أن موجة "الاستقطاب" عالية وأن له معارضين كُثر عليه مناقشتهم الرأي بالرأي والحجة بالحجة. وأن بين هؤلاء المعارضين ثواراً شرفاء كما أن بينهم "فلولا" عليه أن يفوت عليهم الفرصة قبل أن تنقلب الموازين وأكثر ما أنصح به أن يكون أكثر شفافية ومصارحة ومكاشفة مع الشعب الذي اختاره فالمصارحة هي أقصر الطرق للوصول إلي المعارضين الشرفاء وإظهار الحقيقة للشعب وإلا فإن حشوداً هائلة من السياسيين والإعلاميين والحزبيين والقضاة وكثيرين في كل مواقع الدولة يحشدون ويعرقلون بكل الأساليب المباحة وغير المباحة بل إنهم لم يجدوا حرجاً في التحالف مع "الفلول". ** يؤسفني أن أعترف بأن هؤلاء استطاعوا أن يخلطوا الحابل بالنابل والسياسة بالتوابل فهم يجيدون "فن تزييف الحقائق" وشعارهم "لو بطلنا نكدب نموت" وقد نالت دعواتهم كثيراً من بيوتات المصريين الذين انساقوا وراءهم ووراء دعواتهم الكاذبة التي تعتمد علي مبدأ "اكذب.. اكذب.. اكذب" حتي يصدقك الناس!! ** وإلا فمن يفسر لي هذه "الردة الإعلامية".. حين حاصر المعارضون مسجد القائد إبراهيم مهددين الشيخ المحلاوي والشيوخ والنساء والأطفال داخل المسجد وأثاروا الفوضي والشغب. وأتساءل: هل هناك أمر يستدعي حصار مساجد الله أياً ما كانت الأسباب؟!! وهل حّرك إعلامنا الثائر ساكنا؟!! وحين حرق أكثر من 20 مقراً للإخوان لم نسمع صوتاً يعلو ولم نجد حقوق الإنسان تندد ولم نر علي وجه الإعلام سوي "نظرات الشماتة" والدعوة للتأجيج علي طريقة "فهل من مزيد"!! أما عندما تم الاعتداء علي مقر حزب الوفد.. هاجت الدنيا وماجت.. صرخات الإعلام علت.. حقوق الإنسان نددت.. وكأننا علي مشارف نهاية العالم.. وهنا يا صديقي عليك أن تلاحظ الفارق الشاسع في التناول الإعلامي.. واديني عقلك!! ** إن حالة "الإنقسام" الحالية برعاية إعلامية مضللة. وبإخراج نخبة سياسية فاشلة وبإنتاج أصحاب مصالح كانوا في أحضان النظام السابق. كما أنها حاصلة لإخفاقات واضطرابات سياسية رئاسية تساعد علي تمكين المتربصين بدلاً من أن تكشف ألاعيبهم وتفتح ملفاتهم.. واستمرار الموقف بهذا الارتباك وعدم المكاشفة والمصارحة سيؤجج من الخلافات ويزيد من الانقسامات.. وساعتها سيكون الاعتراف مؤسفاً.. بالانحراف!!