* زخم سياسي كبير يعج به الشارع المصري منذ إصدار الإعلان الدستوري الشهير ما بين مؤيد ومعارض له.. ثم جاءت مسألة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ثم قضية التصويت علي الدستور وأخيراً الاستفتاء الذي أجري أمس السبت. * المتابع للأحداث يجد ان هناك فصيلين يتصارعان كل منهما يريد أن يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه علي الصواب وغيره علي الخطأ.. فالقوي الليبرالية التي توحدت تحت راية ما يعرف باسم "جبهة الإنقاذ" تستخدم بدورها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل أن يصل صوتها لكل بقعة داخل أرض مصر.. ومن أسف أن هذه الجبهة التي انضوي تحت لوائها مجموعة ممن اطلقوا علي أنفسهم لفظ "النخبة" بدأت عملية مساومات مع أعضاء بارزين في الحزب الوطني المنحل.. كأن أعداء الأمس القريب صاروا الآن هم الأصدقاء.. هذا علاوة علي المنهج الذي يسيرون عليه والذي يتسم بالعصبية ويدع العقلانية جانباً.. أهم بهذه الطريقة يعملون لصالح المواطن البسيط الذين يدعون زوراً وبهاتاً أنهم نصراء له ضد هجمة الإسلاميين.. ومنذ متي كانت هذه الثلة من البشر تعمل لمصالح بعيداً عن مصالحها الشخصية.. وهم معروفون لجموع الشعب وتاريخهم ليس بخافي علي أحد.. لدرجة أن أحدهم.. في أحد حواراته الصحفية استند أو بالأحري استعدي علينا الغرب والولايات المتحدة.. أين أذن انحيازهم لهذا الشعب. علي الجانب المقابل تقف قوي التيار الإسلامي السياسي مؤيدة وساندة للشرعية والممثلة في الرئيس محمد مرسي الذي جاء به الصندوق كأول رئيس مصري مدني جاء بانتخابات حرة نزيهة.. ولها في ذلك كل الحق.. فالمساندة هنا مشروعية بكل تأكيد.. خاصة أن مشروع الدستور الذي استفتي عليه الشعب جرت عملية الاستفتاء في جو أكثر من رائع وتحت إشراف قضائي بل وهناك منظمات المجتمع المدني محلياً وعالمياً.. فليس لدي مصر ما تخاف منه أو أن تخفيه هذا العصر انتهي إلي غير رجعة. * الدستور تم وعرض للاستفتاء وسواء قلنا دستور "نعم" أو دستور "لا" فجميعنا يجب ان يقبل بنتيجة اللعبة الديمقراطية والأغلبية سواء وافقت أو رفضت مواد الدستور الجديد.. ينبغي ان تحترم كلمة الصندوق فنحن مازلنا نخطو الخطوات الأولي نحو ديمقراطية حقيقية أردنا بناءها من أجل صالح شعب مصر الذي عاني كثيراً خلال العقود الماضية. * شعبنا العظيم ساعات قليلة قادمة وتعلن نتيجة الاستفتاء علي أول دستور مصري بعد ثورتنا العظيمة في 25 يناير.. بعدها تبدأ مصر المرحلة الأصعب مرحلة البناء بتكاتف جميع القوي الوطنية المحبة لهذا البلد.. حتي تعبر مصرنا عنق الزجاجة إلي آفاق رحبة تسترد من خلالها موقعها الريادي علي المستويين الإقليمي والعالمي. * كلمة أخيرة: * عاشت أرض مصر أرض الأنبياء مصونة من كل سوء وعاش جندها خير أجناد الأرض.. ويا كل مصري تحتاج كل حبة عرق حتي تؤسس لمستقبل الأجيال القادمة ألا قد بلغت اللهم فاشهد.