يذكر التاريخ المصري الحديث انه في 14 نوفمبر 1951م خرجت مظاهرة كبيرة نظم لها حزب الوفد وامتلأت الشوارع والميادين بالمتظاهرين يرفعون اللافتات بسقوط الاستعمار ورفض الدفاع المشترك "معاهدة الدفاع المشترك" التي عرضتها بريطانيا لتحل محل معاهدة 1936م ونشطت حركة الفدائيين في منطقة القناة وكان معظم المتطوعين من الطلبة والعمال ونظموا كتائب للكفاح المسلح مثل كتيبة صلاح الدين وكتيبة خالد بن الوليد. وفي المقابل وضعت القوات البريطانية خطة للاستيلاء علي كل المرافق الحيوية في مدن القناة ووضع المنطقة تحت السيطرة البريطانية الكاملة لحماية مصالحها في قناة السويس ومن ثم سارعت بالتحرك ضد قوات البوليس المصري في منطقة القناة لأن الأخيرة تصدت للهجمات الانتقامية التي كانت القوات البريطانية تقوم بها وتطول الأهالي. في 25 يناير 1952 وصلت الأمور لذروتها عندما طوقت قوات الاحتلال البريطاني مبني محافظة الاسماعيلية وثكنات بلوكات النظام "قوات البوليس" وطالبوا الجانب المصري بتسليم كل أسلحة البوليس واخلاء مبني المحافظة والثكنات ورحيل كل القوات خارج الاسماعيلية حيث كانت القوات البريطانية ترغب في التخلص من الوجود الشرعي الوحيد للحكومة المصرية في منطقة القناة حتي تحقق سيطرة كاملة علي المنطقة وفي الوقت نفسه كانت تريد التخلص من بلوكات النظام لأنها كانت تساعد قوات الفدائيين ضدها وتعرقل جهودها في تعقب الفدائيين الذين كانوا يحتمون في بيوت الأهالي. اختلفت الروايات في عدد من قتل في ذلك اليوم نتيجة الحرائق والشغب وكذلك حجم الخسائر كما يختلف المؤرخون عمن يكون وراء حريق القاهرة في ذلك اليوم فهناك من يقول ان الملك فاروق كان وراءها ليتخلص من وزارة النحاس باشا وهناك من يقول الانجليز وذلك بالتخلص من وزارة النحاس التي ساءت علاقتها بها بعد الغاء معاهدة 1936 وهناك من يقول حزب مصر الفتاة والإخوان المسلمين ولكن لم تظهر حتي الآن أدلة مادية تدين أي طرف في اشعال هذه الحرائق.. لذلك سيبقي حريق القاهرة لغزا ينتظر الحل. وتبقي حكاية اسماعيل باشا صدقي الاسبوع القادم.