انتشرت مبردات المياه "الكولدير" في الشوارع بجانب المنازل والمحلات والمساجد والكنائس وعلي الطرق الزراعية والسريعة كسبيل لسقاية المارة وصدقة جارية علي أرواح الأموات انها تحولت لصاعق كهربائي متحرك ومصدر للأمراض. يقول بدر حسين - محاسب: أغلب هذه الثلاجات يتم تركيبها بدون استخراج تصاريح أو تراخيص من الجهات المختصة وبالتالي يتم توصيل الكهرباء لها إما من أحد الاعمدة القريبة منها أو سرقة التيار من المنزل أو المكان المجاور له. صاعق كهربائي وتؤكد أم محمد ان هذه الثلاجات كارثة حيث انها فقدت نجلها اثناء لهوه مع الاطفال بالشارع وعند شعوره بالعطش ذهب إلي الكولدير الموجود علي ناصية الشارع وبمجرد تناوله الماء مات صعقا بالكهرباء وسارع الجيران لانقاذه لكنه فارق الحياة قبل أن يصل إلي أقرب مستشفي. ويشير عبدالرحمن السيد إلي أن أغلب هذه الثلاجات يتم توصيل المياه إليها عن طريق المياه الجوفية وهي غير نظيفة ومختلطة بمياه الصرف الصحي أو من أحد محابس المواسير الموجودة بالشارع. قدرية أبوطالب - ربة منزل - تقول يوجد مبرد مياه أمام منزلي وفوجئت ان مياهه مستمدة من المواسير التي يروي منها الحديقة المجاورة وهي مياه ملوثة تسبب الأمراض لمن يتناولها كما يمكن ان تنقل الأمراض والاوبئة خلال استخدام الاكواب من فم إلي فم آخر وكذلك الايادي التي تلمس الكوب وما تحمله من ميكروبات وفيروسات. ويذكر أكرم عبودة - محام: كثير من المبردات الموجودة بالشوارع تكون صدقة من بعض الاشخاص أو سبيل ولكن للأسف الشعب المصري بطبيعته لا يستخدم الشيء الصحيح فإنني اشاهد بعض الاشخاص يشرب ويترك باقي المياه بالكوب مما يسبب انتشارا للحشرات والاتربة علي الكوب ومنهم من يقوم بالقاء المياه علي الأرض فنجد بركة مياه أمام المبرد وقد تكون السبب في الوقوع علي الأرض. محمد سعد رئيس جمعية نور الإيمان يقول: الكثير من المواطنين يأتون إلي الجمعية للتبرع بوضع كولديرات مياه تخدم الناس ولكننا نقوم بإصلاح المبردات وصيانتها وأحيانا لا ينفع اصلاحها خاصة الأنواع الرديئة منها فتقف كالجثة الهامدة تعوق المارة في الشارع ولانستطيع بيعها أو رميها ولكن بعد فترة إذا لم يحرص صاحبها علي إصلاحها أو اخذها يقوم الجامع بتركها نهائيا وازالتها من المكان. الدكتور عبدالعزيز عزيز يقول ان نسبة تلوث مياه الشرب في مصر وصلت من 48- 49% وباقي المحافظات من 52-63% فجميع الكولديرات المتواجدة بالشوارع غير مطابقة للمواصفات المطلوبة للاسخدام الآدمي وتعمل لشهر أو شهرين ثم تعطل نهائيا وجميعها يمكن ان تكون سببا في نشر العدوي لعدم الاهتمام بنظافة السبيل. ويؤكد الدكتور نبيل نجيب استشاري أمراض الباطنة والكلي ان المبردات تشتمل علي كل الأمراض والأوبئة وعرضة للتلوث وما تحملها الأكواب البلاستيكية من عدوي تنقلها من شخص لآخر كأمراض الكبد الوبائي وفيروس A والسهل انتشاره من فم إلي فم بواسطة الكوب وأمراض التيفود والنزلات المعوية وأمراض التهاب الكبد وجميعها اضرار تهدد صحة الانسان بخلاف ما يحمله الجو من تلوث وأتربة الشارع وعوادم السيارات التي لها تأثيرها علي تلوث الكوب أو صنبور المياه ونقل العدوي للإنسان وللأسف لا يوجد وعي ثقافي للمواطنين مما يجعلهم عرضة للأمراض والفيروسات التي أصبحت منتشرة بشكل هائل فلابد من وضع أكواب من الكرتون والقائها مباشرة بعد شرب الإنسان لها ولكن هذا من المستحيل ان يحدث في مصر.