** احتل القطار مرتبة مهمة في أغاني وأفلام زمان.. وكان المؤلفون يرمزون بالقطار للسرعة في كل شئ.. لم تكن الطائرة علي بالهم مثل القطار.. وخاصة في اغاني الحب والغرام.. انظر مثلا لما غناه عبدالوهاب في أحد أفلامه المهمة.. عندما شدا ب"يا وابور قوللي رايح علي فين".. وغنت مصر كلها وراء المطربين والمطربات الذين غنوا "ياوابور الساعة 12 يا مقبل ع الصعيد" ولم يكن يدور في بال مطربي هذا العصر ان القطار سيتحول من آلة نقل سريعة تنقل الناس والعشاق من مكان لمكان آخر.. الي آلة دهس اسرع مما نتخيل للانسان بالذات.. وهي آلة تصادق ملك الموت اينما حل ووجد لافرق هنا بين وجود خطأ بشري او تقني في الموضوع فأي خطأ مع هذه الالة لايحتمل اي نسبة من نسب الهزار أو الدلع.. وبالذات القطار فهو وسيلة "فرم" عاجلة لاتحتمل اي كلام عن حدوث نجاة منها.. فمن يهرب من الموت تحدث له عاهة مستديمة يظل طوال عمره يعاني منها بشكل مريع ومؤلم!! ورغم وجود القطار في اعمالنا الفنية.. لكنه لم يدخل حياتنا الرومانسية بأي شكل.. وقد يتعامل الحبيبان معه علي انه نقلة سريعة في الحياة تجدد الامل وتزيد من العاطفة بين المحبين لكن هذا لم يدخل نطاق الرومانسية.. انظر مثلا للحادث البشع المرتبط بقطار الصعيد عندما احترق بفعل الاهمال البشري في اوائل الالفية الثالثة الحالية وتحديدا عام ..2002 فقد تحولت اغنية ومقولة "يا وابور يامولع حط الفحم.. وباقولك ولع حط الفحم" الي نكتة.. حيث تندر البعض بها.. وبأن أحد أبناء الوجه القبلي تعمد ان يشعل النار في القطار ليردد هذه الاغنية ابتهاجا بقدوم العيد.. ويا للسخرية حتي في الموت.. لهذا خرج القطار من حسابات الرومانسية للابد واقترن بالموت وبالمآسي الانسانية اينما حل ووجد! والخلاصة ان حوادث القطارات ليست بالضرورة من صنع القطارات نفسها او العاملين بها.. ولكنها اقترنت في بلدنا بالذات بكوارث لابد ان نحاول تلافيها مستقبلا حتي لاتزداد وتؤدي بنا الي مآس نفسية فظيعة لايمكن تحملها اليوم.. ولا في المستقبل القريب.. وقد اعذر من أنذر!!