تشهد أسعار اللحوم ارتفاعا تجاوزت معها كافة الحدود واصبحت متاحة فقط للاغنياء الأمر الذي اثر علي ضعف الاقبال خاصة وان غالبية المستهلكين يعانون من أزمات اقتصادية طاحنة بسبب غلاء المعيشة. المواطنون يؤكدون ان السبب الرئيسي في ارتفاع الاسعار هم التجار بالاضافة إلي اصحاب المزارع الذين يحتكرون السوق لافتين ان اللحوم في حالة خصومة كبيرة مع محدودي الدخل والكثير منهم يشترونها مرة كل عدة اشهر مطالبين بضرورة تشديد الرقابة علي الأسواق.أكد الجزارون ان ارتفاع تكلفة التربية والعلف هما السبب الرئيسي في زيادة الاسعار لافتين إلي انهم يتعرضون لخسائر كبيرة خاصة مع ثبات الاسعار عند مستوي تراوح من 64 و66 جنيها والركود الشديد في حركة البيع. حمدي شحاته موظف "بالمعاش" يقول إنه يضطر لشراء اللحوم بالاسعار الحالية خاصة وانه مجبر علي هذا وانه يعد أحد مطالب الأسرة الرئيسية مشيراً إلي أنه يتهم التجار برفع الاسعار وغض الطرف عن الحالة الاقتصادية للمواطنين مشيراً إلي أنه يعاني من ارتفاع اسعار كافة السلع بالاضافة إلي إيجار المنزل والكهرباء والمياه. يري طارق سيد موظف ان السعر العادل لكيلو اللحوم لا ينبغي ان يتخطي حاجز ال50 جنيها مشيراً إلي الزيادات التي يفرضها التجار يحققون من ورائها أرباح خيالية مشيراً إلي أن اللحوم اصبحت بينها وبين محدودي الدخل حالة شديدة من الخصومة نأمل ان تنتهي قريبا لاسيما وانهم يشترونها مرة كل عدة أشهر. يقول محمود رمضان تاجر "بالسيدة زينب" ان الكثير من المحلات لم تفتح أبوابها حتي الآن منذ العيد لافتا إلي ان ساعد هذا الامر التراجع الكبير للاقبال علي الشراء بسبب ارتفاع الاسعار ومعاناة المواطنين من أزمات اقتصادية. أشار إلي أن اسعار اللحوم استقرت عند مستوي تراوح من 64 و66 جنيها ومتوقع استمرارها عند هذا الحد طويلا خاصة توافر رءوس المواشي لدي اصحاب المزارع وبالالي توافرها عند الجزارين مشيراً إلي أن الاقبال في موسم العيد كان أقل من المتوقع وغالبية التجار لم يحققوا المبيعات التي كان يأمولون بها. أوضح ان مشكلة اللحوم تتخلص في ارتفاع اسعار العلف الذي قفزت بصورة كبيرة خلال موسم العيد حتي وصل كيلو الذرة إلي 5 جنيهات مقابل 3 جنيهات لافتا إلي أن قطاع الثروة الحيوانية يعاني من مشاكل وأزمات كبيرة ترجع إلي عدم الاهتمام الحكومي بالفلاح العمود الرئيسي لهذا القطاع بالاضافة إلي ارتفاع أسعار الكيماوي وإيجار الأراضي ساهم إلي عزوفه عن تربية المواشي خاصة وان العائد عليها لن يغطي المصاريف مطالبا بضرورة تشديد الرقابة علي الأسواق. عيد سيد جزار يقول اننا بحاجة إلي إعادة احياء مشروع البتلو من جديد لأنه يساهم في عودة الاسعار إلي معدلاتها الطبيعية مشيراً إلي أن الاسعار الحالية مبالغ فيها إلا أنها تعكس الواقع مشيراً إلي ضرورة الاهتمام بصغار المزارعين لانهم المرود الحقيقي للسوق ومن خلالهم يمكن القضاء علي مشاكل هذا القطاع. أشار إلي أن السوق يعاني عمليات احتكار وتحكم اعداد قليلة من كبار التجار بالسوق مشيراً إلي أنهم يقومون بالنزول إلي سوق المواشي ويشترون بأسعار أعلي من المحدد الأمر الذي يؤدي إلي احتكار السوق بينما يعجز صغار المربين عن الشراء في ظل هذه الهجمة الشرسة. علاء ميهوب جزار أشار إلي أن مشروع احياء البتلو مصيره الفشل دون تدخل كامل للدولة خاصة وأن الفلاح مكبل بالديون من بنك التنمية والائتمان الزراعي كما أنه لا يحصل علي عائد التربية كاملا بل يحصل علي 2% فقط من قيمة أصل المبلغ الذي يحصل عليه من البنك. أشار إلي أن ارتفاع اسعار العلف مما انعكس علي اللحوم الأمر الذي جعل عددا كبيرا منهم يبيعون العجول الصغيرة للتخلص من ارتفاع تكلف تربيتها حتي في حالة تعرضهم لخسائر تتراوح من 100 إلي 200 جنيه في السعر مشيراً إلي ان ذلك الإجراء هو السائد في السوق منذ فترة بجانب ذبح العجول أقل من 250 كيلو وهو مخالف في ظل حالة الانفلات الموجودة حاليا وتحكم شخصيات كبيرة في السوق.