* قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور. قال عفيفي مصطفي سليمان 57 سنة وفي عينيه نظرات حائرة تكاد تنطق بما يعانيه من هم وكمد وظلم.. نزحت منذ سنوات من قريتي ببني سويف إلي الإسكندرية سعيا وراء لقمة العيش الحلال كبائع متجول للخضراوات لمواجهة أعباء الحياة القاسية ومتطلبات أطفالي الخمسة ونحمد الله علي الرضا والستر.. وفجأة هاجمت جسدي القوي الأمراض المضنية وصرت سجين فراش المرض وتكالبت علينا ضغوط الحياة ومتطلبات أسرتي لا نجد ما يشبع بطوننا التي صارت تصرخ من الجوع مما دفع ابنتي الكبري التي لم يتجاوز عمرها السبعة عشر عاما أن تطرق باب العمل كشغالة في شقة موظف بالمعاش تعد له الطعام وتنظف المسكن علي مدي ساعات النهار مقابل مائتي جنيه أسبوعيا.. وكثيرا ما أشاد مخدومها بأمانتها وتوفير متطلباته علي مدي عامين.. لم أكن أدري بأنني علي موعد مع لحظة ضياع فلذة كبدي ابنتي يوم كان حفيد مخدومها في زيارة لجده حاول الاعتداء عليها.. قاومته وتمكنت من الهروب من بين مخالبه.. وعندما علم بعض أقارب الشاب بفعلته اللاإنسانية كشر والده صاحب المركز المرموق بإحدي الهيئات وبيت النية مع سبق الإصرار علي الانتقام من ابنتي اتهمها في محضر بالشرطة بسرقة مصوغات ومبلغ من المال من مسكن حماه مخدوم ابنتي ظلما وبهتانا وأخلت النيابة العامة سبيلها بكفالة مالية علي ذمة القضية.. وحمدت الله علي عودة ابنتي إلي حياة الطمأنينة بين أخوتها وفضلنا الجوع علي الخدمة في بيوت بعض الأثرياء الذين أعماهم المال وحول بعضهم إلي وحوش تفترس الصغار.. وصار اتهام ابنتي ظلما هما بالنهار وكوابيس أحلامي في الليل.. استصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين قراءة مأساة فلذة كبدي بالقلوب قبل العيون.