في ظل تنافس شديد بين المرشحين الرئاسيين في الانتخابات الأمريكية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني. يتابع العالم العربي بشغف شديد ما ستسفر عنه هذه الانتخابات بشئ من الريبة لما سيترتب علي نتائجها من تأثير علي الدول العربية التي شهدت في أقل من عامين أربع انتفاضات شعبية وتدور الرحي الآن في واحدة. وكما سيحدد الناخبون الأمريكيون مصيرهم فإنهم سيحددون كذلك مصير 287مليون نسمة. هم عدد شعوب المنطقة العربية. وبالرغم من إحداث الانتفاضات العربية بعض التغيرات في تعاطي تلك الدول التي شهدتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإشراك شعوبها في اختيار مصيرها. إلا أنه يبقي الواقع المتمثل في هيمنة واشنطن علي مجريات الأمور في العالم بأسره الأمر الذي ينعكس علي العالم العربي. كما تمثل السياسة الخارجية أهمية أساسية لدي العرب. خاصة انها الولاية الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حالة فوزه. الأمر الذي يعول عليه الكثير من العرب تحقيقه لوعود صرح بها منذ انتخابه وكان أبرزها حديثه عن دولة فلسطينية تعود لحدود 1967. وحول تعامل الرجلين مع الملفات الخارجية الملتهبة فقد أعلن كل منهما أنه سيستعمل القوة كملجأ أخير لإيقاف برنامج طهران النووي. حيث قال أوباما إن لديه سياسة لمنع إيران من الحصول علي سلاح نووي. وتمثلت ابرز مقولاته في هذا الملف في: ¢علي الحكومة الإيرانية أن تعلم ان العالم سيقف متحدا أمام طموحاتها النووية¢. أما رومني فقد اعتبر حديث اوباما فيما يتعلق بإيران بتراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تعهداتها بأمن إسرائيل. وقال رومني خلال وجوده في القدس هذا الصيف إنه لن يسمح بأن تمتلك إيران ¢إمكانية¢ نووية. وكانت أبرز مقولاته في هذا الملف: ¢احترم قرار إسرائيل إذا ما قررت استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي¢. وفي كلتا الحالتين فإن الخليج لا يقف بعيدا عن مسرح الأحداث. إذ تهدد إيران بأن أول ما ستفعله هو الإضرار بمصالح الولاياتالمتحدة في الخليج. ملمحة إلي القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة علي الأراضي الخليجية. وفيما يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي. وصل أوباما إلي السلطة بطموح متوهج للتوسط في إعلان قيام دولة فلسطينية. ولكنه أخفق في تحقيق ذلك. فيما يرجح أن يحاول أوباما مرة أخري حال إعادة انتخابه. علي الرغم من ضعف علاقاته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أما رومني فقد اتهم الفلسطينيين بنيتهم تدمير إسرائيل إذا أقاموا دولة بحدود 67. موضحا أنه سيضع قضية إعلان دولة فلسطينية في مرتبة ثانوية. مثلما فعل جورج بوش في فترة ولايته الأولي. ووصف المرشح الجمهوري مدينة القدس بأنها ¢عاصمة لإسرائيل¢. وتمثل قضية تزويد ثوار سوريا بالأسلحة الأمريكية قضية خلافية بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. إذ يرفض أوباما تزويد المعارضة بالأسلحة أو حتي مساعدة الولاياتالمتحدة في إقامة مناطق آمنة للمدنيين. بينما أعلن رومني تأييده لتسليح المعارضة. أما الملف الليبي. فكان الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي ومقتل السفير. في الحادي من سبتمبر. بمثابة الفضيحة الأمنية التي أثرت علي شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الفترة الأخيرة وتجنبت حملته الحديث عنها كثيرا. وعن عرب افريقيا. سيعمل أوباما مع الحكومات الجديدة في مرحلة ما بعد الثورة. وسيواصل بناء الجسور مع أحزاب الإخوان المسلمين المُهيمنة ويشجِّعها علي الاعتدال وفقا لما قاله في احدي المناظرات. فيما انتقد المرشح الجمهوري في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومني. الربيع العربي. واصفا إياه ب ¢ طوفان الاضطرابات¢.