شنت قوات المعارضة السورية أمس هجوماً واسع النطاق علي قاعدة جوية عسكرية في محافظة إدلب بشمال سوريا غداة انسحاب القوات الحكومية من بلدة سراقب الاستراتيجية المجاورة. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات ضارية تدور قرب مطار تفتناز العسكري بعد محاولة قوات المعارضة اقتحامه من محاور مختلفة باستخدام القذائف الصاروخية وقذائف الهاون. أوضح نشطاء سوريون أن كتائب الثوار حاصرت المطار وقصفته براجمات الصواريخ والهاون والمدفعية الثقيلة في محاولة لتحريره. وقال أبوعمر الحمصي. أحد قادة المعارضة في حلب إن قوات الأسد تستخدم المطار لشن معظم الغارات الجوية علي المحافظات الشمالية. مشيراً إلي أن قوات المعارضة تحاول أيضاً قطع الطرق المؤدية إلي المنطقة للحيلولة دون وصول أي تعزيزات إلي قوات النظام. وقال المرصد إن الطائرات الحربية أغارت علي مناطق في منطقة الغوطة بعدما سيطرت قوات المعارضة علي أجزاء من ضاحية دوما في دمشق. حيث يقع مركز للشرطة ومبني للبلدية. وأفاد اتحاد التنسيقات السورية بأن قوات النظام واصلت عمليات القصف علي مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وأوضح نشطاء أن طائرات الميج والسوخوي أغارت علي عدد من المناطق السكنية في دوما وزملكا وسقبا وكفر بطنا بالقذائف والبراميل المتفجرة وأدي القصف إلي انهيار عدد من المباني في عربين. من جانبها أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 13 شخصاً برصاص القوات النظامية التابعة للرئيس بشار الأسد في أنحاء متفرقة من البلاد. وفي سياق متصل أظهر شريط فيديو قيام القوات الموالية لنظام الأسد بقتل عدد من السجناء والتمثيل بالجثث وقطع آذان منها. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النظام السوري ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ اليوم الأول للثورة السورية. ولكن هذه الجرائم لا يمكن أن تبرر بأي صورة الجرائم التي يرتكبها الطرف الآخر. أوضح عبدالرحمن أنه تم تصوير شريط الفيديو في شهر يوليو الماضي في منطقة اللاذقية. وفي شريط فيديو آخر تم تصويره في فبراير في درعا جنوباً قام مسلحون بعضهم يرتدي زياً عسكرياً بإعدام عدد من الأشخاص بالرصاص. قالوا إنهم من الثوار. يأتي ذلك بعد التنديد الدولي الذي أثاره شريط الفيديو الذي يظهر إعدام جنود نظاميين علي يد قوات المعارضة. وفي الأردن رفضت جماعات المعارضة السورية الحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ووضعت استقالة الرئيس كشرط مسبق لأي تسوية سلمية للصراع الدائر. وفي اجتماع عقده رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب في العاصمة الأردنية عمَّان. رفضت الفصائل السياسية السورية المختلفة بالإجماع محاولات التوسط من أجل الحوار مع دمشق. وأفاد بيان صدر عن الاجتماع بأن المشاركين الذين كان من بينهم ممثلون عن الجيش السوري الحر وجماعة الإخوان المسلمين السورية ومنشقون عن النظام السوري. أعلنوا أن رحيل الأسد هو شرط مسبق لأي حوار يستهدف التوصل إلي حل غير عسكري. إذا كان هذا لا يزال ممكناً. ويهدف الاجتماع إلي توحيد جهود المعارضة السورية وضمان الحصول علي دعم إقليمي ودولي وعربي لإسقاط نظام الأسد. من جانبها وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراء تعديل كبير في قيادة المعارضة السورية بأنه عملي. لا سيما في ظل استمرار القوي الدولية في البحث عن حلول سياسية لوقف الحرب الطاحنة في سوريا. ورأت الصحيفة أن إحباط الإدارة الأمريكية من المجلس الوطني السوري أمر لا يحتاج إلي الكثير من التفسير. وعزته إلي أن معظم أعضاء المجلس لطالما كانت صلتهم بمجريات الأحداث في البلاد منعدمة. فضلاً عن انقسامهم الذي دب بخيبة الأمل في نفوس الكثيرين. وعجزهم عن اتخاذ أي قرارات مصيرية والأهم فشلهم الذريع في إقناع الشعب السوري بتوفير بديل عملي للأسد. وحذرت الصحيفة من أن القيادة الجديدة قد ينظر إليها باعتبار أنها كيان أمريكي الصنع. وذلك بالنظر إلي أن المعارضة السورية ومن أجل الحصول علي المزيد من الدعم ستجبر علي تهميش الجماعات الجهادية التي انضمت إلي المعارك القتالية منذ بداية الثورة. وفي حال التوصل إلي اتفاق في اجتماع قطر المقرر عقده الأسبوع المقبل. فإن الولاياتالمتحدة وشركاءها يعتزمون تنفيذ مشاريع المساعدة المخطط لها. من جانبه قال المجلس الوطني السوري في بيان له إن أي مباحثات تهدف إلي تجاوز المجلس أو تشكيل هيئات جديدة لتحل محله هي محاولة لتقويض الثورة السورية من خلال نشر بذور الانقسام.