يستطيع مجلس نقابة الصحفيين أن يدخل التاريخ.. فهذا أول مجلس بعد ثورة 25 يناير يستطيع تصحيح أوضاع خاطئة كثيرة من صنع الديكتاتوريات السابقة. هذا المجلس في استطاعته اتخاذ قرارات مصيرية خالدة سيذكرها له الصحفيون لسنوات طويلة قادمة. مثلا حكاية الصحف القومية ومجلس الصحافة الأعلي!!.. وتحكم الحكومة في شئون أهم دور صحفية سواء الصحف اليومية الكبري.. أو غيرها مثل دار الهلال ودار روزاليوسف بعد دمج داري التعاون والشعب في الصحف القومية لتزيد من عبئها واستنزاف ميزانياتها!!! امتلاك الحكومة لأكبر دور صحف ضد كل مباديء الديمقراطية وحرية الصحافة والإعلام.. وكان المرحوم الدكتور عاطف صدقي بنظرة اقتصادية محضة نحن في أشد الحاجة إليها الآن وفي نفس الوقت خطوة رائعة نحو ديمقراطية حقيقية.. كان يري تقييم هذه الدور عن طريق شركات دولية متخصصة في هذا الشأن مع الوضع في الاعتبار قيمة الاسم التجاري لكل صحيفة.. في الأربعينيات كان الاسم التجاري لمحلات جروبي أضعاف ثمن المحلات نفسها.. تم تقدير اسم جروبي التجاري بنصف مليون جنيه حينما كان الجنيه أعلي من الجنيه الذهب!!! ثم تحويل هذا الثمن إلي أسهم تطرح في البورصة ليشتريها العاملون في الصحف أولا.. ثم الباقي يطرح في السوق لكافة الناس. فإذا كان الدكتور عاطف صدقي كان يريد إنقاذ الخزانة العامة في التسعينيات!!! فنحن الآن في أسوأ وضع اقتصادي في حاجة لقشة تنقذ الميزانية العامة فضلا عن أهمية هذه الخطوة ديمقراطيا واجتماعيا.. ثم لتطوير العمل في هذه الدور.. فالقطاع الخاص له أسلوبه في العمل الدءوب من أجل الربح والمنافسة غير أسلوب القطاع العام!!! وإن كانت هذه الخطوة العملاقة ستنتظر استقرار الأمور والانتهاء من الدستور وكافة الانتخابات علي كل المستويات.. فهناك أمور عاجلة أخري.. هذه الأمور تحتاج لزيادة كبيرة في ميزانية النقابة.. ويمكن لهذا المجلس أن يزيد من هذه الميزانية زيادة ضخمة جدا بعيدا عن الحكومة التي كانت تستخدم سلاح المعونة لإنجاح مرشحها.. وهذا موضوع آخر فإلي الغد بإذن الله تعالي.